جوناثان كوك: إسرائيل دخلت في دوامة الانهيار.. فمن سيسقط معها؟

بالنسبة للعديد من الصحفيين والناشطين المناصرين لحقوق الإنسان، لم تعد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة مجرد مؤشر على وحشيته اللامتناهية، بل يذهب البعض إلى إنها تُعجِّل من سقوط إسرائيل، التي يبدو أنها دخلت دوامة الانهيار، وهو ما يراه الصحفي البريطاني الإسرائيلي جوناثان كوك.
سقوط أخلاقي مدوٍّ لإسرائيل!
ويستشهد كوك بدايةً بالسقوط الأخلاقي للاحتلال الإسرائيلي، بعد اعتقال تسعة من جنوده بسبب ممارستهم الاغتصاب الجماعي بحق سجين فلسطيني باستخدام أداة حادة، وهو ما أدى إلى إصابة السجين ونقله إلى المستشفى.
ويؤكد كوك أن ما يمارسه جنود الاحتلال في السجون لم يعد سرًا، بعد أن استشهد أكثر من 53 سجينًا فلسطينيًا في المعتقلات الإسرائيلية، إما نتيجة التعذيب أو بعد منعهم من الحصول على الرعاية الطبية، ولا زالت السلطات الإسرائيلية تتجاهل الدعوات المطالبة بإجراء تحقيق في أسباب استشهاد الأسرى.
ولا يستغرب كوك أن الجيش الأكثر أخلاقية في العالم كما يدّعي، يستخدم جرائم الاغتصاب بشكل روتيني كسلاح في الحرب، كيف لا، وقد سبق للجيش الإسرائيلي أن استخدم التجويع كسلاح في الحرب، وتعمد منع إدخال الطعام لـ 2.3 مليون فلسطيني في غزة، نصفهم من الأطفال.
ويستطرد كوك قائلًا: “دمر الجيش الإسرائيلي أكثر من 70 في المئة من العقارات في غزة بالإضافة إلى جميع المدارس، وقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، وتسبب بفقدان 21 ألف طفل”.
هل تخشى إسرائيل الانهيار أمام ضغوط المحاكم الدولية ؟
ويرى كوك أن إسرائيل تقترب اليوم أكثر من أي وقت مضى من حافة الانهيار، بسبب مذكرات الاعتقال والملاحقة القانونية الصادرة عن محكمة العدل الدولية، التي تعتبر الأكثر تأثيرًا في العالم.
ورغم أن إسرائيل لم تبالِ بالخطوط الحمراء للقانون الدولي الذي يمنع استهداف المدنيين بوحشية، لكن يبدو أن المسؤولين الإسرائيليين بدؤوا يفكرون جديًا في التبعات القانونية المترتبة على اعتقال السكان المدنيين واغتصابهم في الزنازين.
ويبدو الخوف الإسرائيلي من قرارات محكمة العدل الدولية جليًا وواضحًا في قرار المستشار القانوني للجيش الإسرائيلي الذي وافق على فتح تحقيق في قضية اغتصاب بعض السجناء الفلسطينيين على يد الجنود الإسرائيليين.
ويوضح كوك أن القرار الجديد يدل على حالة الذعر والخوف الإسرائيلي من الانتكاسات القانونية التي قد يواجهها المسؤولون الإسرائيليون على الساحة الدولية.
وسبق أن أصدرت محكمة العدل الدولية مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين بعد تورطهم في الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وخلصت المحكمة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي غير قانوني، بل ويُعتبر شكلًا من أشكال العدوان على الشعب الفلسطيني.
وسلّط كوك الضوء على قرارات المحكمة الدولية التي أكدت أن قطاع غزة لطالما عانى من قيود الاحتلال الإسرائيلي، رغم المزاعم التي قدمتها إسرائيل وبعض حلفائها الغربيين بأن قطاع غزة لم يكن خاضعًا للاحتلال.
شرعنة المقاومة الفلسطينية للاحتلال
ويشير كوك إلى أن قرار محكمة العدل الدولية الذي يصف السلطة الإسرائيلية كسلطة محتلة، من شأنه أن يُشرعن المقاومة الفلسطينية للاحتلال، وبعبارة أخرى فإن أهمية هذا الحكم تكمن في كونه يمنح الفلسطينيين الحق المُطلق في الدفاع عن أنفسهم ضد المحتل الإسرائيلي.
وفسر كوك قرار المحكمة الدولية بالقول: “إن ما يجري في فلسطين المحتلة ليس صراعًا مسلحًا بين إسرائيل والشعب الفلسطيني، وإنما احتلال لفلسطين واضطهاد وحشي لشعبها”.
كما أن تصنيف “إسرائيل” كاحتلال من قبل محكمة العدل الدولية، يسلب إسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها في وجه المقاومة الفلسطينية، إلا إذا أنهت احتلالها للأراضي الفلسطينية، وهو أمر يبدو أن إسرائيل لا تنوي تنفيذه.
ويؤكد كوك أن إسرائيل وبعض حلفائها الغربيين يضغطون على محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية لإجبار القضاة على إعادة النظر في قراراتهم، لكن القضاة يدركون أن تراجعهم عن القرارات الصادرة بشأن العدوان على قطاع غزة، من شأنه أن يؤدي إلى سقوطهم الأخلاقي إلى جانب إسرائيل وحلفائها.
كما أن تأخر القضاة في إصدار أحكامهم، سيؤدي للمساس بهيبة القانون الدولي، كما أنه قد يمنح ذريعة لبعض الدول بارتكاب جرائم الحرب بحجة تقاعس المحكمة الدولية عن المسارعة لمحاسبة إسرائيل على جرائم الحرب التي ارتكبتها في قطاع غزة.
هل ترى أن قرارات محكمة العدل الدولية كافية لوقف انتهاكات الاحتلال في قطاع غزة؟ شاركنا برأيك في التعليقات
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇