أكبر مقبرة إسلامية في بريطانيا.. مشروع الأخوين عيسى أمام تحديات كبرى
قدّم الأخوان زبير ومحسن عيسى، وهما من أبرز رجال الأعمال المسلمين في بريطانيا، مشروعًا لإنشاء مقبرة إسلامية جديدة تحمل اسم “حديقة الذكرى”، على مساحة 45 فدانًا في بلدة أوزوالدتويسل، الواقعة غرب بلاكبيرن في مقاطعة لانكشاير.
ويشمل المشروع إنشاء مساحة تتسع لـ12,250 قبرًا، إلى جانب قاعة جنازات، وقاعات للصلاة، وغرف عزاء، ومواقف تتسع لـ356 سيارة. وستتجاوز مساحة هذه المقبرة مساحة “حدائق السلام” في شرق لندن، التي تُعتبر حاليًّا أكبر مقبرة إسلامية في بريطانيا وتضم 10 آلاف قبر على مساحة 21.5 فدانًا.
مشروع مقبرة إسلامية أمام تحديات كبيرة
واجه المشروع موجة اعتراضات من السكان المحليين، الذين أبدوا قلقهم من تأثيره على البيئة والازدحام المروري في البلدة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 10,815 نسمة. كما أشار المعترضون إلى أن الموقع المزمع بناؤه عليه يقع ضمن الأراضي الخضراء المحمية، ما يثير قلقًا بشأن تأثيره على الحياة البرية.
وكان الأخوان عيسى قد قدّما في وقت سابق خطة لإنشاء مقبرة أضخم على مساحة 85 فدانًا، تتسع لـ35 ألف قبر، إلى جانب قاعات للصلاة ومواقف تتسع لـ752 سيارة. لكن هذه الخطة سُحبت في وقت سابق من العام الجاري بسبب الاعتراضات المحلية، ليُعاد تقديم المشروع بحجم أصغر ومع تعديلات تهدف إلى تقليل المخاطر والآثار البيئية.
ويعتقد السكان المحليون أن المشروع قد يتسبب في ازدحام مروري كبير، خاصة على طريق بلاكبيرن الذي يوصف بأنه “أخطر طريق في أوزوالدتويسل”. وحذروا من أن الجنازات اليومية، التي قد يستقطب بعضها أكثر من 400 شخص، ستزيد من مخاطر الحوادث وانبعاثات الكربون.
كما أثار المعترضون مخاوف بشأن تلوث المياه الجوفية بسبب طبيعة التربة ومستوى المياه المرتفع في المنطقة، ما قد يؤثر على الحدائق والمزارع المجاورة. ولفتوا الانتباه إلى الفيضانات الموسمية التي تجعل الأراضي المنخفضة مغمورة بالمياه لعدة أشهر من كل عام.
حراك مجتمعي ضد المشروع
أطلقت مجموعة معارضة للمشروع تحت اسم “قولوا لا للمقبرة” حملة واسعة ضد الخطط المقترحة. وتمكنت المجموعة، التي تضم آلاف الأعضاء، من جمع تبرعات لتوظيف خبراء لدراسة تأثير المشروع. كما وزعت منشورات وعلقت لافتات توعية في البلدة، مؤكدة رفضها للمشروع.
وأكد ستيفن سميثسون، وهو عضو في المجلس المحلي عن حزب المحافظين ويدعم المجموعة المعارضة، أن المجتمع يقف صفًا واحدًا ضد المشروع. وقال في تصريحات صحفية: “نحن فخورون بأراضينا الخضراء المحمية، ولن نسمح بتدمير توازن البيئة في أوزوالدتويسل. هذا المشروع لا يعرض البيئة للخطر فحسب، بل يهدد السلامة العامة بسبب حركة المرور المتزايدة”.
رد مؤسسة عيسى
في المقابل، دافعت مؤسسة عيسى الخيرية عن المشروع، مؤكدةً أن المقبرة تُعَدّ منشأة مجتمعية حيوية تلبي احتياجات ضرورية للمجتمع المسلم. وقال متحدث باسم المؤسسة: “نحترم ملاحظات المجتمع المحلي، وقد أجرينا تعديلات جوهرية استنادًا إلى المشاورات العامة التي أجريناها في وقت سابق من هذا العام”.
وأضاف المتحدث أن الخطة الجديدة صُممت لتقليل الآثار البيئية والاجتماعية للمشروع، مع الحفاظ على الشفافية خلال مراحل الإعداد. وأكد أن الطلب المقدم حاليًّا يأخذ في الاعتبار جميع الدراسات والتقارير اللازمة لضمان تحقيق التوازن بين الاحتياجات المجتمعية وحماية البيئة المحلية.
ومن المقرر عرض الخطة رسميًّا على لجنة التخطيط في مجلس بلدية هايندبورن مطلع العام المقبل. وفي الوقت الذي يأمل فيه المعارضون أن يتراجع الأخوان عيسى عن المشروع تحت ضغط المجتمع المحلي، أكدت مؤسسة عيسى عزمها على المضي قدمًا بالتنسيق مع جميع الأطراف المعنية.
المصدر: ديلي ميل
اقرأ أيضًا:
- جدل يدور حول إنشاء مقبرة إسلامية خاصة في مانشستر
- بريطانيا تدين تدنيس القبور وتحطيم الصلبان في مقبرة مسيحية بالقدس
- الشقيقان عيسى مالكا آزدا يخططان لافتتاح أكبر مقبرة إسلامية في أوروبا
الرابط المختصر هنا ⬇