ربط نوعين من الفيروسات بارتفاع حالات إصابة الأطفال بالتهاب الكبد

فريق التحرير July 26, 2022

حفّز ارتفاع حالات إصابة الأطفال بالتهاب الكبد الحاد فريقًا من الباحثين في المملكة المتحدة لإجراء دراستين منفصلتين؛ لتحديد سبب هذا المرض الذي أحاطته حالة من الغموض منذ ظهوره.

ارتفاع حالات إصابة الأطفال بالتهاب الكبد!

في شهر إبريل الماضي حُذِّرت السلطات الصحية في المملكة المتحدة من زيادة مفاجئة في حالات الالتهاب الكبدي الحاد المجهولة المصدر.

وتضمنت معظم حالات المملكة المتحدة البالغ عددها 268 حالة أطفالًا تقل أعمارهم عن خمس سنوات. كما استدعت 74 من الحالات الدخول إلى العناية المركزة، وتطلَّبت 12 حالة عمليات زرع كبد جديد.

وعلى مستوى العالم أُبلغت منظمة الصحة العالمية عن تشخيص 1010 حالات على الأقل من الالتهاب الكبدي في 35 دولة، ومنها 22 حالة وفاة.

وفي ذلك الوقت ذُكر في التقرير الذي أصدرته وكالة الأمن الصحي في بريطانيا (UKHSA) أن الفيروس الغدي الشائع هو المسؤول عن مرض التهاب الكبد وذلك لعدة أسباب، أهمها العثور على هذا الفيروس في عينات أُخذت من أطفال مصابين.

والمثير للانتباه هو العثور على فيروس كوفيد-19 لدى بعض الحالات، إما منفردًا وإما مصاحبًا للفيروس الغدي، ما أدى إلى نشوء نظرية أخرى تفيد بأن الأطفال المصابين بكورونا هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الكبد الحاد.

ربط نوعين من الفيروسات بالإصابة بالتهاب الكبد!

الفيروسات الغدية Adenovirus — *ربط نوعين من الفيروسات بارتفاع حالات إصابة الأطفال بالتهاب الكبد (فليكر)*

وفقًا للدراسة الأولى التي أجراها مؤخرًا مركز أبحاث الفيروسات التابع لجامعة جلاسكو فيُعتقد أن الارتفاع الأخير في حالات التهاب الكبد لدى الأطفال هو ناتج عن الإصابة المتزامنة بنوعين من الفيروسات!

فقد اكتشفت الدراسة مستويات عالية من فيروس (AAV2) -وهو فيروس غير معروف ولم يرتبط سابقًا بمرض بشري- عند جميع الأطفال البريطانيين المصابين الذين خضعوا للاختبار.

ونظرًا إلى أن فيروس (AAV2) لا يستطيع التكاثر دون فيروس “مساعد”، يعتقد الباحثون أن العدوى المتزامنة مع فيروس ثان -أحد الفيروسات الغدية أو في كثير من الأحيان فيروس الهربس المسمى (HHV6)- قد يفسر ظهور التهاب الكبد الحاد.

وللتحقق من صحة النظرية أجرى الباحثون التسلسل الجيني المفصّل لعينات من تسعة أطفال اسكتلنديين مصابين بالتهاب الكبد المجهول السبب، وأُثبت وجود (AAV2) في البلازما والكبد في جميع الحالات التسع.

وفي دراسة أخرى اختبر باحثون بقيادة الأستاذة جوديث بروير في مستشفى جريت أورموند ستريت بالتعاون مع جامعة (University College London) عينات من 28 طفلًا مصابًا بالتهاب الكبد، خمسة منهم احتاجوا إلى زراعة كبد. واكتشفوا أيضًا مستويات عالية من (AAV2) عند معظم هؤلاء الأطفال.

وتمكنت كلتا الدراستين من دحض النظرية التي تفيد بأن الإصابة بفيروس كورونا هي السبب المباشر للإصابة بالتهاب الكبد الحاد.

هذا ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان الفيروس (AAV2) أو الفيروس الثاني مسؤولًا مسؤولية مباشرة عن التهاب الكبد لدى الأطفال. لذا ستُجرى دراسات معمقة في المستقبل للتحقيق في هذا الأمر.