العرب في بريطانيا | إسرائيل تُغيِّر روايتها حول إعدام مسعفي غزة بعد...

1446 شوال 8 | 07 أبريل 2025

إسرائيل تُغيِّر روايتها حول إعدام مسعفي غزة بعد ظهور فيديو للهجوم

إسرائيل تُغيِّر روايتها حول إعدام مسعفي غزة بعد ظهور فيديو للهجوم
خلود العيط April 6, 2025

في حادثة هزّت الرأي العام وأعادت فتح ملف استهداف الفِرَق الطبية في قطاع غزة، تراجعت “إسرائيل” عن روايتها الرسمية بشأن مقتل 15 مسعفًا فلسطينيًّا في مدينة رفح، بعد ظهور فيديو يوثّق لحظة الهجوم ويُكذّب الادعاء بأن سيارات الإسعاف كانت تتحرك “بطريقة مريبة” و”من دون إشارات طوارئ”.

فيديو يكشف تضليل “إسرائيل” للمجتمع الدولي

الفيديو، الذي نشرته جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يوم السبت، واستُخرج من هاتف أحد الضحايا ويُدعى رفعت رضوان، يُظهر سيارات إسعاف وشاحنة إطفاء تتحرك ليلًا بأضواء أمامية وإشارات طوارئ وامضة. وبعد توقف إحداها لتفقّد مركبة على جانب الطريق، دوّى إطلاق نار كثيف فجأة وانقطع التصوير.

الجيش الإسرائيلي، الذي زعم سابقًا أن إطلاق النار جاء بسبب “تحرك مشبوه من دون أضواء”، اعترف لاحقًا عبر مسؤول عسكري (تحدّث بشرط عدم كشف هُويته) أن الرواية الأولية كانت “خاطئة”، مشيرًا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية؛ لمعرفة سبب الخطأ في التقرير الميداني.

الحادثة وقعت في الـ23 من مارس في منطقة تل السلطان بمدينة رفح، جنوب قطاع غزة، مع اليوم الأول من تجدّد العدوان الإسرائيلي على المنطقة الحدودية مع مصر، عقب نقض إسرائيل للهدنة مع حركة حماس.

وبحسَب الأمم المتحدة، فإن قوات الاحتلال أطلقت النار على المسعفين “واحدًا تلو الآخر”، ثم دفنتهم في مقبرة جماعية إلى جانب مركباتهم المدمرة، التي شملت سيارات إسعاف وشاحنة إطفاء ومركبة تابعة للأمم المتحدة.

ناجٍ يروي تفاصيل مرعبة

المجلس الإسلامي البريطاني يدين استهداف إسرائيل لعمال الإغاثة في غزة

منذر عبد، أحد المتطوعين في الهلال الأحمر منذ أكثر من عشر سنوات، كان في الجزء الخلفي من أول سيارة إسعاف وصلت إلى موقع قصف جوي في حي الحشاشين فجر ذلك اليوم.

قال: “عندما بدأ إطلاق النار، ألقيت بنفسي على أرضية السيارة. رأيت جنودًا إسرائيليين بأسلحة ليزرية ومناظير ليلية، جَرّوني من السيارة وطرحوني أرضًا حتى لا أرى ما حدث لزملائي”.

عبد أفاد بأنه شاهد زميله أسعد النصارى يُقتاد معصوب العينين على يد القوات الخاصة، ولا يزال النصارى مفقودًا حتى الآن. وقد أُفرج عن عبد بعد احتجازه لعدة ساعات.

شهادات تؤكد: لا مسلحين بين المسعفين

ردود فعل الإعلام البريطاني على الإعدام الميداني للمسعفين في غزة

الجيش الإسرائيلي زعم لاحقًا أن ستة من القتلى ينتمون إلى “جماعات مسلحة” من بينهم شخص يُدعى محمد أمين الشوبكي من حركة حماس، لكن لم يُعثر على جثة بهذا الاسم، ورفض المسؤول العسكري تقديم أي دليل، مشيرًا إلى “اعتبارات أمنية”.

في المقابل، نفى منذر عبد وجود أي عناصر مسلحة بين الفِرق الطبية، وأكد أن جميعهم كانوا في مهمة إنقاذ.

من جهته قال جوناثان ويتال، مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة: إن القتلى كانوا من فِرَق الإسعاف التي سبق أن عمل معها في مهمات إنسانية. وأضاف: “قابلتهم بنفسي. كانوا يرتدون زيّهم الرسمي وقفازاتهم… كانوا على استعداد لإنقاذ أرواح”.

الأمم المتحدة أكدت أنها أُبلغت بمكان الجثث في اليوم نفسه، لكن القوات الإسرائيلية منعتها من الوصول إلى الموقع لعدة أيام، ما دفع الجنود إلى تغطية الجثث بشِباك التمويه ثم دفنها لاحقًا.

كما أكدت المنظمة الدولية أن الجثث دُفنت بجانب المركبات المدمرة، وكلها كانت تحمل شعارات واضحة تدل على طبيعتها الإنسانية.

هذا وأثارت الحادثة موجة غضب في الأوساط الإنسانية والدولية، حيث طالبت الأمم المتحدة وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بفتح تحقيق دولي مستقل وشفاف؛ لكشف ملابسات ما وصفوه بـ”جريمة حرب واضحة”.

وفي ظل تسارع الوقائع وتناقض الروايات، تزداد المطالبات بمحاسبة المسؤولين عن استهداف الفِرَق الطبية التي يجب أن تكون في مأمن خلال النزاعات المسلحة، وفقًا للقانون الدولي الإنساني.

المصدر: الغارديان


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
6:47 pm, Apr 7, 2025
temperature icon 13°C
clear sky
Humidity 42 %
Pressure 1026 mb
Wind 11 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 7%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 6:21 am
Sunset Sunset: 7:42 pm