إيلون ماسك والعداوة الشديدة لكير ستارمر.. لماذا كل هذا الحقد؟
أعاد الملياردير الأمريكي إيلون ماسك تسليط الضوء على فضيحة عصابات استغلال الفتيات التي هزّت بريطانيا على مدى عقود. وأطلق ماسك عبر منصة “إكس” سلسلة منشورات يتهم فيها رئيس الوزراء كير ستارمر وسياسيين آخرين بالتستر على الفضيحة، ما أثار جدلًا سياسيًّا واسعًا في البلاد وردود فعل غاضبة من سياسيين بارزين.
وردًّا على هذه الاتهامات، قال رئيس الوزراء البريطاني أمس الإثنين: “أولئك الذين ينشرون الأكاذيب والمعلومات المضللة على نطاق واسع قدر الإمكان، ليسوا مهتمين بالضحايا، إنهم مهتمون بأنفسهم”. وأضاف: “أولئك الذين يشجعون تومي روبنسون ليسوا مهتمين بالعدالة. هم يحاولون الحصول على نوع من الإثارة غير المباشرة من العنف في الشوارع، الذي يروج له أشخاص مثل تومي روبنسون”.
ما فضيحة استغلال الفتيات؟
بين عامَي 1997 و2013، تعرضت مئات الفتيات للاستغلال الجنسي المنظم في روثرهام، وروتشديل وأولدهام. وفي عام 2014، أصدرت البروفيسورة أليكسيس جاي تقريرًا كشف أن ما لا يقل عن 1400 طفلة في روثرهام تعرضن للاستغلال، معظمهن من رجال ذوي أصول باكستانية. ووصف التقرير الرقم بـ”التقديري”، مشيرًا إلى تقاعس الشرطة والسلطات المحلية عن اتخاذ إجراءات فعالة لحماية الضحايا.
وفي عام 2009، خلال فترة تولي كير ستارمر منصب المدعي العام، قرر محامو النيابة عدم مقاضاة بعض المتهمين في روتشديل، مبررين ذلك بعدم مصداقية الضحايا. إلا أن المدعي العام الجديد لشمال غرب إنجلترا، نذير أفضل، أعاد فتح القضية في عام 2011، ما أسفر عن إدانة وسجن تسعة رجال في عام 2012 بتهمة استغلال 47 فتاة.
وفي أعقاب الفضيحة، أجرى ستارمر تغييرات كبيرة على سياسات النيابة العامة في التعامل مع قضايا الاستغلال الجنسي، بهدف تحسين حماية الضحايا ومنع تكرار الأخطاء السابقة. أشاد نذير أفضل بهذه الجهود، مشيرًا إلى أن دعم ستارمر كان أساسيًّا لتحسين تعامل النيابة مع مثل هذه القضايا.
وفي عام 2022، أصدرت البروفيسورة جاي تحقيقًا وطنيًّا موسعًا خلص إلى أن الاستغلال الجنسي للأطفال يمثل “ظاهرة مستوطنة” في إنجلترا وويلز، وأوصى باتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الإخفاقات المؤسسية التي أسهمت في تفاقم الأزمة.
تصعيد إيلون ماسك: ادعاءات جديدة
منذ فوز حزب العمال بالانتخابات العامة في يوليو الماضي، يشن إيلون ماسك حملة مكثفة ضد رئيس الوزراء كير ستارمر. وفي سلسلة تغريدات نشرها عبر منصته يوم السبت دعا ماسك ستارمر إلى الاستقالة، متهمًا إياه بالإخفاق في معالجة الفضيحة عندما كان المدعي العام الرئيس في البلاد.
كما زعم ماسك أن رئيس الوزراء السابق غوردون براون أصدر تعليمات ضمنية للشرطة بالتغاضي عن هذه الجرائم، مستندًا في ذلك إلى تصريحات إذاعية سابقة أدلى بها نذير أفضل.
إلا أن أفضل نفى صحة هذه المزاعم، موضحًا أن الشرطة أساءت تفسير مذكرة صادرة عن وزارة الداخلية في عام 2008. وأكد أن هذه المذكرة لم تتعلق مباشرة بعصابات الاستغلال الجنسي، بل كانت تشير إلى سوء فهم بعض الضباط لطبيعة القضايا.
ردود الفعل السياسية
وأثارت تغريدات ماسك الأخيرة غضبًا واسعًا في الأوساط السياسية البريطانية، حيث دعا زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار إد ديفي إلى استدعاء السفير الأميركي لتقديم توضيحات بشأن تصريحات ماسك، معتبرًا أنها تشكل تدخلًا غير مقبول في الديمقراطية البريطانية.
وقال ديفي في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “لقد سئم الناس من تدخل إيلون ماسك في شؤون بلادنا، بينما لا يملك فهمًا واضحًا لبريطانيا. يجب استدعاء السفير الأمريكي للسؤال عن سبب اقتراح مسؤول أمريكي الإطاحة بحكومتنا”.
وأضاف: “إن هذا الخطاب الخطير وغير المسؤول هو دليل آخر على أن المملكة المتحدة لا تستطيع الاعتماد على إدارة ترامب. من مصلحتنا الوطنية إعادة بناء العلاقات التجارية والأمنية مع حلفائنا في أوروبا”.
يُذكر أن مجلس مدينة أولدهام كان قد دعا وزارة الداخلية في يوليو 2024 إلى فتح تحقيق وطني في الجرائم الجنسية التي استهدفت القاصرات، وكذلك في رد فعل الشرطة والنيابة والسلطات المحلية على هذه الجرائم. ولكن نائبة وزيرة الداخلية جيس فيليبس رفضت هذه الدعوة، مشيرة إلى أن إجراء التحقيق على المستوى المحلي سيكون أكثر فعالية وموضوعية بالنسبة لسكان المدينة.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇