احتفالات السوريين في لندن ومانشستر بعيون الإعلام البريطاني
غطّت وسائل إعلام بريطانية مشاهد فرحة السوريين والاحتفالات التي عمّت شوارع لندن ومانشستر، عقب دخول المعارضة السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق وهروب الرئيس بشار الأسد وسقوط نظامه.
احتفالات السوريين في مانشستر: نهاية عهد القمع
في أجواء مفعمة بالفرح والدموع، اجتمع مئات السوريين في قلب مدينة مانشستر البريطانية للتعبير عن سعادتهم بنهاية حقبة القمع في وطنهم. رفع المحتفلون أعلامًا كُتب عليها “الحرية”، وهتفوا بحماس في شوارع المدينة التي احتضنتهم بعد فرارهم من ويلات الحرب. وزُيّنت سماء مانشستر بالألعاب النارية التي أضافت طابعًا احتفاليًّا مفعمًا بالأمل والتفاؤل.
ووسط هذه المشاهد المؤثرة، قال مراسل سكاي نيوز: “لم يسبق أن اقترب مني هذا العدد الكبير من الناس لرواية قصصهم. يبدو أن السوريين أرادوا بشدة التعبير عن فرحتهم العارمة بهذا الفارق في تاريخ بلادهم، وإسماع معاناتهم للعالم بعد سنوات طويلة من القمع والتهميش”.
قصص الألم والأمل
ياسمين، إحدى المشاركات في الاحتفال، عبّرت عن فرحتها قائلة: “لا يمكن وصف شعوري وأنا أرى وطني يتحرر دون إراقة دماء أو دمار أو انقسامات”. وأضافت: إنها اضطرت إلى الفرار من سوريا لأن كلماتها كانت سلاحها، لكنها اليوم لم تعد مضطرة للصمت، وتتطلع إلى العودة لوطنها قريبًا، وهي أمنية شاركها معها معظم الحاضرين.
من جانبه، أعرب ياسر، الذي لجأ إلى مانشستر في عام 2015، عن امتنانه لاستقبال أهل المدينة له بحفاوة، ولكنه أكد رغبته بالعودة إلى سوريا على أول رحلة جوية ممكنة لرؤية عائلته التي تحررت من نظام جثم على صدورهم لأكثر من 40 عامًا.
ورغم أجواء الفرح، حملت الاحتفالات جانبًا من الحزن. آمنة، التي تعرضت للسجن والتعذيب على يد النظام السوري، شبّهت النظام بألمانيا النازية. وقالت باكية: “حتى في أحلامي لم أتخيل أننا سنصل إلى هذه اللحظة. دفعنا ثمنًا باهظًا من أجل الحرية“.
فقدت آمنة ثلاثة من أشقائها، ولا تزال أخبارهم مجهولة حتى الآن، لكنها أكدت رغبتها بالمضي قدمًا والمشاركة في بناء “سوريا جديدة تقوم على العدل والديمقراطية”.
احتفالات مماثلة في لندن
وفي العاصمة البريطانية لندن، تجمع سوريون أمام السفارة الروسية، رافعين أصواتهم بالهتافات احتفالًا بسقوط النظام وتحرير المدن السورية. ولم تغب روح الكرم العربي عن المشهد، حيث قدّم المحتفلون الكنافة للجموع، في إشارة إلى وحدة الشعب السوري وتمسكه بجذوره الثقافية حتى في أصعب اللحظات.
ولم تقتصر الاحتفالات على بريطانيا فقط، بل امتدت إلى مدن وعواصم أوروبية وعربية، ولم تكن هذه الاحتفالات مجرد تعبير عن السعادة بسقوط النظام، بل كانت رسالة واضحة للعالم: أن النضال من أجل الحرية والعدالة قد يؤتي ثماره يومًا، وأن الحلم بوطن حر وديمقراطي هو أمل لا يموت.
المصدر: سكاي نيوز
اقرأ أيضًا:
- فيلم جديد يوثّق معاناة الأطفال اللاجئين السوريين في بريطانيا
- دراسة: البريطانيون يعتبرون اللاجئين الأوكرانيين أقل تهديدًا من السوريين
- كاتبة بريطانية تدعو الحكومة إلى استقطاب اللاجئين السوريين
الرابط المختصر هنا ⬇