أكثر من 900 مهاجر يعبرون القنال الإنجليزي في قوارب صغيرة بيوم واحد

شهدت بريطانيا ارتفاعًا جديدًا في عدد المهاجرين الذين عبروا القنال الإنجليزي في قوارب صغيرة، ما أعاد ملف الهجرة غير النظامية إلى صدارة النقاشات السياسية، ولا سيما في ظل تعهدات حكومية بإصلاح منظومة اللجوء وتقليص الإنفاق العام المرتبط بها.
وبحسَب بيانات رسمية صادرة عن وزارة الداخلية، فقد عبر 919 شخصًا القنال يوم الجمعة الـ13 من يونيو، على متن 14 قاربًا، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للمهاجرين منذ بداية العام إلى 16.183 شخصًا. ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 42 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وقفزة بنحو 79 في المئة مقارنة بعام 2023.
ومع أن هذا الرقم مرتفع، فإنه لا يُعد الأعلى خلال العام الجاري، إذ سُجل في الـ31 من مايو عبور 1.195 شخصًا في يوم واحد، ما يجعله الرقم القياسي اليومي حتى الآن.
وتُظهر الصور القادمة من ميناء دوفر مهاجرين يُعتقد أنهم نُقلوا إلى الشاطئ بواسطة قوارب إنقاذ تابعة لخفر السواحل البريطاني (RNLI)، كما شوهدت شرطة الحدود البريطانية وهي تُنزِل آخرين إلى البرّ.
الحكومة تتعهد بإنهاء “فنادق طالبي اللجوء”

وفي تطور سياسي لافت، أعلنت وزيرة الخزانة راشيل ريفز هذا الأسبوع أن الحكومة ستنهي مسألة اتخاذ الفنادق مساكن مؤقتة لطالبي اللجوء “بحلول نهاية هذا البرلمان”، في خطوة تسعى إلى تقليص الإنفاق وتحسين كفاءة نظام اللجوء.
وقالت ريفز في كلمتها أمام مجلس العموم يوم الأربعاء: “أستطيع أن أؤكد اليوم أنه بفضل جهود وزير الداخلية، سنتمكن من إنهاء الاستخدام المكلف للفنادق من أجل إيواء طالبي اللجوء خلال هذه الدورة البرلمانية”.
وأضافت أن التمويل الجديد المخصص، الذي يشمل مساهمات من “صندوق التحول”، سيُستخدم لتقليص تراكم طلبات اللجوء، وتسريع النظر في قضايا الاستئناف، وترحيل من لا يملكون الحق في البقاء، وهو ما سيوفر على دافعي الضرائب نحو مليار باوند سنويًّا.
الداخلية: “لن نتسامح مع المهربين”
وفي تعليق رسمي، قال متحدث باسم وزارة الداخلية: “نريد جميعًا إنهاء عبور القوارب الصغيرة الخطير، الذي يهدد الأرواح ويقوض أمن الحدود”.
ونبّه إلى أن عصابات تهريب البشر “لا تأبه بحياة من تستغلهم ما دامت تجني المال”، مؤكدًا أن الحكومة ملتزمة بتفكيك هذه الشبكات الإجرامية من خلال خطة متكاملة تشمل:
- رفع الإنفاق على أمن الحدود إلى 280 مليون باوند إضافي سنويًّا بحلول عام 2029.
- تعزيز التعاون الاستخباري الدولي.
- تكثيف عمليات الإنفاذ في شمال فرنسا.
- سنّ قوانين أشد من سابقتها ضمن مشروع قانون أمن الحدود واللجوء والهجرة.
رأي منصة “العرب في بريطانيا AUK”
ترى منصة “العرب في بريطانيا (AUK) أن تفاقم أزمة عبور القنال لا يمكن فصله عن السياسات البريطانية المتقلبة في ملف اللجوء، فضلًا عن غياب حلول جذرية تنطلق من منطق إنساني وقانوني.
ورغم أهمية ضبط الحدود ومكافحة شبكات التهريب، فإن المنصة تؤكد أن اعتماد الحكومة على إجراءات ردعية دون توفير بدائل قانونية آمنة لطالبي اللجوء -مثل تسريع إجراءات لمّ الشمل والمسارات الإنسانية- قد يزيد من تعقيد الأزمة بدلًا من حلها.
كما تدعو المنصة إلى مراعاة حقوق الإنسان عند تطبيق سياسات الهجرة، وعدم اتخاذ ملف اللجوء ورقة ضغط في الصراعات السياسية الداخلية.
المصدر: LBC
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇