آلاف المدارس ستغلق أبوابها في فبراير 2023 بسبب إضراب المعلمين

فريق التحرير January 17, 2023

أعلن رؤساء النقابات أن من المقرر أن يؤدي قرار إضراب المعلمين إلى إغلاق آلاف المدارس في إنجلترا وويلز الشهر القادم بعد تصويت الأغلبية لمصلحة الإضراب، كما يستعد الممرضون أيضًا للمضي قدمًا في إضراباتهم.

وستُنفِّذ النقابة الوطنية للتعليم إضرابًا واسع النطاق في بداية شهر فبراير، ويتزامن مع يوم الإضراب الوطني لمؤتمر نقابات العمال أو ما يُعرَف بـ”حماية الحق في الإضراب”، يليه ستة أيام من الإضراب على المستوى الإقليمي.

ومن جهة أخرى سيُضرب الممرضون في إنجلترا وويلز عن العمل للمرة الخامسة والسادسة في الـ6 والـ7 من فبراير؛ بسبب النزاع المستمر على الأجور مع الحكومة.

إضراب المعلمين وأزمة جديدة في قطاع التعليم

التعليم في بريطانيا — *إغلاق المدارس في بريطانيا بسبب إضراب المعلمين*

قررت (NEU)، وهي أكبر نقابة تعليمية في البلاد، الإضراب عن العمل؛ سعيًا وراء مطالبها بزيادات في الأجور أعلى من التضخم وممولة بالكامل، بعد أن أعلنت الحكومة الصيف الماضي أن معظم المعلمين سيحصلون على زيادة بنحو 5 في المئة، في حين سترفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 8.9 في المئة.

هذا وقد صوَّت 9 من كل 10 معلمين أعضاء تابعين للنقابة لمصلحة الإضراب، مع مشاركة 53 في المئة من المعلمين في إنجلترا في الإضراب، أي ما يتجاوز العتبة القانونية للإضراب. وكانت النتيجة أكبر في ويلز بتصويت 92 في المئة من موظفي السلك لمصلحة الإضراب مع مشاركة 58 في المئة منهم.

وبموجب قانون الإضرابات في بريطانيا، لكي يكون التصويت على الإضراب ساري المفعول، يجب أن تصل نسبة المشاركة بين أعضاء النقابة إلى 50 في المئة، ويجب أن تكون نسبة المؤيدين للإضراب 40 في المئة على الأقل ممن يحق لهم التصويت. هذا وقد أخفقت الاقتراعات الأخيرة لنقابة المعلمين (NASUWT) والرابطة الوطنية لمديري المدارس (National Association of Head Teachers) في تحقيق الحد الأدنى، لكنهما تفكران في إعادة الاقتراع في ظل مخاوف من أن الإضرابات البريدية الأخيرة ربما تكون قد أضرت بالعملية.

وفي هذا السياق تقول نقابة (NEU)، التي صوَّت 300 ألف عضو من أعضائها لمصلحة القرار: إنه على الرغم من التخطيط للإضراب سبعة أيام، فلن تتوقف أي مدرسة فردية عن الخدمة إلا أربعة أيام. ويشمل أول يوم من الإضراب في 1 فبراير 23.400 مدرسة في إنجلترا وويلز.

وفي اسكتلندا أطلق المعلمون موجة جديدة من الإضرابات، وحذر رؤساء النقابات من أن مسألة النزاع على الأجور تسير في طريق مجهول، وبدأ أعضاء المعهد التعليمي في اسكتلندا 16 يومًا من الإضرابات المتواصلة يوم الإثنين، وتوقف المعلمون في مقاطعتين من المقاطعات المحلية -البالغ عددها 32 مقاطعة في البلاد- عن العمل نهائيًّا حتى 6 فبراير.

الحكومة تحذر من تأثير إضراب المعلمين على التلاميذ

*العديد من مدارس بريطانيا ستغلق بسبب إضراب المعلمين (Pixabay)*

قالت وزيرة التعليم جيليان كيجان: إن تصويت إضراب المعلمين كان مخيبًا للآمال، وأكدت أن المحادثات مع رؤساء النقابات جارية، وأن أي إضراب من نقابة واحدة سيكون له تأثير سلبي على تعليم التلاميذ ومستواهم، لا سيما بعد الاضطراب الذي شهده القطاع خلال الجائحة.

وعند إعلان نتيجة الاقتراع، قالت الدكتورة ماري بوستيد وكيفن كورتني من النقابة: إن الأمر لا يتعلق بزيادة الأجور ولكن بتصحيح تخفيضات الأجور بالقيمة الحقيقية.

“انخفضت أجور المعلمين بنسبة 23 في المئة بالقيمة الحقيقية منذ عام 2010، وأجور موظفي الدعم بنسبة 27 في المئة خلال الفترة نفسها. وأما ومتوسط زيادة أجور المعلمين التي كانت بنسبة 5 في المئة هذا العام فهي أقل بنحو 7 في المئة من معدل التضخم!”.

ولم تقتصر دائرة الإضرابات على المعلمين فقط، إذ أجرت (NEU) اقتراعًا على إضراب لموظفي الدعم في المدارس. وفي إنجلترا كانت نسبة المشاركة أقل من العتبة المطلوبة حيث بلغت 46.46 في المئة، على الرغم من أن 8 أعضاء من كل 10 أعضاء أيدوا الإضرابات (أما في ويلز، فسيضرب موظفو الدعم بعد أن سجلت النقابة إقبال أكثر من 51 في المئة وتصويت 88 في المئة لمصلحة الإضراب).

يُذكَر أن (NEU) أكبر نقابة تععليمية في البلاد، ومن ثَمّ فمن المرجح أن يسبب إضرابها اضطرابًا واسع النطاق. واعتمادًا على عدد أعضاء النقابة في المدارس سيضطر العديد منها إلى الإغلاق، في حين ستتمكن المدارس التي لديها عدد أقل من أعضاء النقابة من فتح أبوابها لبعض التلاميذ.

من جهة أخرى قالت وزارة التعليم: نتوقع أن يتخذ مديرو المدارس جميع الخطوات المعقولة لإبقاء المدارس مفتوحة لأكبر عدد ممكن من التلاميذ، مع إعطاء الأولوية للتلاميذ الضعفاء وأطفال العاملين في مجال الرعاية وتلاميذ المراحل النهائية. وينبغي للمدارس أيضًا أن تبذل ما بوسعها لتوفير التعليم عن بعد إذا كان الحضور مقيدًا.