هل فات أوان إنقاذ القطاع الصحي في بريطانيا من الانهيار؟
يبدو أن القطاع الصحي في بريطانيا قاب قوسين أو أدنى من حافة الانهيار، فبعد 75 سنة من الخدمة كانت هذه السنة الأسوأ في تاريخ القطاع.
وفي هذا السياق يحذر أطباء الطوارئ من أن تأخيرات قسم الطوارئ تودي بحياة نحو 500 شخص في الأسبوع، إضافة إلى انتشار الروايات بين الناس بشأن انتظار المرضى 99 ساعة ورقودهم على أرضيات قسم الإسعاف، في وقت تزداد فيه الضغوط الملقاة على كاهل الحكومة.
هل تنجح الحكومة في إنقاذ القطاع الصحي في بريطانيا؟
كان ريشي سوناك قلقًا بشأن القطاع الصحي في بريطانيا منذ توليه منصب رئاسة الوزراء، ولكنه لم يُسهِم في إصلاح القطاع الذي يعاني من تكاليف الخدمة منذ عام 1948، حتى عندما كان وزيرًا للخزانة.
ولم يبذل سوناك جهودًا تُذكَر بشأن التعامل مع العواما الرئيسة لقلة الكفاءة التي يشهدها القطاع ويمكن للحكومة تغييرها، ويشمل ذلك أزمة الرعاية الاجتماعية. هذا وقد أبدى وزير الخزانة الحالي جيريمي هانت تعاطفًا كبيرًا مع قطاع الصحة؛ لأنه كان وزيرًا سابقًا للصحة ورئيسًا سابقًا للجنة الرعاية الصحية والاجتماعية. ومع ذلك فقد قال هانت في مقابلة في مهرجان شلتنهام للأدب قبل وقت قصير من توليه منصب وزارة الخزانة: إن إنفاق مزيد من الأموال لن يوقف أزمة الشتاء المتفاقمة؛ لأن الأوان قد فات على ذلك!
هذه إحدى المشكلات السياسية التي تواجه حزب المحافظين، ويمكنهم الانطلاق منها لوضع إصلاحات تسهِّل انتقال المرضى من الرعاية الطارئة إلى الرعاية الاجتماعية الطويلة المدى. ويمكنه أيضًا تغيير مبلغ التمويل المتاح حتى تحصل المستشفيات (فضلًا عن 40 مستشفى جديدًا لم يُبن بعد) على المعدات والاحتياجات اللازمة. لكن بعض هذه الإجراءات سيكون لها تأثير ملحوظ في فترة زمنية قصيرة، وهي الفترة التي تسبق الانتخابات المقبلة.
هل سبق لقطاع الصحة في بريطانيا المرور بأزمة مماثلة؟
ليست هذه المرة الأولى التي يمر فيها القطاع الصحي في بريطانيا بحالة انهيار في الفترة التي تسبق الانتخابات. ففي مطلع الألفية تصدرت الخدمات الصحية عناوين الصحف؛ للسبب نفسه الذي أجج أزمة هذا الشتاء: الانهيار وارتفاع الخسائر البشرية. (Tramadol)
وكانت إحدى الحالات التي أثارت الرأي العام وقتها مافيس سكيت، التي توفيت في يونيو عام 2000، بعد إلغاء عملية جراحية لسرطان المريء مرارًا وتكرارًا. وقد أثارت هذه القضية وقضايا أخرى آنذاك فزع حزب العمال الجديد، لدرجة أنهم ذهبوا إلى انتخابات عام 2001 بخطة لإنقاذ قطاع الصحة.
وربما يخطط الحزب الحاكم الآن لتقليد خطة حزب العمال لإنقاذ القطاع الصحي في بريطانيا، وقد يفعل ما هو أسوأ من ذلك بكثير! لكن الاختلاف الآن هو أن حزب المحافظين كان على رأس السلطة لأكثر من عشر سنوات، في حين كان حزب العمال يسعى لقيادة البلاد للمرة الثانية بعد أن أمضى ولايته الأولى وهو يتحدث مرارًا وتكرارًا عن إصلاح الضرر الذي لحق بقطاع الصحة بسبب حكومة المحافظين.
هذا ولم يكن لدى حزب المحافظين هذا السيناريو في عام 2010، ولكن من السخيف إلقاء اللوم في عام 2023 على حكومة حزب العمال الأخيرة؛ نظرًا إلى وجود مراهقين عاشوا في ظل حكومة المحافظين فقط، فلماذا يثق البريطانيون بالحكومة الآن حتى لو توصلت إلى خطة مناسبة؟!
قطاع الصحة في بريطانيا يواجه أزمات متتالية (يوتيوب: GB News)
اقرأ أيضًا:
إضرابات وانتخابات ومشاكل عصية تنتظر ريشي سوناك في 2023
ترند بريطانيا: تدهور قطاع الصحة مع استمرار الإضرابات
ترند بريطانيا: أول إضراب للممرضين والعاملين في الصحة يثير المخاوف
الرابط المختصر هنا ⬇