إيكونوميست: اكتشاف مقبرة جماعية في سوريا فيها نحو 100 ألف جثة
في تقرير مروع، كشفت صحيفة الإيكونوميست عن تفاصيل اكتشاف مقبرة جماعية على أطراف بلدة القطيفة، الواقعة على بعد 30 كيلومترًا شمال العاصمة السورية دمشق. وتشير التقديرات الأولية إلى أن هذه المقبرة فيها نحو 100 ألف جثة، ما قد يجعلها واحدة من أكبر المقابر الجماعية في العالم.
تفاصيل الموقع: مجمع محاط بسور وجرافات ليلية
الموقع عبارة عن منطقة محاطة بسور بحجم ملعبين لكرة القدم، اتخذها نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد خلال سنوات الحرب الأهلية مكانًا لدفن جثث معارضيه. ووفقًا لشهادات محلية، كانت الجرافات تصل في منتصف الليل لتتبعها شاحنات مبردة تحمل الجثث. في البداية، لم تكن القبور عميقة بما يكفي، ما سمح للكلاب الضالة بنبش الجثث، قبل أن يُوجه الجنود لحفر قبور أعمق.
وعاش سكان البلدة في ظل الخوف والرقابة المشددة من النظام. ويقول الحاج علي صالح، رئيس بلدية سابق للقطيفة: “كل ما كانوا يرسلونه إلي، كان يجب عليّ دفنه”. استقال الحاج علي في عام 2012 بعد رفضه التعاون في إنشاء المقبرة الجماعية، ما أدى إلى اعتقاله مدة قصيرة.
إدارة الموقع: دور الفرقة الثالثة وشهادات المسؤولين
ووفقًا لشهادات متعددة، كانت الفرقة الثالثة التابعة للجيش السوري، التي تُعَد واحدة من أكثر الوحدات ولاء للنظام، هي الجهة المسؤولة عن الإشراف على الموقع. ما بدأ بوصفه سجنًا سياسيًّا للمعتقلين تطوّر إلى نظام “مُنظم” للتخلص من المعارضين عبر المقبرة الجماعية.
وفي السنوات الأخيرة، استخدم النظام السوري الشاحنات لنقل الجثث وإعادة دفنها في أماكن أخرى لإخفاء الأدلة. وتشير التقارير إلى أن عمليات النقل كانت مصحوبة برائحة كريهة ملأت البلدة بأسرها. ورغم ذلك، تمكنت منظمات حقوق الإنسان من تحديد موقع المقبرة باستخدام صور الأقمار الصناعية، لكن عدد الجثث ظل غير مؤكد.
الغموض بشأن عدد الضحايا وهوياتهم
تقدر شهادات السكان والمسؤولين السابقين أن عدد الجثث يتجاوز 100 ألف، ولكن من الصعب التحقق من هذا الرقم بدقة في ظل غياب عمليات نبش منظمة للجثث. مع ذلك، تستمر عائلات المفقودين في البحث عن أحبائهم في ظل هذه المأساة.
وتشير الشهادات إلى تورط كبار الضباط في النظام، ويشمل ذلك جنرالًا علويًّا من مدينة طرطوس، في إدارة هذا الموقع. وبينما فرّ العديد من المسؤولين إلى روسيا مع سقوط النظام، لا يزال بعضهم مختبئًا في مناطق الساحل السوري.
معاناة مستمرة: المفقودون وأسرهم
ومع اكتشاف مزيد من المقابر الجماعية في سوريا، يعاني ملايين السوريين من غياب الأجوبة بشأن مصير أقربائهم. وبهذا الصدد يقول علي شوات، وهو مزارع من القطيفة عاش بجوار الموقع: “والدة الميت يمكن أن تنام، ولكن والدة الابن المفقود لن تنام أبدًا”.
حتى الآن لم تتخذ السلطات الجديدة في سوريا خطوات رسمية لنبش القبور أو إجراء فحوص جنائية لتحديد هُوية الضحايا. وسكان القطيفة غاضبون ويطالبون العالم بالتدخل لمعرفة الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
المصدر: economist
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇