تحذيرات من حملات احتيال باستخدام الذكاء الاصطناعي
حذر خبراء في بريطانيا من حملات احتيال “متوحشة” عبر الإنترنت باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد نشر مقابلة مزيفة لوزيرة المالية راشيل ريفز تدعو خلالها المواطنين لمشاركة بياناتهم المصرفية.
كما رصدت صحيفة “الغارديان” إعلانًا نشرته شركة تُطلق على نفسها “Quantum AI”، وقد صُمِّمَ الإعلان على شكل مقال خاص بـ “بي بي سي”، وتحدث عن مقابلة أُجريت مع وزيرة المالية البريطانية.
استمرار نشر المحتوى المزيف باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي
وتصدر الإعلان العنوان التالي: “بأمر من وزيرة المالية راشيل ريفز، زيادة دخل السكان في بريطانيا بتمويل من عائدات الضرائب”.
وورد في الإعلان معلومات زائفة تنص على أنه يمكن للسكان الحصول على 2300 باوند من المساعدات إذا تقدموا بطلب مبكر للحصول عليها.
وزعم الإعلان أن وزيرة المالية دعت المتقدمين على المساعدات إلى نشر بياناتهم المصرفية على موقع “Quantum AI”، وورد في الإعلان الزائف أن عدد الطلبات المتبقية على المعونات هو 800 من أصل 4000 طلبًا، وذلك للإيقاع بالمزيد من الضحايا.
كما نُشرت مقاطع فيديو للخبير الاقتصادي مارتن لويس يروج خلالها لموقع “Quantum AI”، وقد صُمِّمَ هذا المقطع بواسطة تقنية التزوير العميق (Deep Fake) التي يمكن تطبيقها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويظهر في الفيديو المزيف الخبير الاقتصادي مارتن لويس وهو يدعو الناس للاستثمار في مشروع جديد ممول من قبل رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك.
وانتقد لويس حملات الاحتيال الأخيرة، داعيًا الحكومة البريطانية لمنح المزيد من الصلاحيات لهيئة مراقبة الاتصالات “Ofcom” من أجل وضع حد لعمليات الاحتيال عبر الإنترنت.
وفي هذا الصدد، قال لويس: “نظرًا لعدم اتخاذ أي إجراء حقيقي لمكافحة عمليات الاحتيال عبر الإنترنت وتأجيل أي خطوة في هذا الاتجاه حتى منتصف عام 2026، يمكن القول إننا ما زلنا نعيش في غرب ‘متوحش’، يواجه فيه الناس خطرًا كبيرًا بسبب عمليات الاحتيال الإلكتروني.”
طرق الاحتيال الإلكتروني المتبعة في بريطانيا
وتدرس الحكومة البريطانية حاليًا قانون السلامة الإلكترونية الجديد الذي سيمكن هيئة مراقبة الاتصالات من إلزام شركات التكنولوجيا باتخاذ تدابير وإجراءات لحماية مستخدميها من التعرض للمحتوى غير القانوني عبر الإنترنت.
وعلق الخبير لويس على ذلك بالقول: “إن مجموعات الجريمة المنظمة التي تقف وراء عمليات الاحتيال، تعمل بشكل يحاكي وكالات التسويق الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت العميق (Dark Web).”
وأضاف: “إن عصابات الاحتيال الإلكتروني تعمل على نشر محتوى معين للحصول على أكبر عدد من النقرات والزيارات من أجل تحقيق أهدافها الخبيثة، وهم يتبعون آلية عمل مشابهة لوكالات التسويق الإلكتروني.”
وتابع: “لقد نشروا مقابلة مزيفة مع رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك، وها هم يفعلون ذلك مع وزيرة المالية راشيل ريفز.”
وأضاف: “لقد أصبحت العملات الرقمية والتداول المالي والإعلانات التي تتحدث عن إيلون ماسك من بين الطرق الأسرع لزيادة الثروة في عالم الاحتيال الرقمي.”
وأردف: “إنهم يروجون لمقابلات مزيفة وتصريحات كاذبة على لسان وزيرة المالية، كوسيلة أخرى للإيقاع بالمزيد من الضحايا.”
وفي هذا الصدد، قالت هيئة معايير الإعلان إنها رصدت الإعلان الزائف الخاص بتصريحات وزيرة المالية، وأرسلت تنبيهًا إلى المنصات الإلكترونية المسؤولة لحذفه.
مكافحة المحتوى الزائف
بدوره قال المتحدث باسم صحيفة (Media Times): “لقد تحققنا من الإعلان الزائف وسارعنا إلى حظره على منصتنا، فيما تتمثل أولويتنا في الحفاظ على أمن المستخدمين وخصوصيتهم في الفضاء الرقمي، ونتوخى أقصى درجات الحذر لضمان موثوقية جميع الإعلانات المنشورة وفق المعايير التي يتوقعها القراء.”
وقال كريس أولسون، مدير شركة (Media Trust) المتخصصة في مكافحة الإعلانات الاحتيالية: “لا يمكن حل هذه المشكلة من قبل شركات المحتوى الرقمي وحدها، كما يصعب حلها عن طريق التشريعات القانونية فقط. لا بد من إجراء متطور لشبكة الإنترنت من أجل رصد هذه الإعلانات بالتعاون مع شركات المحتوى الإلكتروني.”
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضاً:
الرابط المختصر هنا ⬇