هل سيؤدي إنتاج الغاز الطبيعي المحلي إلى خفض أسعار الطاقة في بريطانيا؟
أكدت الحكومة البريطانية أنّها ستنهي الحظر المفروض على إنتاج الغاز الطبيعيّ المحليّ عبر عمليات التكسير الهيدروليكيّ والتي تستخدم في الولايات المتحدة الأمريكية لاستخراج الغاز الصخريّ.
وكانت تراس قد تحدثت في أول خطاب ضمن منصبها الجديد أنّه لا بدَّ من الاستعداد لعمليات الحفر والتنقيب عن الغاز الصخريّ.
وقد تعهّدت رئيسة الوزراء بزيادة الإنتاج المحليّ من الغاز والنفط وذلك بالتنقيب عن المزيد من الآبار في بحر الشمال، واعتماد آلية التكسير الهيدروليكيّ لاستخراج الغاز الصخريّ.
حزب العمال يؤكد أن إنتاج الغاز الطبيعي من بحر الشمال لن يكفي لضبط الأسعار
وقال وزير الأعمال جاكوب ريس موج أمام البرلمان في 22 أيلول/ سبتمبر:” لا بدّ من إيجاد مصادر رخيصة ومستدامة للغاز، لذلك ستصدر الحكومة المزيد من التراخيص للسماح بالشركات بالتنقيب ولا بدَّ من استخراج الغاز الصخريّ أيضًا”.
وأكد الوزير أنّ الحكومة قد تمنح أكثر من 100 رخصة تنقيب عن الغاز والنفط في بحر الشمال.
يأتي ذلك وسط تحذيرات من أنّ إيجاد مصادر جديدة للطاقة لن يحمي الناس من ارتفاع فواتير الطاقة على المدى القصير.
وحذّر رؤساء لجنة تغير المناخ في رسالة إلى رئيسة الوزراء من أنّ زيادة الإنتاج المحليّ للوقود الأحفوريّ قد يعزز أمن الطاقة، لكنّ احتياطات بريطانيا من الغاز سواء في الآبار البحرية أو المستخرج من الصخر ستكون قليلة للغاية ولن تؤثر بشكل ملموس على الارتفاع الذي يواجهه المستهلكون في أسعار الطاقة.
بينما سلّط زعيم حزب العالم كير ستارمر الضوء على التغريدة التي نشرها الوزير السابق جريج هاندز والذي نفى صحة الادعاء القائل إنّ إنتاج الغاز الطبيعي من بحر الشمال سيخفض أسعار الطاقة، ذلك لأنّ إنتاج المملكة المتحدة من الغاز لن يكون كافيًا للتأثير على السوق العالمية”.
وعلّق وزير الخزانة الحاليّ كوارس كوراتنج بالقول:” إنّ إنتاج الغاز الطبيعي من بحر الشمال لن يؤثر على أسعار سوق الغاز على المدى القصير.
وتشتري شركات الطاقة في المملكة المتحدة الغاز من السوق الدولية التي تحدد أسعار الطاقة من خلال نسبة العرض على مستوى العالم.
ولن يؤدي استخراج كميات إضافية من الغاز عبر بحر الشمال أو الغاز الصخريّ، إلى انخفاض فواتير الطاقة بشكل ملموس، إلا في حال اتفقت الحكومة على سعر معين للغاز مع شركات التنقيب.
وقالت الحكومة إنّها ستنظر في توقيع عقود طويلة الأمد مع شركات الغاز المحلية والدولية على حد سواء، وتواجه الحكومة احتمال شراء الغاز بأسعار أعلى في المستقبل، لأنّ أسعار الغاز قد تشهد انخفاضًا لكنّ العقود التي ستوقعها الحكومة طويلة الأمد.
وهناك مخاوف حول المدة الزمنية المستغرقة لبدء تأمين الغاز من مصادر آمنة ودائمة.
وفي هذا الصدد قال البروفيسور جوناثان ستيرن من معهد أكسفورد لدراسات الطاقة:” حتى لو بدأنا الحفر والتنقيب غدًا وبدأ الإنتاج في اليوم الذي يليه، وسار كلّ شيء كما هو مخطط، فإنّ الأمر سيستغرق من عامين إلى أربعة أعوام لإنتاج كميات من الغاز قادرة على صناعة الفارق في المملكة المتحدة “.
تشير تقديرات الحكومة البريطانية إلى أنّ هناك احتياطات كبيرة من النفط والغاز في بحر الشمال لكنك البروفسور ستيرن أكد أنّ معظم هذه الاحتياطات موجودة في أعماق البحر، ما يعني أنّ العملية ستستغرق وقتًا أطول لإنتاج الغاز الطبيعي وإيصاله إلى محطات المعالجة عبر أنابيب.
استخراج الغاز الصخريّ
إنّ استئناف عمليات التكسير لاستخراج الغاز الصخريّ، لا يعني إيجاد حلّ سريع لمشكلة ارتفاع فواتير الطاقة.
وقال البروفيسور ستيرن: “إنّ الأبحاث التي أجريت قبل عشر سنوات أظهرت أنّ إجراء عمليات التكسير الهيدروليكيّ لم تكن فكرة قابلة للتطبيق في أوروبا، وهي ليست فكرة ناجعة اليوم”.
إنّ المشكلة الأساسية هي أننا سنضطر لحفر من 50 إلى 100 بئر قبل التأكد من صلاحية أحد هذه الآبار للاستثمار
“تعتبر أوروبا أكثر ازدحامًا من الولايات المتحدة الأمريكية كما أنّ أسعار الأراضي في أوروبا مرتفعة الثمن مقارنة بنظيرتها في أمريكا، لذلك نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في ضبط أسعار الطاقة محليًّا عبر استخراج الغاز الصخريّ”.
وقالت المستشارة والخبيرة في إنتاج الطاقة كاثرين بورتر:” إنّ البنية التحتية الأمريكية ليست مجهزة لتصدير كميات كبير من الغاز، لذلك تستهلك معظم كميات الغاز على المستوى المحليّ”.
“وبما أنّ الولايات المتحدة الامريكية تستهلك معظم الغاز على المستوى المحليّ، فقد نجحت في ضبط سعر الغاز في السوق المحلية”.
ورحّب رئيس شركة إنتاج الغاز الصخريّ كودريلا برفع الحظر عن عمليات التكسير واستخراج الغاز الصخريّ وقال:” إنّ استئناف عمليات التنقيب عن الغاز الصخريّ أمر مهم في ظل تعاظم الحاجة لمصادر الطاقة المحلية للتغلب على أزمة الطاقة، وتجنب مواجهة المشكلة نفسها في المستقبل”.
ما الحلول البديلة لتأمين الطاقة بأسعار منخفضة؟
This is how we get out of the mess we’re in. @UKLabour's plan to end new North Sea oil and gas, ban fracking & turbocharge renewables is what real climate leadership looks like 👇 https://t.co/4x8z3OBji6
— Greenpeace UK (@GreenpeaceUK) September 25, 2022
يمكن للرياح أنّ تولد طاقة يستفاد منها بآلية أسرع من استخراج الغاز، وبحسب الهيئة الأوروبية لتوليد طاقة الرياح، يمكن بناء مزارع صغيرة لاستغلال طاقة الرياح في أقل من شهرين، بمجرد الحصول على إذن حكوميّ.
لكنّ بناء مزرعة كبيرة سيتطلب إقامة بنية تحتية جديدة مثل حفر المزيد من الطرقات، وقد تستغرق العملية في هذه الحالة عامين أو ثلاثة أعوام.
وخلال حملتها الانتخابية كان تراس قد أشارت إلى أنّها تفضل أشكالًا أخرى لتوليد الطاقة بدلًا من طاقة الرياح، لكنّ وزير الخزانة كوارتنج كشف أنّ عملية تشييد عنفات توليد طاقة الرياح ستكون أسهل من الحلول الأخرى.
واقترح بعض الخبراء فصل أسعار الكهرباء عن أسعار الغاز عبر السماح للعائلات بإبرام عقود طويلة الأمد مع شركات توليد الطاقة المتجددة.
اقرأ أيضاً :
ارتفاع فواتير الطاقة بين جشع الشّركات وارتفاع تكاليف الإنتاج في بريطانيا
كيف ستكون بريطانيا تحت رحمة الأسعار العالمية للغاز خلال السنوات المقبلة ؟
تعرف إلى 5 منتجات رئيسية تأثرت بارتفاع الأسعار بمعدلات غير مسبوقة
الرابط المختصر هنا ⬇