إغلاق 10% من التخصصات الجامعية في بريطانيا خلال عام واحد لهذا السبب

تشهد الجامعات البريطانية أزمة متصاعدة تهدد مستقبل آلاف الطلاب، بعدما كشفت بيانات حديثة أن ما يقرب من 10 في المئة من البرامج الدراسية أُغلقت خلال عام واحد فقط، في ظل ضغوط مالية متزايدة وعزوف بعض الطلاب عن الالتحاق؛ بسبب ارتفاع تكاليف التعليم الجامعي.

ووفقًا لتحليل أجرته مؤسسة (Times Higher Education)، فقد أُلغِي نحو 4 آلاف دورة جامعية بين عامي 2024 و2025. ويشير التقرير إلى أن الجامعات الأقل انتقائية والأدنى رسومًا كانت الأكثر تضررًا من هذا التقليص، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة المنافسة على المقاعد المتاحة في الجامعات المرموقة وذات التكلفة المرتفعة.

فجوة بين الجامعات

أظهر التحليل، الذي شمل نحو 45 ألف دورة عبر 360 قاعدة بيانات، أن الجامعات ذات الرسوم المنخفضة أغلقت ما يقرب من 12 في المئة من برامجها الجامعية، مقارنة بـ6 في المئة في الجامعات ذات الرسوم المتوسطة، و5 في المئة فقط في الجامعات ذات التكلفة المرتفعة.

أما على مستوى الدراسات العليا، فكانت الجامعات ذات الرسوم المرتفعة الأقل تضررًا، حيث خسرت 7 في المئة فقط من برامجها، مقابل 11 في المئة في الجامعات المتوسطة و13 في المئة في الجامعات ذات التكلفة المنخفضة.

وبصفة عامة، شكّلت الجامعات المنخفضة الرسوم ما يقرب من 47 في المئة من إجمالي الدورات الملغاة، في حين جاءت الجامعات المتوسطة بنسبة 28 في المئة، والجامعات ذات التكلفة المرتفعة بنسبة 25 في المئة.

الرسوم الجامعية وأعباء الطلاب

وبحسَب المجلس الثقافي البريطاني، يبلغ الحد الأقصى لرسوم الدراسة الجامعية بدوام كامل للطلاب البريطانيين 9,535 باوند (12,900 دولار)، في حين تتراوح رسوم الطلاب الدوليين بين 11,400 و38,000 باوند. وتزامن ذلك مع تشديد الحكومة البريطانية القواعد الخاصة بتأشيرات الطلاب الدوليين، في إطار ما تصفه بأنه “محاولات للحد من أعداد المهاجرين”.

أكثر التخصصات تضررًا

أوضحت بيانات (Times Higher Education) أن أبرز التخصصات الجامعية التي طالتها الإغلاقات شملت:

• الزراعة والغذاء.
• العلوم الفيزيائية.
• العلوم الاجتماعية.
• العلوم البيولوجية.
• العلوم الرياضية.

أما في الدراسات العليا، فقد تأثرت بصفة خاصة برامج التاريخ والفلسفة والدراسات الدينية، في المقابل، كانت تخصصات الطب وطب الأسنان الأقل تضررًا، ما يعكس الطلب المرتفع عليها.

ولفتت البيانات إلى تراجع شديد في برامج اللغات، إذ انخفضت بنسبة 2 في المئة فقط في الجامعات المرموقة، لكنها وصلت إلى 29 في المئة في الجامعات ذات المستوى الأدنى.

كما سجلت تخصصات العلوم الرياضية واحدة من أكبر نسب التراجع، حيث أُلغِي أكثر من ثلث البرامج في الجامعات المنخفضة الرسوم، مقابل 4 في المئة فقط في الجامعات الأخرى.

تحذيرات من “إهدار المواهب”

وفي هذا السياق أشارت إيمي روس، المستشارة الرئيسة في مؤسسة (THE)، إلى أن تراجع عدد البرامج الدراسية قد يثير قلقًا واسع النطاق بين الطلاب، لكنها اعتبرت أن الجامعات تمر بمرحلة “تقلب وانتقال”، مؤكدة أنها تعيد تقييم عروضها التعليمية استجابةً للضغوط المالية، مع ضرورة تطوير “برامج مبتكرة تستجيب لتغيرات الطلب الطلابي”.

من جانبه حذر غرايم أثيرتون، نائب رئيس جامعة غرب لندن للمشاركة الإقليمية، من أن تقليص برامج تخصصات الرياضيات تحديدًا قد يدفع الطلاب إلى الالتحاق بجامعات ذات رسوم مرتفعة، ما يزيد الأعباء المالية على الأسر.

كما اعتبر غلين أوهارا، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة أكسفورد بروكس، أن الطلاب ذوي الدرجات المتوسطة في امتحانات (A-level) أو غير القادرين على الانتقال إلى مدن أخرى هم الأكثر تضررًا من هذه الإغلاقات، مشيرًا إلى أن ذلك قد يؤدي إلى “إهدار المواهب” نتيجة تقلص الفرص التعليمية أمامهم.

إقبال قياسي رغم الإغلاقات

ورغم هذه العقبات، سجّلت الجامعات البريطانية هذا العام زيادة قياسية في عدد المقبولين، إذ ارتفع عدد الطلاب المقبولين بنسبة 3.1 في المئة ليصل إلى 439,180 طالبًا، بحسَب بيانات خدمة القبول الجامعي (Ucas).

واستحوذت الجامعات المرموقة، وعلى رأسها مؤسسات (Russell Group) التي تضم 20 جامعة كبرى، على الحصة الكبرى من المتقدمين المحليين.

وحذّر بول أشوين، أستاذ التعليم العالي في جامعة لانكستر، من أن الربط المتزايد بين تكلفة الدراسة وجودتها قد يقود إلى “حلقة مفرغة”، إذ يسعى الطلاب بشكل متزايد إلى الجامعات ذات الرسوم العليا باعتبارها الأفضل، وهو ما يفاقم التفاوتات داخل النظام التعليمي البريطاني.

المصدر: The National News

اقرأ أيضًا:

• تقرير سري يفضح ضعف مبررات بريطانيا لحظر حركة بال أكشن
  
• طرد ممرض قال إن “بريطانيا ليست مكانًا للمسلمين”
• الموعد المحدد لتطبيق حظر “التاسعة مساءً” في بريطانيا