إيلون ماسك يدفع أتعاب محامي المتطرف تومي روبنسون
بعد تأجل صدور الحكم في قضية الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون، وثائق تُظهر تكفل إيلون ناسك بأتعاب محاميه.
هذا وتبين أن روبنسون، المتهم بمخالفة قانون مكافحة الإرهاب في بريطانيا، سمحت له المحكمة بالسفر إلى ‘إسرائيل’ بدعوة رسمية من حكومة بنيامين نتنياهو أجلت موعد محاكمته.
وروبنسون، البالغ من العمر 42 عامًا، واسمه الحقيقي ستيفن ياكسلي-لينون، يواجه تهمة رفض تزويد الشرطة بالرمز السري لهاتفه عندما تم توقيفه في نفق المانش في يوليو من العام الماضي، وهي مخالفة تُعد جريمة بموجب قوانين مكافحة الإرهاب البريطانية.
وخلال جلسة في محكمة ويستمنستر الجزئية في 13 أكتوبر، أعلن القاضي تأجيل النطق بالحكم إلى الرابع من نوفمبر، مراعاةً لـ”ترتيبات سفر” روبنسون الذي يستعد للتوجه إلى ‘تل أبيب’.
دعم مالي من إيلون ماسك

كما كشفت وثائق القضية أن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك هو من تكفّل بدفع أتعاب المحامين الذين يدافعون عن روبنسون، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا. وقد جادل فريق الدفاع بأن الشرطة تعاملت مع موكلهم بـ”تمييز سياسي” بسبب مواقفه المناهضة للإسلام.
وبحسب ممثلة الادعاء جو موريس، فقد أُوقِف روبنسون أثناء قيادته سيارة “بنتلي” فضية اللون وكان يحمل نقدًا قيمته 13 ألف باوند و1,900 يورو، ما أثار شبهات حول وجهة الأموال ومصدرها.
ومن المقرر أن يسافر روبنسون هذا الشهر إلى ‘إسرائيل’ بدعوة من وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي، الذي وصفه بأنه “زعيم شجاع في مواجهة الإسلام الراديكالي”، مؤكدًا أن الزيارة ستكون “مدفوعة التكاليف بالكامل”.
هذا وتسعى إسرائيل منذ سنوات إلى استغلال الشخصيات المؤثرة في الإعلام والسياسة والثقافة لتلميع صورتها على الساحة الدولية، خصوصًا في ظل الانتقادات المتزايدة لسياستها تجاه الفلسطينيين. وتعتمد تل أبيب في هذا الإطار على أسلوب “الرحلات المجانية” التي تنظمها لمؤثرين وصحفيين وسياسيين غربيين، بهدف تقديم رواية أحادية للأحداث في المنطقة وإظهار إسرائيل كـ”ضحية للإرهاب” بدلاً من كونها قوة احتلال.
وتقوم هذه الرحلات، التي تُموَّل أحيانًا من مؤسسات حكومية أو جمعيات مرتبطة باللوبي الصهيوني، بتوفير إقامة فاخرة وجدولات زيارات تشمل لقاءات مع مسؤولين في الحكومة والجيش الإسرائيلي، مع إغفال متعمّد للجانب الفلسطيني من الواقع. ويرى مراقبون أن استضافة شخصيات مثيرة للجدل مثل تومي روبنسون تأتي في إطار حملة أوسع لتجنيد الأصوات المؤثرة في الغرب لخدمة الرواية الإسرائيلية وتبييض سجلها في مجال حقوق الإنسان.
فقال روبنسون بعد جلسة المحكمة: “سأسافر قريبًا إلى إسرائيل لأقف مع الدولة اليهودية وأتعمق في فهمي لمعركة مواجهة الجهاد”، واصفًا نفسه بـ”الوطني المفتخر”.
تاريخ من العنف والإدانات

وعلى مدار عقدين، بنى روبنسون لنفسه سمعة مثيرة للجدل بوصفه مؤسسًا لحركة “رابطة الدفاع الإنجليزية” المعروفة بخطابها المعادي للمسلمين والمهاجرين. وقد صدرت بحقه أحكام بالسجن وأوامر بالخدمة المجتمعية منذ عام 2003، في قضايا تتعلق بالعنف والتحايل والسلوك العدواني.
وفي عام 2021، خسر روبنسون قضية تشهير رفعها ضده فتى سوري بعد أن نشر مقطعًا مصورًا يُظهر تعرض الأخير لهجوم عنصري في المدرسة، وعلّق عليه روبنسون بتصريحات مهينة.
وفي حال إدانته في القضية الحالية، قد يواجه روبنسون حكمًا بالسجن لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر أو غرامة قدرها 2,500 باوند.
انتقادات إسرائيلية وبريطانية للدعوة
وأثارت دعوة الحكومة الإسرائيلية لروبنسون موجة من الانتقادات داخل الأوساط اليهودية في بريطانيا، حيث أدان مجلس نواب اليهود البريطانيين ومجلس القيادة اليهودي الخطوة، معتبرين أنها “تقوّض الجهود الجادة لمكافحة التطرف وتعزيز التماسك المجتمعي”.
وأكد المجلسان في بيان مشترك أن استضافة شخصية معروفة بتأجيج الكراهية “تضر بصورة من يعملون بصدق ضد التطرف”.
من جانبه، أدان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الدعوة، وقال المتحدث باسمه إن “تومي روبنسون لا يمثل الأغلبية البريطانية المتسامحة والمحبة لوطنها”.
إلا أن الوزير الإسرائيلي شيكلي رد على ذلك بوصف ستارمر بأنه “فلسطيني”، مستخدمًا الكلمة كإهانة، ما أثار استياءً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية البريطانية.
ويُشار إلى أن روبنسون وأنصاره دأبوا على رفع الأعلام الإسرائيلية خلال مظاهراتهم في بريطانيا، في إشارة إلى دعمهم للاحتلال في مواجهة ما يسمونه “الخطر الإسلامي”.
لكن هذا التوجه لا يحظى بإجماع بين أوساط اليمين الغربي، إذ بدأ بعض رموز اليمين الأمريكي، مثل تاكر كارلسون وكانديس أوينز، في انتقاد إسرائيل بسبب حربها المستمرة على غزة ونفوذها السياسي داخل الولايات المتحدة.
المصدر: ميدل ايست آي
اقرأ أيضًا
- عريضة لمنع إيلون ماسك من دخول بريطانيا بعد خطابه المتطرف
- شرطة اسكتلندا : إيلون ماسك وتومي روبنسون يضخّمان شائعات حادثة دندي
- نايجل فاراج يتعهد بأن يكون النسخة البريطانية من إيلون ماسك
الرابط المختصر هنا ⬇
