هل يمكن لأدوية إنقاص الوزن حل مشكلة البطالة في بريطانيا؟

من المقرر أن تدرس الحكومة البريطانية إمكانية استخدام أدوية إنقاص الوزن لحل مشكلة البطالة في البلاد.
وجاء ذلك بعد أن أعلن وزير الصحة البريطاني ويس ستريتينج الشهر الماضي أن شركة إيلي ليلي الأمريكية المصنعة للأدوية ستبدأ تجربة مدتها خمس سنوات في مانشستر الكبرى لاختبار ما إذا كانت أدوية إنقاص الوزن يمكن أن تحد من أزمة البطالة في بريطانيا.
استثمار بريطانيا في أدوية إنقاص الوزن

في 14 أكتوبر، استضاف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قمة لتشجيع الاستثمار في بريطانيا. وكان من بين الحضور ديفيد ريكس، رئيس مجلس إدارة شركة الأدوية الأمريكية العملاقة ”إيلي ليلي“، الذي أعلن عن استثمار بقيمة 279 مليون باوند (365.4 مليون دولار) في السوق البريطاني. ولم يُكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن هذا الاستثمار الضخم.
جدير بالذكر أن شركة إيلي ليلي (Eli Lilly) هي الشركة المصنعة لأدوية إنقاص الوزن Mounjaro وZepbound.
هذا وسيشارك 3 آلاف شخص من سكان مانشستر الكبرى في الدراسة التي تهدف إلى مراقبة الآثار طويلة المدى لأدوية إنقاص الوزن. ولم تُعرف بعد تفاصيل أخرى عن الدراسة.
من جهة أخرى ووفقًا للمسح الصحي الرسمي لعام 2021، يعاني 25.9 في المئة من البالغين في بريطانيا من السمنة، بينما يعاني 37.9 في المئة آخرون من زيادة الوزن.
وفي هذا السياق قال وزير الصحة البريطاني ستريتينج أثناء إعلانه عن دراسة إيلي ليلي إن المشاكل الصحية المرتبطة بالسمنة تكلف NHS سنويًّا 11 مليار باوند (14 مليار دولار).
ما معدل البطالة في بريطانيا؟
بلغ معدل البطالة في بريطانيا 4 في المئة لمن تزيد أعمارهم عن 16 عامًا اعتبارًا من أغسطس 2024، وفقًا لأرشيف أبحاث البرلمان البريطاني.
هذا وقد انخفض معدل البطالة خلال العام الماضي، حيث كان 75 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و64 عامًا يعملون.
ما علاقة أدوية إنقاص الوزن بالبطالة؟
شهدت بريطانيا مؤخرًا خمولًا اقتصاديًّا، ما يعني أن نسبة البريطانيين العاطلين عن العمل أو الباحثين عنه كبيرة.
ووفقًا لتقرير إحصاءات سوق العمل في بريطانيا الذي نُشر في 15 أكتوبر، كان هناك 9.26 مليون شخص غير نشط اقتصاديًّا تتراوح أعمارهم بين 16 و64 عامًا. ويشمل ذلك الطلاب والمتقاعدين والأشخاص الذين يعتنون بالآخرين.
أضف إلى ذلك، في الفترة من يونيو إلى أغسطس 2024، قال 30 في المئة من الأشخاص إنهم غير نشطين اقتصاديًّا بسبب إصابتهم بمرض مزمن، بينما قال 27 في المئة إن السبب وراء ذلك هو أنهم ما زالوا طلابًا، علمًا أن هذه الأرقام قد سُجّلت نفسها العام السابق.
هذا ولا يوضح تقرير إحصاءات سوق العمل ما إذا كانت السمنة أو مرض السكري من المشكلات الصحية المحددة التي أثرت على الخمول الاقتصادي.
وفي هذا السياق قال آدم جرين، الرئيس التنفيذي لجمعية Yes Manchester الخيرية المعنية بالبطالة، لبي بي سي، إن السمنة ليست السبب الرئيس وراء معاناة بعض الأشخاص في الحصول على عمل رغم أن الدراسات تشير إلى أن العاطلين عن العمل هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة، مؤكدًا أنه لا يوجد دليل قوي على أن السمنة تؤدي إلى البطالة أو تعيق التوظيف.
وأضاف أنه ليس على علم بأي دراسة تفيد أن إعطاء الناس أدوية لإنقاص الوزن يؤدي إلى إعادتهم إلى سوق العمل. وقال: أفترض أن هذه هي البيانات التي ستتطلع حكومة المملكة المتحدة إلى جمعها من خلال هذه التجارب على أمل أن تُدفع تكلفة الأدوية من خلال زيادة الإنتاجية أو زيادة الناتج المحلي الإجمالي.
المصدر: الجزيرة
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇