اتحاد أكسفورد: إسرائيل دولة فصل عنصري ترتكب إبادة جماعية

في سابقة تاريخية، صوّت اتحاد أكسفورد، أحد أعرق مؤسسات النقاش في العالم، بأغلبية كاسحة لصالح اقتراح يعتبر إسرائيل دولة فصل عنصري مسؤولة عن الإبادة الجماعية. وجرت المناظرة مساء الخميس الماضي بحضور كبير من طلاب الجامعة، وشهدت أجواء متوترة وتصعيدًا حادًا.
مناظرة غير مسبوقة
جاءت المناظرة، التي تأسست على اقتراح بعنوان: “هذا المجلس يعتقد أن إسرائيل دولة فصل عنصري مسؤولة عن الإبادة الجماعية”، لتجمع بين أصوات مؤيدة ومعارضة في حوار اتسم بالحدة والاستقطاب. وأسفر التصويت عن دعم الاقتراح بأغلبية 278 صوتًا مقابل 59.
خلال النقاش، تعالت صيحات الاعتراض من الحضور بشكل متكرر، مما أدى إلى مقاطعة معظم المتحدثين. وتحوّلت الأجواء إلى فوضى بعد أن عرض يوسف حداد، أحد المتحدثين المعارضين، ملصقات تتضمن صورًا مستفزة، وارتدى قميصًا عليه صورة لزعيم حزب الله الراحل حسن نصر الله، مرفقة بعبارة: “بطل إرهابكم ميت! وذلك بفضلنا”.
مداخلات فلسطينية تحظى بتأييد واسع
أثناء كلمة حداد، قاطع طالب فلسطيني الجلسة، معربًا عن شعوره بالإهانة ومطالبًا بإخراجه من القاعة. واستجاب رئيس الاتحاد بتحذير حداد، ما دفع الطالب إلى إلقاء كلمة مرتجلة لاحقًا، سرد فيها تجربته كشخص نشأ في غزة. وقد قوبلت كلمته بتصفيق حار من الحضور.
كما ألقت طالبة فلسطينية أخرى مداخلة مؤثرة، أوضحت خلالها أنها قريبة الدكتور ميسرة الريّس، الطبيب الفلسطيني الذي قُتل مؤخرًا في غارة إسرائيلية على غزة. ولاقى خطابها دعمًا كبيرًا من الحاضرين، الذين وقفوا لتحيتها وسط تصفيق حار.
تصعيد حاد خلال كلمات المعارضة
شهدت الجلسة تصريحات مثيرة للجدل أحدها من الجاسوس الخائن الذي انقلب على المقاومة وارتد عن الإسلام وأصبح مؤيدا للاحتلال مصعب حسن يوسف، الذي وصف الحاضرين بأنهم “إرهابيون”، وزعم أن “الفلسطينيين لا وجود لهم”، مشيرًا إلى أن الاتحاد “تم اختطافه من المسلمين”.
في المقابل، ألقى الناشط الفلسطيني محمد الكرد خطابًا مؤيدًا للاقتراح، قبل أن يغادر القاعة فور انتهائه. ووصف الناشط الإسرائيلي الأمريكي ميكو بيليد الهجوم الفلسطيني في 7 أكتوبر 2023 بأنه “عمل بطولي”، مما أثار ضجة بين الحضور.
خطاب رئيس الاتحاد: وصف الحرب بـ”المحرقة”
في خطوة لافتة، تخلى إبراهيم عثمان موافي، رئيس اتحاد أكسفورد، عن دوره كرئيس للمناظرة ليُلقي كلمة مؤيدة للاقتراح. وفي خطابه، وصف عثمان موافي الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها “محرقة”، مسلطًا الضوء على حادثة مقتل الشاب الفلسطيني شعبان الدلوم، الذي أُحرق حيًا إثر غارة إسرائيلية على مستشفى الأقصى شمال غزة.
كما أشار إلى معاناة الفلسطينيين في ظل ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية”، مؤكدًا أن هذه الجرائم تستدعي مساءلة دولية.
انتقادات للاستثمارات الإسرائيلية
تأتي هذه المناظرة بعد أيام من تقديم المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين شكوى رسمية إلى لجنة المؤسسات الخيرية البريطانية ضد كلية “أول سولز” التابعة لجامعة أكسفورد. وكشفت تقارير أن الكلية تستثمر أكثر من مليون دولار في شركات متورطة في المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، مما أثار انتقادات حادة لخرقها القوانين الدولية والمحلية.
وتعكس هذه المناظرة تصاعد الضغوط الأكاديمية والشعبية ضد سياسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما تمثل خطوة مهمة في تسليط الضوء على الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، وسط دعوات متزايدة للمساءلة والعدالة.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇