العرب في بريطانيا | توجهات حكومية نحو إيواء اللاجئين إلى بريطانيا ف...

1446 شعبان 24 | 23 فبراير 2025

توجهات حكومية نحو إيواء اللاجئين إلى بريطانيا في مقرات عسكرية وسجون سابقة

توجهات حكومية
فريق التحرير April 1, 2023

أعلن وزير الهجرة روبرت جينريك أن جكومة بلاده تسعى لإيواء اللاجئين إلى بريطانيا في مقرات عسكرية وسجون سابقة.

وأشار جينريك إلى أن هذه المواقع يمكن أن تتسع لآلاف اللاجئين، علمًا أنها تتوزع في مقاطعتَي لينكولنشاير وإسيكس، إضافة إلى موقع في شرق ساسكس.

وقال جينريك: إن الحكومة تدرس إمكانية استخدام السفن لإيواء المهاجرين، لكنها لم تحسم أمرها بخصوص ذلك بعد.

وفي هذا السياق قالت وزيرة الداخلية في حكومة الظل إيفيت كوبر: إن التوجهات الحكومية الأخيرة هي اعتراف بإخفاق سياسة اللجوء في بريطانيا.

ومن المرجح أن تواجه هذه الخطط معارضة السلطات المحلية، بعد أن انتقدها بعض النواب الذين أثرت الخطة على دوائرهم الانتخابية، في حين حذر أحد النواب المحافظين الحكومة من أن الخطة قد تواجه طعنًا في المحكمة.

خطط لإيواء اللاجئين إلى بريطانيا في سجون سابقة ومقرات عسكرية

احتجاز اللاجئين في سجون سابقة يثير حفيظة المعارضة البريطانية
احتجاز اللاجئين في سجون سابقة يثير حفيظة المعارضة البريطانية

وكانت مجلة (Inside Time) قد ذكرت أن السجن الذي تخطط الحكومة البريطانية لنقل طالبي اللجوء إليه، افتُتح عام 1969، وكان في الماضي عبارة عن ثكنات لسلاح الجو الملكي، إضافة إلى محطة رادار سابقة وبعض المباني الإضافية.

وشهد السجن في ذلك الوقت أعمال شغب واحتجاجات، سرعان ما تحولت إلى أعمال عنف وانتهت بهروب عدد من المساجين وتخريب العديد من مباني السجن الذي أُغلق عام 1992.

وفي العام التالي استثمرت حكومة الإمارات العربية المتحدة الموقع في تدريب الطلاب في إنجلترا، وأغلقت مرافق تدريب الطلاب عام 2019.

هذا ويقع السجن في منطقة ريفية معزولة على بعد ميل واحد من أقرب سوبر ماركت.

وقال جينريك أمام البرلمان البريطاني: “إن العدد الكبير للقوارب الصغيرة التي تصل إلى بريطانيا فاق قدرة نظام اللجوء على التحمل”. وأشار إلى أن الحكومة لن تقدم مصلحة المهاجرين غير الشرعيين على مصلحة الشعب البريطاني.

وأضاف جينريك: إن المواقع الثلاثة الجديدة التي سيُوضَع فيها المهاجرون ستقلل الاعتماد على الفنادق الخاصة. لكنه أقر بأن إيواء المهاجرين في هذه المواقع لن يلغي الاعتماد على الفنادق بين ليلة وضحاها.

وتابع قائلًا: إنه يعمل على تقييم ثكنات (Catterick Garrison)؛ للتأكد من ملاءمتها للشروط المطلوبة لإيواء المهاجرين. وتقع هذه المنطقة ضمن الدائرة الانتخابية لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.

وكان مدير ميناء بورتلاند على ساحل دورست جنوب البلاد قد قال: إن وزارة الداخلية طلبت منه توفير مساحة لإقامة مرافق خاصة لإيواء المهاجرين.

وقال بيل ريفز مدير الميناء: “نحن على تواصل مع وزارة الداخلية بخصوص الخطوات التالية”.

في حين قال مجلس مدينة دورست التابع لحزب المحافظين: إن هناك مخاوف جدية من استخدام الموقع لإيواء المهاجرين.

يُذكَر أن بعض وسائل الإعلام تكهنت سابقًا بأن الحكومة قد تعلن عن خطط جديدة لاستخدام السفن في إيواء المهاجرين، لكنها ليست ضمن الخيارات الأولية بحسَب ما قاله الوزير جينريك.

وكانت الحكومة قد صرحت بأن تكلفة إيواء طالبي اللجوء في الفنادق تصل إلى 6.2 مليون باوند يوميًّا، وأن المناطق ذات الكثافة السكانية العالية تواجه ضغطًا متزايدًا على الخدمات العامة.

وبحسَب الأرقام التي وردت لبي بي سي فإن أكثر من 51 ألف مهاجر غير شرعي يقيمون في 395 فندقًا.

وأشار وزير الهجرة روبرت جينريك إلى أنه سيعمل على توفير مصادر تمويل جديدة؛ لمساعدة السلطات المحلية في دفع تكاليف الخطة.

وعلمت بي بي سي أن الحكومة البريطانية ستُجري التغييرات اللازمة للبدء بتنفيذ الخطة الجديدة وإيواء المهاجرين في المواقع العسكرية ضمن لينكولنشاير وإسيكس بعد أسابيع من الآن.

مجالس محلية قد تطعن بقرار الحكومة البريطانية

اعتقال قاتل الفتى أحمد نور طعنًا قرب مدرسة في ميلتون كينز
مجالس محلية قد تتحرك قضائيًا رفضًا لنقل المهاجرين إلى قواعد عسكرية مهجورة (أنسبلاش)

ولم يُسَمِّ وزير الهجرة المواقع بشكل فردي في بيانه أمام البرلمان، ولكن الحكومة كشفت عن هذه مواقع في وقت سابق.

ومن ضمن هذه المواقع القاعدة السابقة لسلاح الجو البريطاني في (Scampton) بلينكولنشاير، والتي عمل فيها سرب (Dumbusters) أثناء الحرب العالمية الثانية، وقد يُطعَن بقرار إيواء المهاجرين في هذه القاعدة.

وبهذا الخصوص انتقد النائب عن حزب المحافظين السير إدوارد لي قرار الحكومة قائلًا: إن اختيار القاعدة الجوية السابقة لتكون مكانًا لإيواء المهاجرين هو فكرة سيئة للغاية. وأشار إلى أن السلطات المحلية قد تحيل المسألة إلى القضاء.

وقد توصل مجلس مقاطعة ويست ليندسي ووزارة الدفاع إلى صفقة لشراء القاعدة مقابل 300 مليون باوند؛ من أجل استخدامها في النشاط التجاري والسياحي والبحث العلمي.

أما في مقاطعة إسيكس فكان وزير الخارجية جيمس كليفرلي قد انتقد سابقًا خطط إيواء المهاجرين في القاعدة العسكرية القريبة من قرية وثرسفيلد ضمن دائرته الانتخابية في برينتري ضمن إسيكس.

وأشار كليفرلي إلى أن الموقع غير مناسب؛ فهو يقع في مكان بعيد وغير مجهز بالبِنية التحتية الكافية للتنقل، في حين أكدت السلطات المحلية أنها تدرس اتخاذ إجراء قضائي ضد القرار.

وشككت وزيرة الداخلية السابقة بريتي باتيل في مدى ملاءمة المواقع لاستخدامها في إيواء المهاجرين، علمًا أن باتيل تمثل إحدى الدوائر الانتخابية المجاورة لأحد المواقع التي حددتها الحكومة لإيواء المهاجرين.

وأشار النائب عن دائرة (Bexhill and Battle) هيو ميرمان إلى أن الحكومة تخطط لإيواء المهاجرين في موقع كان يضم قاعدة لسلاح الجو الملكي البريطاني، إضافة إلى مركز تدريب في (Northeye) بالقرب من (Bexhill).

وقال ميرمان : إنه سيلتقي وزيرة الهجرة يوم الخميس؛ لمناقشة مخاوف المجالس المحلية من تبعات الخطة الحكومية.

وأضاف: “سيؤثر هذا القرار على السلطات المحلية والخدمات العامة، وسيُشكِّل مصدر قلق كبير للسكان المحليين”.

وتابع قائلًا: “من المهم إطلاع السكان المحليين على المقترحات الحكومية وطمأنتهم بخصوص التبعات المحتملة للخطة الحكومية”.

وبحسَب المصادر الحكومية فإن كل موقع من هذه المواقع سيتسع لما يتراوح بين 1500 و2000 شخص، ومن المرجح أن تُستخدَم هذه المواقع في إيواء المهاجرين الجدد بدلًا من نقل المقيمين الحاليين في الفنادق.

وأصدر مجلس مقاطعة (Rother) ومجلس شرق مقاطعة إسيكس بيانًا مشتركًا ورد فيه: “لدى السكان المحليين كثير من التساؤلات عن خطط الحكومة البريطانية لإيواء طالبي اللجوء في سجن سابق ومركز للتدريب العسكري”.

وقالت المجالس المحلية: “إنها ستعمل على تقييم تأثير مثل هذه الخطط على المجتمع المحلي، وضمان معالجة وزارة الداخلية لجميع التبعات المرتبطة بذلك”.

هذا وأشار جينريك إلى أن هذه المواقع ستُستخدَم لإيواء الذكور البالغين العُزَّاب، وأكد أنه لا ينوي نقل القُصَّر إلى هذه المواقع.

منظمات إنسانية تهاجم خطة وزير الهجرة

الهجرة غير الشرعية
جمعيات حقوقية ترفض قرار وزيرة الهجرة بنقل المهاجرين إلى سجون سابقة (بيكساباي)

وبهذا الشأن قال المتحدث باسم مجلس اللاجئين لصحيفة الإندبندنت: “إن السجن السابق ليس مكانًا مناسبًا لإيواء اللاجئين الذين ما زالوا يعانون من صدمة العنف والاضطهاد الذي واجهوه في بلدانهم”.

“لقد عانى كثير من طالبي اللجوء من التعذيب وسوء المعاملة؛ بسبب الأنظمة الوحشية التي تحكم بلدانهم، وجاؤوا إلى بريطانيا بحثًا عن ملاذٍ آمن”.

“يجب أن نوفر لهؤلاء الناس أماكن إقامة تليق بكرامة الإنسان، بدلًا من وضعهم في السجون وحاويات الشحن”.

في حين قالت كلير موسلي من مؤسسة (Care4CalaisK): “إن الحكومة البريطانية هي من تتحمل مسؤولية إنفاق الأموال الطائلة على طالبي اللجوء في الفنادق؛ لأنها أخفقت في البت بطلبات لجوئهم بالسرعة والكفاءة المطلوبة”.

وقالت ماري أتكينسون من المجلس المشترك لرعاية المهاجرين: “تسعى الحكومة لوضع المهاجرين في سجن بعد فرارهم من الحروب المروعة في بلدانهم! من الصعب تصديق ذلك حقًّا!”.

وأضافت: “يقول وزير الهجرة: إن سكن المهاجرين يجب أن يقتصر على احتياجاتهم الأساسية، لكن التسبب بصدمة نفسية لأشخاص ربما واجهوا السجن التعسفي والقمع والتعذيب في بلدانهم عبر وضعهم في أماكن غير ملائمة هو أمر غير إنساني!”.

من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية أن طالبي اللجوء لن يُحتجَزوا في سجن (Northeye) السابق، وإنما سيخضع البناء لعمليات ترميم وسيُجهَّز بما يراعي المعايير التنظيمية.

المصدر: بي بي سي  الإندبندنت 


 

اقرأ أيضاً : 

الداخلية البريطانية تخطط لإيواء طالبي اللجوء على متن سفن سياحية مهجورة!

حكم قضائي يمنع فندقا في بريطانيا من إيواء طالبي اللجوء لهذا السبب

مسؤولية سوالا برافرمان عن تصاعد الاعتداءات على مراكز إيواء اللاجئين في بريطانيا

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
6:50 am, Feb 23, 2025
temperature icon 9°C
broken clouds
Humidity 92 %
Pressure 1022 mb
Wind 7 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 75%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 6:58 am
Sunset Sunset: 5:29 pm