إعلان المجاعة في غزة يضع الحكومة البريطانية تحت ضغط الاستنكار

أعلنت هيئة مدعومة من الأمم المتحدة رسميًا وقوع المجاعة في قطاع غزة لأول مرة، في خطوة وُصفت بأنها كارثية وأثارت غضبًا عالميًا واسعًا، بما في ذلك داخل الحكومة البريطانية.

ووفقًا لتقرير صادر عن التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)، فإن نحو 514 ألف شخص – أي ما يعادل ربع سكان غزة – يعيشون التجويع، مع توقع ارتفاع العدد إلى 614 ألفًا بحلول نهاية سبتمبر.

أكثر من نصف هؤلاء، أي ما يقارب 280 ألفًا، يتركزون في المنطقة الشمالية التي تشمل مدينة غزة ومحافظة غزة.

ويُشترط لإعلان المجاعة أن يعاني 20% على الأقل من سكان المنطقة من نقص غذائي حاد للغاية، ما يعني عادةً أن طفلًا من بين كل ثلاثة يعاني من سوء التغذية الحاد، بينما يتوفى شخصان من كل عشرة آلاف يوميًا نتيجة الجوع أو الأمراض المرتبطة بسوء التغذية.

مسؤولية مباشرة على إسرائيل

أكدت وكالة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أن هذا التجويع هي نتيجة مباشرة لسياسات إسرائيل، الأمر الذي قد يرقى إلى جريمة حرب بموجب القانون الدولي.

ووصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي تأكيد وقوع المجاعة في غزة بأنه “فضيحة أخلاقية”، وحمّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية المباشرة، متهمًا إياها برفض إدخال المساعدات الكافية للقطاع.

وقال لامي: “إن ما يجري كارثة من صنع الإنسان. على الحكومة الإسرائيلية أن تسمح بشكل عاجل ودائم بدخول الغذاء والدواء والوقود وكافة المساعدات الإنسانية دون عوائق. نحن بحاجة ماسة إلى وقف فوري لإطلاق النار.”

وأضاف أن استمرار العمليات العسكرية لن يؤدي سوى إلى تفاقم الإبادة الجماعية وتعريض حياة الرهائن للخطر، مؤكدًا أن “وقفًا دائمًا وشاملًا لإطلاق النار هو السبيل الوحيد لإنهاء المعاناة”.

استنكار أممي واسع

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كتب على منصة X: “في اللحظة التي بدا فيها أنه لم تعد هناك كلمات لوصف الجحيم في غزة، أُضيفت كلمة جديدة: ’المجاعة‘.”

ووصف ما يحدث بأنه “كارثة من صنع الإنسان، وإدانة أخلاقية، وفشل للإنسانية”.

كما شدد على أن “لا مزيد من الأعذار” وأن وقت العمل هو “الآن”، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود.

انتقادات منظمات إنسانية

المنظمات الإنسانية الكبرى في بريطانيا صعّدت من لهجتها ضد إسرائيل:

• أنقذوا الأطفال – المملكة المتحدة دعت إلى إنهاء “الحصار وتسليح المساعدات” وطالبت لندن بوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل.
• أوكسفام اتهمت إسرائيل برفض جميع طلبات المساعدات تقريبًا، مشيرة إلى أن مساعدات تزيد قيمتها عن 2.5 مليون دولار عالقة في مخازن خارج غزة بعد أن منعتها السلطات الإسرائيلية.
• Plan International UK وصفت ما يجري بأنه “كارثة جوع من صنع الإنسان تقتل أطفال غزة يوميًا”.
• خبيرة التغذية سماح وادي من CARE International في غزة أكدت أن السكان “يبحثون عن أي شيء للبقاء على قيد الحياة ولو لساعات قليلة إضافية”.

الرد الإسرائيلي

من جهتها، رفضت سفيرة إسرائيل لدى بريطانيا تسيبي هوتوفيلي إعلان المجاعة، متهمةً التصنيف المتكامل IPC بـ”الاعتماد على بيانات مصدرها حماس”.

وقالت إن “الوضع يتحسن لا يتدهور”، ووصفت ما ينشره الإعلام والمنظمات الدولية بأنه “تضليل يخدم حملة الدعاية الخاصة بحماس”. كما اتهمت إسرائيل حركة حماس بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة.

وترى منصة العرب في بريطانيا AUK أن إعلان المجاعة في غزة يكشف حجم الكارثة الإنسانية التي يواجهها المدنيون ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية والقانونية. إن استمرار منع دخول المساعدات يرقى إلى جريمة حرب واضحة ويشكل وصمة عار في ضمير الإنسانية.

المصدر: huffingtonpost

إقرأ أيضًا:

• بيانات سرية للجيش الإسرائيلي تكشف: 83% من قتلى حرب غزة مدنيون
• بريطانيا ضمن 27 دولة تطالب بفتح غزة أمام الصحافة العالمية فورًا
• نائب اسكتلندي يطالب البحرية الملكية بنقل المساعدات مباشرة إلى غزة