العرب في بريطانيا | من هو عمران أحمد الذي يراقب حسابات الإنترنت لمص...

1446 رجب 13 | 13 يناير 2025

من هو عمران أحمد الذي يراقب حسابات الإنترنت لمصلحة إسرائيل؟

من هو عمران أحمد الذي يراقب حسابات الإنترنت لمصلحة إسرائيل؟
رجاء شعباني January 13, 2025

كشفت رسائل بريد إلكتروني حصلت عليها منصة “ذا غرايزون” عن تورط عمران أحمد، الناشط البارز في مجال “مكافحة الكراهية” ومؤسس مركز مكافحة الكراهية الرقمية (CCDH)، في تعاون وثيق مع مسؤولين في السفارة الإسرائيلية بواشنطن. هذا التعاون شمل السعي للحصول على تبرعات لتمويل أنشطته التي تركز على فرض الرقابة على الحسابات المؤيدة لفلسطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ومنذ الظهور المفاجئ لمركز مكافحة الكراهية الرقمية في الولايات المتحدة عام 2020، برز بوصفه واحدة من أبرز الأدوات التي تستخدمها النخب السياسية عبر الأطلسي للسيطرة على الخطاب الرقمي. وأسس عمران أحمد علاقات قوية مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد انتقاله إلى واشنطن العاصمة، مستهدفًا خصومها السياسيين بالدعوة إلى حذفهم من منصات التواصل الاجتماعي. وفي المملكة المتحدة، أسهم إسهامًا بارزًا بوصفه مستشارًا للجناح النيوليبرالي داخل حزب العمال البريطاني، حيث أسهم في تقويض التيار اليساري بقيادة جيريمي كوربين وتعزيز قيادة كير ستارمر للحزب.

تورط في فضائح سياسية

تقارير: ناشطون في بريطانيا يقعون ضحايا برامج تجسس إسرائيلية!
تقارير: ناشطون في بريطانيا يقعون ضحايا برامج تجسس إسرائيلية!

واجه أحمد انتقادات واسعة النطاق بعد أن نشر الصحفيان بول دي ثاكر ومات تايبي وثائق داخلية للمركز تكشف عن اجتماعات خاصة عقدها مع نواب ديمقراطيين بارزين خلال عام 2024 لدفع خطة تستهدف تقويض منصة “تويتر” تحت قيادة إيلون ماسك. وردًّا على ذلك، اتهم ماسك وحلفاؤه أحمد بانتهاك قوانين التدخل الأجنبي في السياسة الأمريكية، وهي اتهامات نفاها أحمد ووصفها بأنها “نظريات مؤامرة”.

لكن رسائل بريد إلكتروني حصلت عليها “ذا غرايزون”، من مصدر داخل المركز طلب عدم الكشف عن هُويته خوفًا من الانتقام، كشفت عن علاقة سرية تجمع أحمد بحكومة أجنبية متهمة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وأظهرت الرسائل أن مسؤولين في السفارة الإسرائيلية بواشنطن ساعدوا أحمد في الوصول إلى ممولين محتملين، بل دعوه لمراجعة تقرير صادر عن المركز قبل نشره. التقرير دعا شركة “ميتا” إلى إزالة مجموعات مؤيدة لفلسطين على “فيسبوك” بدعوى أنها تروج لما وُصف بـ”الكراهية ضد اليهود”.

علاقة طويلة الأمد مع إسرائيل

منظمات حقوق الإنسان تندد بدور بريطانيا بتسليح الجيش الإسرائيلي
منظمات حقوق الإنسان تندد بدور بريطانيا بتسليح الجيش الإسرائيلي

وفقًا للرسائل، أرسل أحمد في الـ12 من يونيو 2024 رسالة إلى إفرات هوشتيتلر، المستشارة الإسرائيلية للدبلوماسية العامة في السفارة الأمريكية، شكرها فيها على “استمرار دعمكم لعمل المركز”. وفي الرسالة نفسها، قدم أحمد نفسه إلى ماركو سيرمونيتا، القنصل العام لإسرائيل في سان فرانسيسكو، لتأكيد أهمية “الجهود التعاونية” في مواجهة ما وصفه بـ”الكراهية والأكاذيب عبر الإنترنت”.

وتظهر مراسلات أخرى من الشهر نفسه أن أحمد اجتمع بمسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى لمناقشة تمويل أنشطته الرقابية. وفي أعقاب اجتماع عقد في الـ3 من يونيو، أرسلت سوسن حسون، الوزيرة الإسرائيلية للدبلوماسية العامة، رسالة إلى أحمد لتعريفه بدانيال ميرون، الممثل الدائم لإسرائيل في الأمم المتحدة بجنيف، وأوصت بالتواصل مع “جهات مانحة قد تكون مهتمة بعمله”.

ردود أحمد تؤكد الاتهامات

مجلس غلاسكو يراجع عقوده للتأكد من عدم ارتباطها بمستوطنات إسرائيلية غير شرعية
مجلس غلاسكو يراجع عقوده للتأكد من عدم ارتباطها بمستوطنات إسرائيلية غير شرعية

عندما واجهته “ذا غرايزون” بالرسائل، بدت على أحمد علامات التوتر. ورد قائلًا: “ليس لدي أي فكرة عن الرسائل التي تتحدثون عنها. ستحتاجون إلى إرسالها إلينا للنظر فيها”. وعندما سُئل عما إذا كان قد تعاون مع الحكومة الإسرائيلية، لم ينفِ العلاقة، وقال: “نحن نتعاون مع جميع الحكومات”.

لاحقًا أصدر رئيس الاتصالات في المركز، جوناثان فريد، بيانًا قال فيه: “يعمل مركز مكافحة الكراهية الرقمية على مكافحة انتشار الكراهية والمعلومات المضللة عبر الإنترنت من خلال أبحاث مبتكرة ودعوات سياسية. نحن نفخر بالتعاون مع شركاء يدعمون جهودنا، لا سيما في مجال مكافحة معاداة السامية”.

دور إسرائيلي في صياغة أجندة المركز

بريطانيا تعترف بعدم شرعية احتلال إسرائيل الأراضي الفلسطينية
بريطانيا تعترف بعدم شرعية احتلال إسرائيل الأراضي الفلسطينية

تشير الرسائل إلى أن المسؤولين الإسرائيليين لم يقتصر دورهم على تقديم الدعم المالي فحسب، بل كان لهم تأثير مباشر على أجندة مركز مكافحة الكراهية الرقمية. وشارك أحمد في مؤتمر نظمته وزارة الخارجية الأمريكية بشأن “معاداة السامية عبر الإنترنت” في أكتوبر 2020، إلى جانب شخصيات بارزة مثل بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي آنذاك مايك بومبيو.

تعكس هذه المعطيات دور عمران أحمد المثير للجدل، إذ تتداخل أنشطته في مجال مكافحة الكراهية مع أجندات سياسية تتجاوز الحدود الوطنية، ما يثير تساؤلات عن استقلالية مركزه وأهدافه الحقيقية.

 

المصدر:جراي زون 


إقرأ أيّضا 

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
6:39 pm, Jan 13, 2025
temperature icon 5°C
overcast clouds
Humidity 82 %
Pressure 1038 mb
Wind 6 mph
Wind Gust Wind Gust: 10 mph
Clouds Clouds: 100%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 8:00 am
Sunset Sunset: 4:17 pm