إسرائيل تستغل لقطات من مجازر غزة لتسويق أسلحتها في أوروبا وآسيا
استضافت إسرائيل مطلع الأسبوع فعالية Defense Tech Week على مدار يومَي الاثنين والثلاثاء، برعاية جزئية من وزارة الدفاع الإسرائيلية وبالشراكة مع جامعة تل أبيب، وبحضور تجاوز 2,000 مشارك، بينهم وفود وشركات وممثلون من خارج إسرائيل.
بحسب صحيفة وول ستريت جورنال، استُخدمت العدوان على غزة كجزء من الخطاب التسويقي خلال الفعالية، إذ عُرض فيديو واحد على الأقل يُظهر طائرتين مسيّرتين هجوميتين إسرائيليتين تتجهان نحو مبنى في غزة قبل تصاعد أعمدة دخان، في سياق تقديم الأنظمة القتالية بوصفها “مُختبرة ميدانيًا”.
حضور أوروبي وآسيوي واسع

رغم اتساع الانتقادات الدولية للعدوان، أفادت وول ستريت جورنال بأن وفودًا من دول آسيوية بينها أوزبكستان وسنغافورة والهند حضرت الفعالية، إلى جانب وفود من دول أوروبية سبق أن حاولت إظهار أنها تتخذ مسافة سياسية من إسرائيل. وترى الصحيفة أن هذا الحضور كشف أن “التنديد” الذي تُظهره بعض الحكومات لا يتجاوز حدود التصريحات، بينما تستمر اللقاءات التقنية والعسكرية على الأرض.
كما أن حكومة بريطانيا كانت قد منعت مسؤولين إسرائيليين من حضور أهم معرض سلاح في لندن، مبررة القرار باستمرار الهجوم على غزة. لكن في المقابل، سُمح لـعشرات شركات السلاح الإسرائيلية المرتبطة بالحكومة بالمشاركة في المعرض.
وخلال هذا الأسبوع، أفادت وول ستريت جورنال بأن مسؤولين من السفارة البريطانية في إسرائيل قاموا بجولة داخل الفعالية واطلعوا على أنظمة تسليح وتقنيات عسكرية تُسوَّق—جزئيًا—بالاستناد إلى دورها في عمليات إسرائيل في غزة ولبنان. وأكدت السفارة البريطانية في إسرائيل للصحيفة حضور مسؤوليها.
النرويج تسجل حضور رسمي للفعالية
كما ذكرت الصحيفة أن مسؤولين من النرويج حضروا الفعالية، رغم أن صندوق الثروة السيادي النرويجي—الأكبر عالميًا—أعلن في أغسطس/آب تخارجه من شركة Caterpillar Inc الأمريكية ومن خمسة بنوك إسرائيلية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في غزة.
وأوضح المجلس التنفيذي لصندوق تبلغ قيمته 1.9 تريليون دولار أن قرار التخارج شمل الجهات الست بناءً على توصية مجلس الأخلاقيات، الذي قال إنها “تساهم في انتهاكات خطيرة لحقوق الأفراد في العدوان”. ولفتت المعطيات إلى أن الصندوق مملوك للحكومة لكنه يُدار باستقلالية عن القرارات السياسية.
تراجع شعبية إسرائيل عالميًا… لكن الطلب على سلاحها يتصاعد

أظهرت مؤشرات الرأي العام تراجع صورة إسرائيل عالميًا منذ حرب غزة. فاستطلاع لمركز Pew في يونيو/حزيران أشار إلى أن غالبية الناس في دول متعددة “من إيطاليا إلى اليابان” باتت تحمل آراء سلبية تجاه إسرائيل.
وفي الولايات المتحدة، بدت التحولات أشد وضوحًا لدى الشباب. وأفاد استطلاع لـPew في أبريل/نيسان أن الجمهوريين الشباب (دون سن الخمسين) أصبحوا أكثر ميلاً لتبني نظرة غير مؤاتية تجاه إسرائيل، إذ عبّر 50% عن ذلك، بينما كان تأييد إسرائيل بين الناخبين الديمقراطيين أقل أصلًا حتى قبل 7 أكتوبر.
لكن على مستوى الحكومات، استمر الطلب بقوة على العتاد الإسرائيلي.
صفقات نوعية في أوروبا: ألمانيا وشرق القارة في واجهة المشترين
ضمن هذا المسار، سلّمت إسرائيل هذا الأسبوع رمزيًا منظومة Arrow 3 للدفاع الصاروخي بعيد المدى إلى سلاح الجو الألماني خلال مراسم في قاعدة جوية جنوب برلين. وتُعد صفقة برلين البالغة 4 مليارات يورو (4.6 مليارات دولار) أكبر صفقة تصدير دفاعي في تاريخ إسرائيل، وكانت قد وُقعت أصلًا في سبتمبر/أيلول 2023.
وأشارت المعطيات كذلك إلى أن اليونان تواصل شراء معدات عسكرية إسرائيلية بملايين الدولارات. ورغم تاريخها القريب من الفلسطينيين، توسعت شراكتها مع إسرائيل في السنوات الأخيرة بدافع قلق مشترك من تركيا.
وفي أحدث التطورات، أفادت وكالة رويترز أن البرلمان اليوناني أقرّ في وقت متأخر من مساء الخميس شراء 36 منظومة PULS للمدفعية الصاروخية من إسرائيل بقيمة 757.84 مليون دولار.
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن توظيف مجازر غزة كأداة تسويق صناعي وعسكري يمثل انزلاقًا أخلاقيًا خطيرًا، ويعكس كيف يمكن أن تتحول معاناة المدنيين إلى “حُجّة مبيعات” في سوق السلاح العالمي. وتؤكد المنصة، أن معيار تقييم سياسات الدول لا ينبغي أن يتوقف عند التصريحات الدبلوماسية، بل عند السلوك الفعلي، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بحضور فعاليات أو فحص تقنيات تُسوَّق على أساس استخدامها في نزاعات أوقعت أعدادًا هائلة من الضحايا. كما تدعو المنصة إلى شفافية أكبر ومساءلة سياسية وقانونية أوسع في ملفات صادرات السلاح، بما ينسجم مع حماية حقوق الإنسان والقانون الدولي، ومنع الإفلات من العقاب في الجرائم المرتبطة بالحروب والنزاعات.
المصدر: ميدل إيست آي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
