إيقاف معونات لاجئين في بريطانيا.. والحكومة تعتذر

قدم وزير في الحكومة البريطانية اعتذاره بعد أن تلقى عدد من مستحقي المساعدات رسائل خاطئة تفيد بوقف الدعم المالي الذي يعتمدون عليه، بحسب ما كشفت صحيفة “الغارديان”.

وجاءت هذه الأخطاء نتيجة خلل في نظام التأشيرات الإلكترونية (eVisas)، الذي أثار مخاوف مسبقة بشأن كفاءته، خصوصًا فيما يتعلق بالسفر الدولي وعودة المستفيدين إلى بريطانيا. ورغم أن النظام الجديد من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ نهاية الشهر الجاري، مددت الحكومة فترة السماح حتى مارس المقبل لتجنب تعطيل عودة المستخدمين إلى البلاد.

مشكلات متفاقمة في نظام التأشيرات الإلكترونية

تمثلت أحدث التحديات في نقص التنسيق بين وزارة الداخلية ووزارة العمل والمعاشات (DWP) على المستوى التكنولوجي. فقد تم برمجة تصاريح الإقامة البيومترية (BRPs) التي يحملها العديد من المهاجرين لتصبح غير صالحة اعتبارًا من 31 ديسمبر الجاري، وهو الموعد المقرر لاستبدالها بالتأشيرات الإلكترونية. إلا أن حقوق الإقامة للمهاجرين لا تنتهي بالضرورة عند هذا التاريخ.

وأفادت منظمات غير حكومية بظهور حالات لمهاجرين يعتمدون على المساعدات الحكومية، تلقوا رسائل تفيد بإنهاء استحقاقاتهم بناءً على تاريخ انتهاء صلاحية تصاريح الإقامة البيومترية.

رد رسمي واعتذار علني

اعترفت وزارة العمل والمعاشات بأن رسائل تلقائية أُرسلت إلى بعض المهاجرين تُبلغهم بإنهاء استحقاقاتهم بسبب هذا الخطأ. وفي رسالة اطلعت عليها “الغارديان”، أعرب وزير التحول الرقمي في الوزارة، أندرو ويسترن، عن أسفه قائلاً:
“أعتذر عن الإرباك والقلق الذي تسببت به هذه الرسائل الخاطئة للمستفيدين.”

وأكدت الوزارة أنها تعمل على تحديد الأشخاص المتضررين وتحديث سجلاتهم لتشمل بيانات دقيقة بشأن تواريخ انتهاء وضعهم القانوني.

نماذج عن الأزمات التي واجهها المتضررون

• لاجئ ناجٍ من التعذيب، حصل على وضعه القانوني في مارس 2021 لمدة خمس سنوات، لكن تصريح إقامته البيومتري ينتهي في 31 ديسمبر 2024. ورغم استحقاقه لمدفوعات الاستقلال الشخصي (PIP)، تلقى في يوليو الماضي رسالة تفيد بإنهاء استحقاقه دون تفسير.
• عائلة لاجئة تقدمت بطلب للحصول على الائتمان الشامل “بونيفرسال كريديت” (Universal Credit) مطلع العام الجاري. ورغم إثبات استحقاقها، تضمن خطاب القرار إشعارًا بمراجعة الاستحقاق في 31 ديسمبر 2024.
• شخص لديه إقامة دائمة طُلب منه إعادة التقديم للحصول على معاش التقاعد وبدل الحضور بسبب انتهاء استحقاقه في ديسمبر، رغم كونه مقيمًا بشكل قانوني ولا يستطيع التحرك إلا بصعوبة بالغة.

انتقادات حادة للسياسات الحكومية

قالت أندريا دوميتراشي من مجموعة “The3million” الحقوقية:
“رغم وعود وزارة الداخلية بالتنسيق مع وزارة العمل والمعاشات، لا يزال المهاجرون يتلقون رسائل خاطئة تفيد بإنهاء استحقاقاتهم.” وأضافت: “الاعتذار خطوة إيجابية، لكنه لا يعالج القلق المتزايد بشأن عدم وعي الموظفين بالفرق بين انتهاء الإقامة القانونية وانتهاء صلاحية التصاريح.”

من جانبه، اعتبر بريان ديكوف، المسؤول القانوني في جمعية “Migrants Organise”، أن “سياسات البيئة العدائية تحول الخدمات العامة إلى أدوات لضبط الحدود. ومع انتهاء الإثبات المادي للإقامة العام المقبل، سيُحرم كثيرون من حقوقهم الأساسية.”

إجراءات تصحيحية لكنها غير كافية

أكدت وزارة العمل والمعاشات أنها بدأت تدريب موظفيها بشكل مكثف على نظام التأشيرات الإلكترونية، مع تحسين إجراءات التعامل مع مثل هذه الحالات. وقال متحدث باسم الوزارة: “نطمئن المستفيدين بأنهم سيستمرون في تلقي المساعدات التي يستحقونها، رغم حدوث عدد محدود من الأخطاء.”

المصدر: الغارديان

اقرأ أيضًا:

• إغلاق مئات المواقع الإلكترونية في بريطانيا.. ما السبب؟
• هل تبدأ بريطانيا بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم؟
• سجن عنصري حاول إشعال النار في فندق للاجئين في بريطانيا