أنس التكريتي: اليمين المتطرف هو أكبر تهديد للمجتمع البريطاني
استغلت جماعات يمينية متطرفة هجوم الطعن الذي أسفر عن مقتل ثلاث فتيات في مدينة ساوثبورت البريطانية؛ لنشر معلومات مضللة عن منفذ الهجوم، أدت إلى أعمال عنف طالت المساجد والفنادق التي تُؤوِي طالبي اللجوء.
اليمين المتطرف.. تهديد للمجتمع البريطاني بأسره!
وفي مقابلة مع وكالة الأناضول قال رئيس مؤسسة قرطبة لحوار الثقافات الدكتور أنس التكريتي: إن أعمال الشغب التي تشهدها المدن البريطانية هذه الأيام هي دليل قاطع على أن الحكومات البريطانية المتعاقبة على مدار 20 عامًا سمحت بنمو اليمين المتطرف في بريطانيا.
وأضاف: “لقد حذرنا منذ سنوات عديدة من أن اليمين المتطرف هو أكبر تهديد للمجتمع، ولكن من المؤسف للغاية أن الخبراء والمستشارين في الحكومة ما زالوا مصرّين على استهداف ‘الإسلاميين’ بدل التركيز على اليمين المتطرف”.
“لقد حان الوقت الآن -وبخاصة مع وجود خمسة نواب لحزب الإصلاح اليميني المتطرف في البرلمان- لتحديد التهديد الحقيقي للمجتمع والتماسك والاندماج، ومحاولة القضاء عليه، أو إبقائه تحت السيطرة على الأقل”.
ونبّه التكريتي إلى أن المسلمين كانوا دائمًا الأهداف الأساسية لليمين المتطرف، ولكنه في الواقع يشكل تهديدًا للمجتمع البريطاني بأسره.
الشباب ينضمون إلى الجماعات اليمينية المتطرفة!
وفي إطار حديثه عن التهديد اليميني المتطرف المتزايد قال التكريتي: إن مراكز الأبحاث في المملكة المتحدة وفي جميع أنحاء أوروبا أشارت إلى أن الجنود الذين عادوا من الحروب ضد أفغانستان والعراق كانوا ينضمون فورًا إلى الجماعات اليمينية المتطرفة.
وأضاف: “ربما فعلوا ذلك بسبب اضطرابات ما بعد الصدمة، أو بسبب ما رأوه واعتقدوه في الحروب غير القانونية وغير الأخلاقية وغير الضرورية التي أُرسِلوا إليها. وقد حذّرنا مرارًا وتكرارًا من أن ذلك يشكل خطرًا وشيكًا على المجتمع بأسره”.
وأردف قائلًا: “على مر السنين، شهدنا ظهور جماعات يمينية متطرفة مختلفة… قبل 20 عامًا، كان هناك الحزب الوطني البريطاني، ومؤخرًا حركة ‘بريطانيا أولًا’ ورابطة الدفاع الإنجليزية، إضافة إلى شخصيات يمينية متطرفة، مثل: تومي روبنسون ونيك غريفين”.
“ولكن المثير للقلق أن هناك مجموعات جديدة من الشباب تنضم أيضًا إلى هذا النوع من الجماعات؛ بسبب الصعوبات الاقتصادية، أو أزمة تكلفة المعيشة، أو سياسات الأحزاب الفاشلة، سواء حزب العمال أو حزب المحافظين”.
معلومات مضللة لليمين المتطرف
وفيما يتعلق بالمعلومات المضللة التي انتشرت بشأن هُوية منفذ هجوم الطعن في مدينة ساوثبورت، قال التكريتي: “لقد حاول اليمين المتطرف الترويج عبر الإنترنت لرواية مفادها أن منفذ الهجوم مسلم، ووصل بطريقة غير شرعية إلى بريطانيا على متن قارب صغير”.
وأضاف: “أكدت الشرطة أن المشتبه به البالغ من العمر 17 عامًا، والذي يُدعى أكسل روداكوبانا، ليس مهاجرًا ووُلِد في ويلز من أبوين مسيحيين. ورغم ذلك، يواصل اليمين المتطرف أعمال الشغب، واستهداف المساجد والنساء المحجبات والشرطة التي تحاول حماية المجتمع البريطاني”.
أعمال شغب واعتقالات
واندلعت أعمال شغب شارك فيها مئات المحتجين من اليمين المتطرف في عدة بلدات ومدن بريطانية خلال الأيام القليلة الماضية؛ بعد انتشار سريع لمعلومات زائفة عبر الإنترنت، تزعم أن منفذ هجوم الطعن في ساوثبورت هو طالب لجوء مسلم.
وأطلق المتظاهرون صيحات عنصرية ومعادية للإسلام والمسلمين والأقليات والمهاجرين، واعتدوا على المساجد واقتحموا المتاجر المحلية وخربوها ونهبوها، وأضرموا النيران في الفنادق التي تُؤوِي طالبي اللجوء.
هذا وأصيب العشرات من أفراد الشرطة خلال محاولتهم التصدي لأعمال العنف المستمرة، واعتقلت الشرطة أكثر من 370 شخصًا، ومن المتوقع أن يرتفع العدد، مع استمرار الشرطة في تحديد هُوية المتورطين ومواصلة القبض على المسؤولين.
ما أسباب نمو اليمين المتطرف في بريطانيا؟ شاركونا آراءكم في التعليقات 👇🏻
المصدر: وكالة الأناضول
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇