اختبار جيني لكل مولود جديد في إنجلترا.. خطة طبية تثير نقاشًا واسعًا
في خطوة تُعد تحولًا جذريًا في مسار الطب الوقائي، تعتزم الحكومة البريطانية إخضاع جميع الأطفال المولودين في إنجلترا خلال السنوات العشر المقبلة لفحوصات جينية لتحديد مخاطر الإصابة بالأمراض الوراثية، ضمن استثمار حكومي ضخم بقيمة 650 مليون باوند في تكنولوجيا الجينوم.
وبحسب الخطة الحكومية، سيخضع كل مولود جديد لتسلسل الجينوم الكامل، وهو إجراء يتيح الكشف المبكر عن مئات الأمراض الخطيرة. ويُتوقع أن يشكل هذا البرنامج محورًا أساسيًا ضمن الخطة العشرية الجديدة لإصلاح القطاع الصحي (NHS).
من علاج المرض إلى منعه.. تحوّل جذري في فلسفة الرعاية الصحية
صرّح وزير الصحة البريطاني ويس ستريتنج لصحيفة التلغراف أن التقدم في علم الجينوم سيمكن النظام الصحي من “تجاوز الأمراض القاتلة” وتقديم رعاية صحية “شخصية واستباقية”. وقال: “إن الثورة في العلوم الطبية تعني أننا على أعتاب تغيير جذري في منظومة NHS، من خدمة تُشخّص وتعالج المرض، إلى أخرى تتنبأ به وتمنعه قبل أن يبدأ”.
وأضاف أن هذه التقنية المتقدمة ستخفف الضغط على الخدمات الصحية من خلال الكشف المبكر وتفادي مراحل المرض المعقدة، ما سيساعد الناس على العيش بصحة جيدة.
اختبارات جينية وتحولات رقمية مرتقبة
يخضع المواليد الجدد حاليًا لاختبار بقعة الدم بعد خمسة أيام من الولادة، حيث يتم وخز كعب الطفل لجمع بضع قطرات تُفحص بحثًا عن تسع حالات نادرة وخطيرة. أما خطة الجينوم الكاملة، فستوسع نطاق الفحص ليشمل أكثر من 200 حالة وراثية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن رؤية أوسع لوزير الصحة لتحويل تركيز الخدمات الصحية من المستشفيات إلى الرعاية المجتمعية، ومن الأنظمة التناظرية إلى الرقمية، في محاولة لجعل NHS أكثر كفاءة ومرونة.
وكانت وزيرة الخزانة راشيل ريفز قد أعلنت الأسبوع الماضي عن زيادة تمويل NHS بمقدار 29 مليار باوند سنويًا بالقيمة الحقيقية خلال السنوات الثلاث المقبلة، في محاولة لتحديث وتوسيع خدمات القطاع الصحي.
من جهته، قال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية إن الخطة العشرية الشاملة “ستُنشر قريبًا، وستتضمن مبادرات تهدف إلى تطوير NHS وضمان جاهزيتها لمتطلبات المستقبل”.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت NHS عن بدء مشروع تجريبي لفحص 100 ألف طفل حديث الولادة للكشف عن أكثر من 200 حالة وراثية، في برنامج يُعد الأول من نوعه عالميًا لتعزيز التشخيص المبكر والعلاج الموجه.
رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK)
ترحب منصة العرب في بريطانيا (AUK) بهذه الخطوة الطموحة التي تعكس وعيًا متقدمًا بأهمية الطب الوقائي، وتؤكد على ضرورة ضمان خصوصية البيانات الجينية وحمايتها من أي استخدامات غير طبية. كما تدعو المنصة إلى توفير هذه الخدمة بشكل عادل وشامل لجميع الأطفال، بما في ذلك أبناء الجاليات والمهاجرين، لضمان المساواة في الحصول على الرعاية الصحية الوقائية، خاصة في ظل تزايد التحديات الصحية في بريطانيا بعد جائحة كورونا ووسط أزمات التمويل التي تعاني منها هيئة NHS.
المصدر الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇