إنجاز عربي عالمي.. فوز عمر ياغي بجائزة نوبل للكيمياء 2025

في إنجاز علمي عالمي أعاد تسليط الضوء على الكفاءات العربية، فاز العالم عمر ياغي، المولود لأبوين فلسطينيين لاجئين في الأردن، بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025؛ تقديرًا لاكتشافاته الرائدة في مجال الأطر المعدنية العضوية (MOFs)، التي ساهمت في تطوير تقنيات احتجاز ثاني أكسيد الكربون واستخلاص الماء من هواء الصحراء.
ومع أن وسائل الإعلام الغربية قدّمته بصفته “أستاذ الكيمياء في جامعة كاليفورنيا – بيركلي” و”مواطنًا أمريكيًّا”، فإن جذوره الفلسطينية والعربية بقيت حاضرة في قصته الملهمة، من نشأته المتواضعة حتى وصوله إلى أرقى الجوائز العلمية في العالم.
من بيت متواضع في عمّان إلى أرفع الجوائز العلمية
وُلد عمر ياغي عام 1965 في عمّان لعائلة فلسطينية لاجئة، ونشأ في منزل بسيط يفتقر إلى الكهرباء والماء، ويتشارك فيه أفراد الأسرة غرفة واحدة مع الماشية التي يربّونها. يقول ياغي في مقابلة مع الصحفيين: “لم نملك وسائل الراحة التي يمتلكها الآخرون، لكننا حظينا بكثير من الحب والرعاية”. ورغم الظروف القاسية، كان والده حريصًا على تعليم أبنائه، معتبرًا أن العلم هو الطريق الوحيد للخلاص من واقع اللجوء، وهو ما دفع عمر إلى السفر إلى الولايات المتحدة وهو في سن الخامسة عشرة لمتابعة دراسته.
رحلة كفاح أكاديمية في الولايات المتحدة
بدأ ياغي مسيرته التعليمية من الصفر، فعمل في تعبئة أكياس البقالة وتنظيف الأرضيات؛ لتمويل دراسته في كلية مجتمعية شمال نيويورك، قبل أن ينتقل إلى جامعة ولاية نيويورك حيث حصل على درجته الجامعية. ثم أكمل دراسته العليا في جامعة إلينوي في أوربانا–شامبين، حيث نال شهادة الدكتوراه في الكيمياء عام 1990، ليبدأ بعدها مسيرة أكاديمية بارزة في عدد من الجامعات الأمريكية، قبل أن يستقر في جامعة كاليفورنيا – بيركلي عام 2012.
إنجازات علمية غيّرت وجه الكيمياء
قاد ياغي فرقًا بحثية طورت مواد قادرة على استخلاص الماء من الهواء في المناطق الصحراوية القاحلة، وهو إنجاز وصفه الخبراء بأنه “ثورة علمية حقيقية”. وإلى جانب مساهماته البحثية، حصلت أعماله على أكثر من 250 ألف استشهاد علمي، ما جعله من أكثر العلماء تأثيرًا في مجاله عالميًّا. وعند إعلان فوزه بالجائزة، قال ياغي: “العلم هو القوة العظمى المُعادلة في هذا العالم. الأذكياء والموهوبون موجودون في كل مكان، وعلينا أن نتيح لهم الفرص لينطلقوا”.
ورغم مسيرته اللامعة، لم تخلُ حياة ياغي من الجدل؛ فقد وُجهت إليه انتقادات واسعة عام 2018 حين قبل جائزة علمية مرتبطة بمؤسسات إسرائيلية، رافضًا دعوات حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) للتخلي عنها. وبرر حينها موقفه بالقول إن “العلم لا علاقة له بالسياسة”، وهو تصريح أثار استياء العديد من الأكاديميين والناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية.
جذوره العربية وهُويته المركّبة
ياغي، الذي يحمل الجنسية السعودية إلى جانب صفته الأكاديمية الأمريكية، ظل دائم الاعتزاز بأصوله الفلسطينية رغم تقديمه في وسائل الإعلام بوصفه “عالمًا أمريكيًّا”. وفي أحاديثه العلنية، لا يخفي تأثره بطفولته في عمّان، مؤكدًا أن ما حققه هو ثمرة تضحية والديه اللاجئين اللذين “كرّسا حياتهما لأجل تعليم أبنائهما رغم الفقر والظروف الصعبة”.
هذا وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن فوز عمر ياغي بجائزة نوبل يمثل لحظة فخر لكل عربي، ويؤكد أن الإبداع العلمي لا تحدّه الجغرافيا أو الهُوية. لكن في الوقت نفسه، يسلط الحدث الضوء على التحدي الذي يواجهه كثير من العلماء العرب في الغرب، حين يُقدَّمون بصفات وطنية جديدة تُهمّش جذورهم العربية أو الفلسطينية. كما تدعو المنصة إلى أن تكون مثل هذه الإنجازات دافعًا لدعم البحث العلمي في العالم العربي، وبناء بيئات أكاديمية تتيح للعقول الشابة أن تبدع.
المصدر: TRT World
اقرأ أيضًا:
- تعرف على أعضاء لجنة تحكيم جائزة الشخصية العربية 2025
- فعالية إطلاق مبادرة “إبراز” في لندن: لينا الأزعر تدعو إلى بناء جسر ثقافي بين الأمم والأفكار
- أجمل مسارات الفن المفتوحة في بريطانيا خلال خريف 2025
الرابط المختصر هنا ⬇