أمطار متجمدة تضرب مناطق بريطانية وتحذيرات رسمية من مخاطر الطقس القاسي
تشير خرائط الطقس الحديثة إلى اقتراب موجة نادرة من أمطار متجمدة خلال الأيام المقبلة، في تطور جوي غير معتاد قد يتسبب في مخاطر واسعة النطاق على الطرق والبنية التحتية. ووسط تحذيرات رسمية، تستعد بعض المناطق لاحتمال تشكّل طبقات جليدية خطرة نتيجة هذا النمط الجوي القاسي.
ظاهرة نادرة تلوّن خرائط الطقس بالبرتقالي

تُظهر خرائط الطقس، وفق بيانات موقع وي إكس تشارتس (WXCharts) المعتمدة على نماذج ميت دِسك (MetDesk)، تحوّل مساحات من بريطانيا إلى اللون البرتقالي، في إشارة إلى احتمالات تعرّضها لأمطار متجمدة صباح الـ30 من كانون الأول/ديسمبر.
ومن المتوقع أن تتركز هذه الظاهرة على طول الحدود بين إنجلترا وويلز، ولا سيما في مقاطعتي هيرفوردشير وشروبشير.
ما هي الأمطار المتجمدة؟
الأمطار المتجمدة هي نوع من الهطول السائل الذي يتجمد فور ملامسته للسُّطوح الباردة. وعلى عكس الثلوج، تسقط القطرات في حالتها السائلة، لكنها تتحول إلى جليد بمجرد اصطدامها بالطرق أو الأشجار أو خطوط الكهرباء، ما يجعلها شديدة الخطورة.
وقد تؤدي هذه الظاهرة إلى سقوط الأشجار، وانقطاع التيار الكهربائي، وتحول الطرق والمدارج إلى سُطوح زلقة مغطاة بالجليد.
تفسير علمي للظاهرة

أوضح مكتب الأرصاد الجوية البريطاني (Met Office) أن الأمطار المتجمدة أكثر شيوعًا في مناطق أخرى من العالم، مثل الولايات المتحدة، حيث تُعرف هذه العواصف باسم «عواصف الجليد».
وتبدأ عملية تشكّل الأمطار المتجمدة على ارتفاعات عالية، حيث تهطل في صورة ثلج أو برد. ومع مرورها عبر طبقة دافئة من الهواء، تذوب وتتحول إلى قطرات سائلة، قبل أن تمر بطبقة رقيقة من الهواء دون الصفر قرب سطح الأرض. وعند ملامسة هذه القطرات للسُّطوح الباردة، تتجمد فورًا، مكوّنة غلافًا من الجليد الشفاف.
وأضاف المكتب أن الشروط اللازمة لحدوث هذه الظاهرة دقيقة ومعقدة، ولذلك لا تُسجل كثيرًا في بريطانيا، لكنها حين تحدث تترك تأثيرات لافتة وخطرة في آن واحد.
توقعات نهاية العام وبداية الشتاء القارس
في توقعاته الممتدة للفترة من الـ23 من كانون الأول/ديسمبر حتى الأول من كانون الثاني/يناير، أشار مكتب الأرصاد إلى انتقال تدريجي نحو طقس أكثر استقرارًا، مع تمركز مرتفع جوي شمال بريطانيا وتراجع الضغط المنخفض جنوبًا.
ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى رياح شرقية أقوى خلال فترة عيد الميلاد، ما يجعل الطقس أكثر برودة من المعتاد، رغم فترات الجفاف النسبي. ومع ذلك، قد تستمر بعض الزخات المطرية، ولا سيما في المناطق الشرقية والجنوبية، وقد تكون ذات طابع شتوي في بعض المواقع المرتفعة.
كما يُرجح أن تنخفض درجات الحرارة دون المعدلات الطبيعية، مع احتمالات تشكّل الصقيع، لا سيما في شمال البلاد حيث تكون الرياح أخف.
ومع اقتراب رأس السنة، قد يتحرك المرتفع الجوي باتجاه غرب بريطانيا، ما يفتح المجال مجددًا لعودة طقس أكثر رطوبة إلى بعض المناطق.
ما الذي تعنيه هذه التحذيرات؟

تنبه منصة العرب في بريطانيا (AUK) إلى أن التحذيرات المرتبطة بالأمطار المتجمدة تعكس خطورة نمط جوي نادر لا يتعلق بانخفاض درجات الحرارة فقط، بل بسرعة تشكّل الجليد على السُّطوح الحيوية. ومع أن هذه الظاهرة لا تحدث كثيرًا في بريطانيا، فإن تأثيراتها تكون أشد من الأمطار أو الثلوج التقليدية، ما يستدعي استعدادًا مبكرًا من السائقين والسلطات المحلية؛ لتقليل مخاطر الحوادث وانقطاع الخدمات.
المصدر: ميرور
اقرأ أيضاً
الرابط المختصر هنا ⬇
