لماذا يتواصل ارتفاع أسعار العقارات في بريطانيا لعام 2022 ؟
ينتعش سوق العقارات في الربيع؛ حيث تُعرَض كثير من البيوت والشقق للبيع، ولكن لماذا يصعب إيجاد عرض مناسب؟
وبينما عرضت شركة “Rightmove” العقارية نفس العقارات القديمة بعروض شبه مستحيلة، أشار بنك هاليفاكس “Halifax Bank” إلى استمرار ارتفاع أسعار المنازل بنسبة 1.4 في المئة في آذار/ مارس، بوصفها أعلى زيادة مسجلة منذ ستة أشهر وسط أزمة غلاء المعيشة، وارتفاع معدلات الفائدة، وتداعيات الحرب في أوكرانيا.
وتشير المعطيات إلى أن الطلب لا يزال يفوق العرض بكثير؛ لأن المنازل – ببساطة – لا تُعرَض للبيع في السوق بالسرعة الكافية. وقد كان هناك 431 ألف منزل متاح للشراء في فترة ما من الشهر الماضي، إلا أن هذا لا يزال أقل ب 218 ألف منزل عُرِض في السوق في آذار/ مارس عام 2019.
ومن جهة أخرى حلّلت شركة “Savills Research” – باستخدام بيانات من محللي البيانات المستقلين “TwentyCi” – الأرقام، ووجدت أن الأمر بدأ عندما أعلن وزير الخزانة ريشي سوناك عطلة رسوم الدمغة في تموز/ يوليو 2020 (الدمغة: ضريبة تفرضها الدولة على أنواع معينة من المعاملات التي تتضمنها وثائق مكتوبة). إذ أدى هذا الإعفاء الضريبي مع الرغبة في تغيير نمط الحياة إلى ارتفاع أرقام المبيعات بنسبة 43 في المئة مقارنة بفترة ما قبل الوباء. ومن ثَمّ فبحلول نيسان/ إبريل 2021 انخفضت أعداد المنازل المتاحة للشراء بنسبة 19 في المئة عما كانت عليه في العادة.
وبعد مرور عامين لم يُظهِر السوق تعافيًا؛ حيث كانت مستويات الأصول الوطنية في المتوسط أقل بنسبة 8 في المئة عما كانت عليه في العادة. وفي آذار/ مارس تراجعت أعداد المنازل المعروضة للبيع بنسبة 2 في المئة مقارنة بشهر آذار/ مارس 2019.
هذا وقد كان “الطلب” هو الطرف المتغير في المعادلة؛ حيث تزايدت رغبة الناس في الانتقال إلى الضواحي أو الريف؛ للحصول على مساحة أكبر منذ فترة إغلاق الجائحة. ومع أن الأسعار ليست مرتفعة كما كانت عليه من قبل، إلا أنها لا تزال أعلى بنسبة 16 في المئة من متوسط أسعار ما قبل الجائحة؛ حيث سجلت المبيعات المتفق عليها زيادة بنسبة 22 في المئة مما كانت عليه قبل عامين.
ويقول لوسيان كوك رئيس قسم الأبحاث السكنية في المملكة المتحدة: “هذا يعني أننا إذا اتخذنا مقياسًا بسيطًا لكمية الأصول في السوق مقارنة بعدد المبيعات المتفق عليها، فسنجد أن نحو 3.25 أشهر من الأصول كانت موجودة في السوق في آذار/ مارس الفائت مقارنة بـ 5.95 أشهر في آذار/ مارس 2019.
وأضاف قائلًا: “يؤدي هذا الاختلال في العرض والطلب إلى استمرار ارتفاع الأسعار بِغَض النظر عن الخلفية الاقتصادية الأكثر تحديًا”. إذن ما الذي يؤجج أسعار العقارات، وأين تقع؟!
المنازل المعروضة للبيع
السلطات المحلية |
مارس 2019 |
مارس 2022 |
Angus | 5 | 4 |
Antrim and Newtown Abbey | 3 | 3 |
Ards and North Down | 5 | 3 |
Argyll and Bute | 5 | 3 |
Armagh City, Banbridge and Craigavon | 5 | 3 |
Aberdeen City | 10 | 8 |
Aberdeenshire | 9 | 5 |
Adur | 3 | 2 |
Allerdale | 6 | 3 |
Amber Valley | 3 | 3 |
سكان الضواحي
يريد هذا النوع من الزبائن الجمع بين اتساع المساحات الخضراء في الضواحي وقرب محطات القطار؛ للوصول إلى المدينة بسهولة، ما أدى إلى زيادة الطلب على مناطق معينة. فقد وصلت نسبة مبيعات العقار في “Thurrock” في إسيكس – على سبيل المثال لا الحصر – إلى أقل مما كنت عليه قبل عامين بنسبة 55 في المئة؛ بسبب شبكة السكك الحديدية التي تُوصِل عمال المدينة إلى شارع ليفربول في لندن في أقل من ساعة. كما ارتفعت المبيعات المتفق عليها بنسبة 89 في المئة في واتفورد، وهو موقع مناسب. (Klonopin)
وفي مناطق أخرى في لندن وضواحيها ارتفعت المبيعات المتفق عليها بنسبة 72 في المئة في إبسوم “Epsom”، وإيويل “Ewell”، وساري “Surrey” في العام الماضي مقارنة بعام 2019.
وينطبق الأمر كذلك على “Kingston upon Thames”؛ حيث زادت المبيعات المتفق عليها بنسبة 65 في المئة عن ما كانت عليه في عام 2019 عندما اشترى عدد كبير من الصينيين من هونغ كونغ منازلَ على مدار الثمانية عشر شهرًا الماضية.
وتُعَدّ أبردين “Aberdeen” مثالًا جيدًا لمدى أهمية الاقتصادات المحلية في ما يخص أسعار المنازل. إذ حققت المدينة زيادة بنسبة 166 في المئة عن ما كانت عليه في عام 2019، في حين حققت أبردينشاير الكبرى “Greater Aberdeenshire” زيادة بنسبة 122 في المئة، وعُدَّت أكبر دفعة من المبيعات المتفق عليها في المملكة المتحدة.
نقص العرض
المنطقة |
المبيعات المتفق عليها | الأصول |
London | 37% | 5%- |
North East | 34% | 48%- |
East of England | 32% | 38%- |
South East | 31% | 37%- |
Northern Ireland | 25% | 36%- |
Yorkshire and the Humber | 17% | 37%- |
North West | 17% | 37%- |
East Midlands | 16% | 35%- |
South West | 15% | 45%- |
Wales | 12% | 43%- |
Scotland | 11% | 32%- |
West Midlands | 8% | 33%- |
المنازل الثانية
يخاف البائعون من عدم إيجاد منزل ثانٍ (وهو عقار تشتريه إضافة إلى منزلك الحالي؛ للعيش فيه لفترة من العام كقضاء العطل) مناسب، وخاصة في مناطق المنازل الثانية التي تشهد نقصًا كبيرًا في عدد المساكن. وفي بلدات “Lake District” في كوبلاند، وأليردال، وعلى مشارف بارو إن فورنيس تراجعت أعداد المنازل المعروضة للبيع بنسبة 62 في المئة، و58 في المئة، و57 في المئة – على الترتيب – أقل مما كانت عليه في عام 2019.
سكان المدن
على نحو مفاجئ ظهرت كنسينغتون وتشيلسي – أغلى المناطق في بريطانيا – في المرتبة السابعة ضمن المناطق العشر الأولى التي شهدت زيادة في المبيعات منذ عام 2019 بزيادة 74 في المئة. كما ارتفعت المبيعات المتفق عليها في وستمنستر بنسبة 6 في المئة. ويعود السبب نوعًا ما إلى العقوبات المفروضة على بعض الروس المقيمين فيها عقب الحرب في أوكرانيا.
هذا وقد عاد المشترون الأجانب إلى لندن والمدن الكبرى بمجرد رفع قيود السفر حسَب ما ذكرته ليزا جين كيلي مديرة وكالة “Savills” في لندن. ورغم ذلك لا يزال هناك كثير من الزبائن الذين انتقلوا إلى الريف، ولكنهم يبحثون الآن عن مواقع في وسط لندن؛ ليكونوا أقرب إلى مكاتبهم.
حقوق الصور تعود لموقع دبي سيمز (DubaiSIMs).
اقرأ المزيد:
الرابط المختصر هنا ⬇