اتحادات طلابية تهدد بالانسحاب من الاتحاد البريطاني للطلاب بسبب موقفه المتخاذل تجاه غزة
في تصعيد غير مسبوق داخل الأوساط الطلابية البريطانية، أعلن أكثر من 180 شخصية طلابية منتخبة ومجموعة تمثل 52 حرمًا جامعيًّا في بريطانيا عن نيتهم الانسحاب من عضوية الاتحاد الوطني للطلاب (NUS)، ما لم يتخذ الاتحاد خطوات “ملموسة وجادة” تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وجاء ذلك في رسالة مفتوحة وجّهها الموقّعون إلى مجلس إدارة الاتحاد، مطالبين فيه بوقفة واضحة ضد”الإبادة الجماعية” بحق الفلسطينيين، ومتهمين الاتحاد باتخاذ موقف الحياد المضلل، الذي يبرّئ المعتدي ويتجاهل معاناة الضحايا.
وحذر الطلاب في رسالتهم من أن منظمة لا تقف إلى جانب الطلاب في نضالهم من أجل العدالة، لا يمكنها أن تدّعي تمثيلهم.
واعتبروا أن موقف الاتحاد الوطني للطلاب (NUS) المتخاذل لا يعكس القيم التي أُسِّس عليها الاتحاد، ولا يتماشى مع تاريخه في مناهضة أنظمة الفصل العنصري، مثل ما حدث في جنوب إفريقيا.
انتقادات حادة لمواقف الاتحاد الوطني
الرسالة التي حصل عليها موقع (The Canary)، وصفت الهجوم الإسرائيلي المستمر على غزة بأنه “تدمير منهجي لشعب بأسره”، مشيرة إلى أن الاتحاد أخفق في وصف ما يجري بأنه إبادة جماعية، واكتفى بمواقف حيادية تعتبرها الرسالة شكلًا من أشكال التواطؤ وتسويغ جرائم الاحتلال.
وأعرب الطلاب عن استغرابهم من غياب ما سموه “الوضوح الأخلاقي”، الذي لطالما تبناه الاتحاد في قضايا سابقة، متهمين الاتحاد (NUS) بإظهار ازدواجية في المعايير، ولا سيما تجاه قضايا الطلاب المسلمين والمؤيدين لفلسطين، وتقاعسه عن حماية حرية التعبير والحق في الاحتجاج.
قيادات طلابية: الصمت تواطؤ.. والتخاذل يُعمّق الإسلاموفوبيا
وتعليقًا على الرسالة، قالت أنتونيا ليسترات، رئيسة اتحاد طلاب جامعة برمنغهام: إن الاتحاد الوطني فقد اتصاله بالحركة الطلابية التحررية، وبات عاجزًا عن تمثيل الفئات المهمشة، وأضافت: “الصمت تواطؤ، وما يحدث في فلسطين كشف الإسلاموفوبيا والعنصرية المؤسسية ضد الفلسطينيين داخل الاتحاد”.
أما حسنين جعفر، نائب رئيس التعليم في اتحاد طلاب كلية كينغز في لندن، فاتهم الاتحاد الوطني للطلاب (NUS) بالتخلي عن الطلاب المسلمين، لا سيما بعد إقالة الرئيسة السابقة شيماء دلالي بسبب مواقفها المؤيدة لفلسطين، مؤكدًا أن الطلاب المسلمين لم يعودوا يشعرون بالأمان في إطار الاتحاد أو حتى في اتحاداتهم المحلية.
“الاتحاد خان الثقة وساهم في تهميش الطلاب المسلمين”
من جهته قال اتحاد الجمعيات الإسلامية الطلابية (FOSIS): إن موقف الاتحاد الوطني للطلاب (NUS) أظهر غيابًا فادحًا في البوصلة الأخلاقية والمساءلة المؤسسية، مضيفًا أن تقاعسه عن التفاعل مع المجازر في غزة ومواقفه السلبية، أسهما في تهميش الطلاب المسلمين بدلًا من حمايتهم.
وأكد فوسيس أن الطلاب المسلمين يواجهون تهديدات وتشويهًا وحملات رقابة؛ بسبب مواقفهم المناصرة للعدالة، لكن الاتحاد الوطني يلتزم الصمت، رغم ادعائه الدفاع عن حقوق الطلبة.
ونبّه إلى أن منظمته لن تقبل بأن يُهمّش صوت الطلاب المسلمين أو يُعاملوا وكأنهم عبء.
تضييق متصاعد ضد أنصار فلسطين في الجامعات
تشير الرسالة إلى أن القمع لا يقتصر على الاتحاد الوطني للطلاب (NUS) فقط، بل امتد ليشمل الجامعات البريطانية نفسها، حيث يتعرض الطلاب المؤيدون لفلسطين لعقوبات تأديبية، تشمل الإيقاف والطرد لمجرد تعبيرهم عن آرائهم أو مشاركتهم في احتجاجات.
وتتهم الرسالة بعض إدارات الجامعات بتبني تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) لمعاداة السامية، الذي يُستخدم لتجريم انتقاد إسرائيل وخلط معاداة الصهيونية بمعاداة اليهود، وهو ما يُعد -حسَب الطلاب- أداة لمنع التضامن مع فلسطين واستهداف الطلاب المسلمين والملونين.
مطالب محددة ورسالة تحذير إلى الاتحاد الوطني
هذا وحددت الرسالة ثمانية مطالب واضحة قالت إنه يجب على الاتحاد الوطني للطلاب (NUS) تنفيذها لتجنب موجة انسحابات جماعية. وتشمل المطالب:
- الاعتراف بأن العدوان على غزة هو “إبادة جماعية محتملة”.
- الدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار.
- إدانة الاحتلال ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي.
- إلغاء اعتماد تعريف (IHRA).
- إطلاق حملة وطنية لسحب الاستثمارات الأخلاقية من المؤسسات المتواطئة.
- الدفاع عن حق الطلاب في الاحتجاج، ويشمل ذلك الاحتجاج ضد الصهيونية.
- التحقيق في الإسلاموفوبيا والعنصرية ضد السود داخل هياكل (NUS).
- الكشف عن أي علاقات مؤسسية مع أنظمة متورطة في الفصل العنصري والإبادة.
كما طالبوا بإجراء مراجعة شفافة؛ لتحديد ما إذا كانت هناك علاقات مالية أو مؤسسية تربط مسؤولين في (NUS) أو مجموعات طلابية بأنظمة استعمارية استيطانية، بما يتماشى مع متطلبات قانون تسجيل النفوذ الأجنبي الجديد في بريطانيا.
وفي ختام الرسالة، أكد الطلاب أن إخفاق الاتحاد في الاستجابة لهذه المطالب بسرعة سيؤدي إلى بدء إجراءات الانسحاب من عضويته. ورفض الاتحاد الوطني للطلاب (NUS) التعليق على الرسالة رغم محاولات موقع (The Canary) التواصل معه.
التضامن مع فلسطين يتسع نطاقه رغم القمع
على الرغم من ازدياد القيود والتهديدات، يؤكد الطلاب أن التضامن مع القضية الفلسطينية يزداد قوة في الجامعات البريطانية.
ويختتم الموقّعون رسالتهم بالاقتباس من كلام الزعيم الشهير الراحل نيلسون مانديلا المنحدر من جنوب إفريقيا، والذي شغل سابقًا منصب نائب رئيس شرفي في (NUS)، قائلين: “حريتنا غير مكتملة من دون حرية الفلسطينيين”.
المصدر: The Canary
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
21°C
