أكثر من نصف السود في بريطانيا لا يفتخرون بالانتماء إليها

خلص أحدث استطلاعات الرأي إلى أن أكثر من نصف السود في بريطانيا لا يفتخرون بالانتماء إليها،وقد شارك في الاستطلاع 11 ألف بريطاني من أصحاب البشرة السوداء.
وشمل استطلاع الرأي قضايا مثل الهوية والتعليم ونظام العدالة الجنائية، في ظل العنصرية الممنهجة التي أثرت على شعور الأقليات بالانتماء.
معظم السود في بريطانيا لم يتقبلوا الهوية الإنجليزية

وقال ناشطون حقوقيون إن نتائج الدراسة هي بمثابة دعوة للاستيقاظ والوقوف في وجه العنصرية، وهي دليل على التفاوت العرقي الذي يواجهه البريطانيون من أصحاب البشرة السوداء.
هذا وأشار 81 في المئة من أصحاب البشرة السودة من المشاركين في الدراسة إلى أنهم بريطانيون، لكن نسبة أولئك الذين عبروا عن فخرهم بالانتماء لبريطانيا لم تتعد ال 49 في المئة.
وقد كشف البرلمان البريطاني عن نتائج الدراسة المكونة من 104 صفحة يوم الخميس الماضي.
وعلى الرغم من أن المزيد من السود يشعرون بالانتماء لبريطانيا مقارنةً بالأجيال السابقة، إلى أن أصحاب البشرة السوداء يجدون صعوبة في تقبل الهوية الإنجليزية، ويشعرون أن اللغة الإنجليزية مرتبطة بهوية أصحاب البشرة البيضاء خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقد أجريت الدراسة عن طريق مشروع أبحاث Black British Voices الذي انطلق في عام 2020 بالتعاون مع جامعة كامبريدج وصحيفة The Voice و شركة I-Cubed، بعد احتجاجات Black Lives Matter، حيث أجرى الباحثون 40 مقابلة شخصية إلى جانب استطلاع الرأي المذكور.
التمييز العنصري أكبر العوائق أمام التحصيل العلمي في بريطانيا

وفي حين تظهر نتائج معظم الإحصائيات في بريطانيا انخفاضًا ملحوظًا في التوجه الديني للشعب (انخفاض عدد الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم مسيحيين، إلا أن الكنيسة والدين المسيحي يلعبان دورًا مهمًا في حياة البريطانيين السود حيث قال 84 في المئة من السود المشاركين في الدراسة أنهم متدينون وروحانيون.
كما أظهرت الدراسة أن معظم البريطانيين السود لا يثقون بالمؤسسات التعليمية ويعتقدون أنها لا تلبي احتياجات أطفالهم، إذ يعتقد 80 في المئة من المشاركين في الدراسة أن التمييز العنصري هو أكبر عائق أمام التحصيل العلمي للشباب السود.
وبحسب نتائج الدراسة أيضًا فإن 95 في المئة من السود يعتقدون أن المنهج في بريطانيا لم يتناول تاريخ السود، في حين يعتقد 2 في المئة فقط من المشاركين في الدراسة أن المؤسسات التعليمية في بريطانيا تأخذ مسألة التمييز العنصري على محمل الجد.
وقال 88 في المئة من المشاركين في الدراسة إنهم واجهوا التمييز العنصري في العمل، وقال 98 بالمئة من السود أنهم يواجهون التمييز العنصري دائمًا في حين قال 46 في المئة إنهم عانوا من التمييز العنصري في معظم الأحيان. وأكد العديد منهم أنهم اضطروا لإخفاء ثقافتهم للانخراط والتأقلم مع جو العمل.
الفوارق العنصرية وتأثيرها على مجتمع السود

فيما أشار 87 في المئة من المشاركين في الدراسة إلى أنهم لا يثقون بنظام العدالة الجنائية في بريطانيا، خاصة أن الأساليب التي تتبعها الشرطة في توقيف وتفتيش المشتبه بهم من السود أدت لإثارة التوتر بين الشرطة ومجتمع السود.
هذا ويتوقع 90 في المئة من السود في بريطانيا أن يتعرضوا للتميز العنصري بعد وصولهم لسن البلوغ.
وأكد 93 في المئة منهم أن الحكومة لم تقدم لهم دعمًا كافيًا لمواجهة التحديات والصعوبات المعيشية.
وقال 87 في المئة من السود المشاركين في الدراسة أن أصحاب الشركات في بريطانيا لم يبذلوا الجهد الكافي لتوظيف المزيد من الشباب السود.
وبشكل عام أظهرت الدراسة أن النتائج السلبية كانت أكثر ب 20 مرة من النتائج الإيجابية.
وفي هذا الصدد قال ليستر هولواي من صحيفة The Voice:” هناك العديد من السود في المجتمع البريطاني، ويجب أن نشعرهم بأنهم جزء من هذا البلد، ومع ذلك فإن العديد منهم لا يشعرون بالانتماء لهذا البلد بسبب العنصرية التي واجهوها”.
وأضاف:” لا يمكننا بعد اليوم تجاهل الفوارق الطبقية وتأثيرها على المجتمعات، يجب طرح هذا الموضوع للنقاش العام، ووضعه أولوية للحكومة، لكي نعالج أسباب شعور معظم السود بعدم الانتماء للدول التي يعيشون فيها”.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇