أفضل المناطق لشراء منزل تحت 150 ألف باوند في بريطانيا في 2025

في وقت تشهد فيه أسعار العقارات في بريطانيا ارتفاعًا غير مسبوق، يكشف تقرير جديد صادر عن منصة Zoopla أن الفرص ما تزال قائمة أمام الباحثين عن منازل بأسعار في متناول اليد. وبينما تبدو لندن بعيدة المنال بالنسبة لغالبية المشترين الجدد، فإن مناطق في الشمال الشرقي وويلز واسكتلندا ما تزال تقدّم خيارات واسعة ومتنوعة أقل من 150 ألف باوند.
لندن والجنوب: فرص محدودة وصعوبات متزايدة
وفقًا للأرقام، لا تتجاوز نسبة العقارات المعروضة للبيع في لندن تحت 150 ألف باوند حاجز 2%. ورغم ذلك، تظهر منطقة كرويدون كاستثناء نسبي، حيث يشكل هذا السعر 7% من إجمالي المعروض. غالبية هذه العقارات عبارة عن شقق صغيرة بغرفة واحدة، نصفها تقريبًا بنظام الملكية المشتركة، فيما يمكن العثور على استوديوهات أو شقق قديمة بحاجة إلى تجديد شامل.
في جنوب شرق إنجلترا، النسبة لا تتجاوز أيضًا 7%، وغالبية الخيارات المتاحة عبارة عن شقق (أكثر من 70%). هذا الوضع يعكس بوضوح التحدي الذي يواجهه المشترون ذوو الميزانيات المحدودة في العاصمة والمناطق المجاورة.
الشمال واسكتلندا وويلز: خيارات أوسع ومنازل عائلية
المشهد يختلف جذريًا شمالًا. ففي سندرلاند شمال شرق إنجلترا، يشكل المعروض تحت 150 ألف باوند نحو 49% من السوق، أي ما يقارب نصف المنازل. وعلى مستوى الإقليم ككل، تصل النسبة إلى 41%. في اسكتلندا تبلغ النسبة 30%، فيما تسجل ويلز نسبًا مرتفعة أيضًا مع توافر منازل عائلية بأسعار مناسبة.
في سوانزي على الساحل الجنوبي لويلز، أكثر من ثلث المنازل المتاحة في هذه الفئة السعرية عبارة عن بيوت بثلاث غرف نوم، ما يجعلها خيارًا مثاليًا للعائلات الباحثة عن أول خطوة على سلم الملكية العقارية.
كما تقدم أبردين في اسكتلندا خيارات واسعة، حيث يقارب نصف المعروض حدود 150 ألف باوند، مع سمعة جيدة من حيث الأمان وجودة المدارس. أما بلاكبول في الشمال الغربي ودارلينغتون في يوركشاير، فتسجلان نسبًا تبلغ 39% و38% على التوالي.
تفاوت إقليمي صارخ في سوق العقارات
البيانات تكشف أن نوعية العقارات تختلف باختلاف المناطق: ففي لندن والجنوب الشرقي يغلب على السوق الشقق الصغيرة، بينما يتيح الشمال وويلز واسكتلندا منازل أوسع من غرفتين أو ثلاث غرف. ويقول دانييل كوبلي، الخبير في Zoopla، إن “القدرة على تحمل التكاليف لا تتعلق بالسعر المنخفض فقط، بل أيضًا بالتنوع المتاح”، مشيرًا إلى أن العائلات تجد فرصًا حقيقية في الشمال بمنازل أكبر وأكثر ملاءمة.
لكن في لندن والجنوب، يظل الأمر تحديًا حقيقيًا، إذ إن خيارات الدخول إلى السوق محدودة للغاية، حتى في مناطق مثل كرويدون، ما يعكس التفاوتات الاقتصادية بين الأقاليم ويدفع المشترين للتوجه شمالًا بحثًا عن أسعار مناسبة ومساحات أوسع.
يؤكد تقرير Zoopla أن أزمة الإسكان في بريطانيا لم تعد مجرد مسألة أسعار مرتفعة في العاصمة، بل أصبحت مرآة للتفاوتات الإقليمية الحادة. ففي حين ما يزال بإمكان الأسر الشابة العثور على منزل بثلاث غرف نوم تحت 150 ألف باوند في سندرلاند أو سوانزي، فإن سكان لندن يواجهون واقعًا مغايرًا لا يتيح سوى شقق ضيقة أو استوديوهات.
منصة “العرب في بريطانيا” ترى أن هذه الأرقام تضع الحكومة أمام تحدي معالجة الفجوة المتزايدة في سوق العقارات، فامتلاك منزل لم يعد مجرد حلم فردي، بل قضية اجتماعية تعكس عدالة الفرص وتوازن التنمية بين الشمال والجنوب.
المصدر: ستاندرد
إقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇