أين تصنف بريطانيا في قائمة الدول المصدرة للأسلحة إلى إسرائيل؟
استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي مختلف أنواع الأسلحة وأحدثها في عدوانه على قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، ما أسفر عن أكثر من 125 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، في ظل دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
ومنذ بدء العدوان أوقفت إسرائيل تصدير الأسلحة إلى الخارج، وعززت قوات الاحتلال ترسانتها بدعم من الدول الغربية، وخصوصًا الولايات المتحدة وألمانيا، اللتين تُسهمان بالغالبية العظمى من واردات الأسلحة لإسرائيل.
ورغم تأييد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في إبريل الماضي لقرار يقضي بحظر مبيعات الأسلحة لإسرائيل، ورغم الدعوات لوقف مبيعات الأسلحة، مضت الدول الغربية قدمًا في تصدير الإمدادات العسكرية إلى إسرائيل، متجاهلة إسهامها في جرائم الحرب في غزة!
ما الدعم العسكري الذي تقدمه بريطانيا والدول الغربية لإسرائيل؟
1- الولايات المتحدة
باعتبارها المورد الرئيس للأسلحة إلى إسرائيل، أسهمت الولايات المتحدة بنسبة 69 في المئة من واردات إسرائيل من الأسلحة التقليدية بين عامي 2019 و2023، وفقًا لتقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر الماضي، عززت الولايات المتحدة دعمها العسكري لإسرائيل كثيرًا، حيث وافقت على أكثر من 100 صفقة لبيع الأسلحة، معظمها أقل من القيمة التي تستلزم إحالتها رسميًّا إلى الكونغرس للموافقة عليها، ويُقال: إنها تشمل آلاف الذخائر الموجهة بدقة، والقنابل ذات القطر الصغير، والدروع الخارقة للتحصينات، والأسلحة الصغيرة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أيضًا أنه في نهاية يناير الماضي كانت واشنطن تخطط لبيع إسرائيل طائرات (F-35)، ومروحيات أباتشي الهجومية، ومروحيات من طراز (Sikorsky UH-60 Black Hawk) و(SH-60 Seahawk)، إضافةً إلى طائرات مُسيّرة، ومدافع من طراز هاوتزر (M109)، وراجمة الصواريخ المتعددة (M270)، ومقاتلات “فالكون” (F-16) وآلاف القذائف المدفعية.
وبحلول نهاية مارس الماضي وافقت إدارة بايدن أيضًا على بيع إسرائيل 25 طائرة من طراز (F-35)، ومحركات طائرات بقيمة 2.5 مليار دولار، فضلًا عن 1800 قنبلة ذات سقوط حر وغير موجه من طراز (MK-84)، و500 قنبلة ذات سقوط حر وغير موجه من طراز (MK-82).
كما وقّعت الولايات المتحدة وإسرائيل في الـ4 من يونيو الماضي على صفقة لبيع 25 طائرة من طراز (F-35).
2- ألمانيا
وتُعَدّ ألمانيا ثاني أكبر مصدّر للأسلحة إلى إسرائيل من حيث الأسلحة التقليدية الرئيسة، حيث أسهمت بأكثر من 25 في المئة من الواردات بين عامي 2019 و2023، بحسَب تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
وزودت برلين إسرائيل بالغواصات والسفن الحربية ومحركات المركبات والطائرات، وفي الغالب تغطي ثلث التكلفة بوصفها مساعدات عسكرية، وفقًا لبيانات من منظمة (Workers in Palestine).
وكانت ألمانيا قد وافقت بالفعل على تراخيص لتصدير الأسلحة بقيمة 326 مليون يورو (352 مليون دولار) إلى إسرائيل قبل الـ7 من أكتوبر الماضي، وشملت هذه التراخيص: التكنولوجيا العسكرية والمُعَدات الإلكترونية والسفن الحربية، والمُعَدات البحرية الخاصة والقنابل والطوربيدات، والصواريخ والقذائف وغيرها من الأجهزة المتفجرة.
وفي عام 2023 صدّرت ألمانيا أسلحة من ذوات الحجم الكبير إلى إسرائيل، ويشمل ذلك: طرّادات من طراز (Saar 6)، و10 طوربيدات (DM2A4 Seehecht) لغواصات (Dolphin)، والعديد من محركات الديزل لمختلف المركبات العسكرية، وفقًا لما أورده معهد (SIPRI).
وقد استخدمت إسرائيل أيضًا طرّادات من طراز “ساعر 6” (Sa’ar 6) الممولة جزئيًّا من الحكومة الألمانية، في العدوان المستمر على غزة. وقد شاركت هذه الطرّادات بكثرة في الضربات البحرية، والحصار الذي تفرضه البحرية الإسرائيلية على غزة.
كما صدّرت ألمانيا محركات الديزل لدبابات (ميركافا-4)، التي تستخدمها إسرائيل منذ أكتوبر الماضي في الغزو البري، وفي الهجمات البرية على المدنيين والبنية التحتية في غزة.
وفي يناير الماضي، ذكرت مجلة “دير شبيغل” (Der Spiegel) الألمانية الأسبوعية أن برلين وافقت على تزويد إسرائيل بـ10 آلاف قذيفة للدبابات من عيار 120 ملم من مخزوناتها العسكرية.
3- إيطاليا
وتُعَدّ إيطاليا أيضًا من أبرز مصدّري الأسلحة إلى إسرائيل، حيث أسهمت بنسبة 0.9 في المئة من الواردات الإسرائيلية من عام 2019 إلى عام 2023، وفقًا لتقرير معهد (SIPRI).
وفي الربع الأخير من عام 2023، صدّرت إيطاليا أسلحة وذخائرَ إلى إسرائيل بقيمة 2.1 مليون يورو، بحسَب وسائل إعلام إيطالية.
وفي شهر ديسمبر وحدَه -أي في خضم العدوان الذي يشنه الجيش الإسرائيلي والقوات الجوية على قطاع غزة- صدّرت أيطاليا أسلحة بقيمة 1.3 مليون يورو، مقابل صادرات بقيمة 233.025 يورو في أكتوبر و584.511 يورو في نوفمبر، وفقًا لما ورد في مجلة الأخبار الإيطالية (Altreconomia).
4- بريطانيا
وعلى خلاف الولايات المتحدة لا تمنح الحكومة البريطانية أسلحة لإسرائيل مباشرة، وإنما تمنح الشركات تراخيصَ لبيع مكونات تدخل في الغالب ضمن سلاسل التوريد الأمريكية لقطع مثل طائرات (F-35).
وفي إبريل الماضي أعلن وزير الخارجية ديفيد كاميرون أن بريطانيا لن توقف مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، بعد تحليل شامل لأحدث التوجيهات القانونية، في ظل الأزمة الإنسانية المستمرة في غزة.
ولا تزال شركات الأسلحة البريطانية مثل شركة (BAE Systems) تُصدّر الأسلحة إلى إسرائيل، وخصوصًا مكونات الطائرات من طراز (F-15) و(F-16) و(F-35)، حسَب ما أفادت منظمة (Action on Armed Violence) في لندن.
وتزود بريطانيا إسرائيل بنحو 15 في المئة من مكونات الطائرة المقاتلة (F-35) المستخدمة حاليًّا في غزة، وفقًا لمنظمة (Human Rights Watch).
وادعى وزير الدفاع جرانت شابس أن إجمالي صادرات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل بلغ 42 مليون باوند (53.5 مليون دولار) في عام 2022، ولكن وفقًا لتقرير حملة (Against Arms Trade)، سمحت المملكة المتحدة بتصدير أسلحة بقيمة 560 مليون باوند إلى إسرائيل منذ عام 2008.
وبحسَب التقرير فإن هذه الأرقام لا تعكس النطاق الكامل للصادرات العسكرية البريطانية إلى إسرائيل، حيث إن العديد من تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل “مفتوحة”، ولا حدَّ أقصى لعدد الصادرات المرخصة أو قيمتها؛ والعديد من التراخيص مخصصة للولايات المتحدة، لدمجها في أنظمة أسلحة أكبر لتصديرها إلى إسرائيل!
وأشار التقرير أيضًا إلى أن معظم صادرات بريطانيا إلى إسرائيل هي مكوناتُ الطائراتَين المقاتلتَين (F-35) و(F-16) اللتَين تُستخدمان لقتل الأبرياء في غزة.
وفي تقرير منفصل قالت (CAAT): إن مصانع الأسلحة في بريطانيا توفر 15 في المئة من المكونات المستخدمة في الطائرات المقاتلة (F-35)، التي تُستخدَم حاليًّا في العدوان على قطاع غزة. ووفقًا لتقديرات (CAAT)، بلغت قيمة المكونات التي قدمتها بريطانيا ما لا يقل عن 336 مليون باوند منذ عام 2016.
المصدر: وكالة الأناضول
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
6°C