تقرير: أعمال شغب الصيف الماضي مزقت النسيج الاجتماعي البريطاني
كشف تقرير جديد أن معظم المدن التي شهدت أعمال شغب الصيف الماضي تعاني من تفكك واضح في النسيج الاجتماعي، متأثرة بتدهور اقتصادي عميق وحرمان اجتماعي متجذر.
التقرير، الذي أصدرته مؤسسة باور تو تشينج الخيرية، استند إلى مؤشر النسيج الاجتماعي الذي طوّره مركز الأبحاث أونورد لقياس طبيعة التحولات المجتمعية في مختلف أنحاء المملكة المتحدة.
مؤشر النسيج الاجتماعي يكشف عن هشاشة واضحة
وفقًا للتقرير، فإن 23 من بين 27 منطقة شهدت اضطرابات عنيفة الصيف الماضي سجلت درجات منخفضة جدًّا على مؤشر النسيج الاجتماعي، ما يُبرِز انعدام التماسك المجتمعي. وتشمل هذه المناطق مدينة هال، التي شهدت تحطيم نوافذ فندق كان يستخدم لإيواء المهاجرين وإصابة ثلاثة من ضباط الشرطة، ومدينة ميدلزبره، حيث اندلعت أعمال شغب بمشاركة ألف شخص، تعرضت خلالها الشرطة للهجوم، فضلًا عن تعرض الممتلكات العامة والخاصة للتخريب.
ويسعى مؤشر النسيج الاجتماعي، الذي يُنشر سنويًّا منذ عام 2020، إلى تقييم المناطق وفق خمسة معايير بارزة:
- القيمة الاقتصادية، مثل معدلات التوظيف.
- العلاقات الاجتماعية، كالتطوع.
- القيم الإيجابية، مثل مستويات التعليم.
- البنية التحتية المدنية، مثل الثقة بالحكومة.
- البنية المادية، كالبيانات المتعلقة بالأصول المحلية والمساحات الخضراء.
وأشار التقرير إلى أن ثلاث مناطق فقط، وهي ساوثبورت ولندن (وستمنستر) وبريستول، سجلت درجات متوسطة أو أعلى بقليل على المؤشر.
خسائر متزايدة في البنية التحتية المجتمعية
وأكد التقرير أن نقص الأماكن العامة للتجمع والتفاعل الاجتماعي أسهم في تفاقم التوترات المجتمعية. وأشار إلى إغلاق 6,000 أصل مملوك للمجالس البلدية منذ عام 2010، وتقلص المساحات الخضراء بنسبة الثلث مقارنةً بما كانت عليه في أوائل القرن العشرين. كما شهد النصف الأول من عام 2024 إغلاق 50 حانة شهريًّا، ما زاد من تآكل البنية التحتية المجتمعية.
واعتمد التقرير على هذه البيانات لتقديم عشر توصيات تستهدف حل الأزمات المجتمعية، من بينها:
- الاستثمار في مشاريع تعزز التماسك الاجتماعي من خلال توفير مساحات مجتمعية مفتوحة وآمنة.
- تمكين المجتمعات من السيطرة على شؤونها المحلية.
- دعم مبادرات النمو المجتمعي القائمة على الجهود المحلية.
كما دعا التقرير إلى إعادة العمل بصندوق الثروة المجتمعية الذي تخلّت عنه الجهات المختصة سابقًا بسبب الانتخابات. ويقترح تخصيص تمويل قدره 1.5 مليون باوند لكل منطقة على مدار عشر سنوات لتعويض فقدان المساحات العامة.
تعزيز ملكية المجتمع
وأوصى التقرير بزيادة مقدرات صناديق ملكية المجتمع إلى مليار باوند خلال عقد من الزمن. وقد دعمت هذه الصناديق أكثر من 330 مشروعًا حتى الآن، ويشمل ذلك قاعة ستريتفورد العامة في مانشستر، التي اشتراها 800 شخص ومنظمة محلية بعد إعلان المجلس عرضها للبيع. وأصبحت القاعة اليوم مركزًا يقدم خدمات وأنشطة متنوعة.
- استراتيجية ثلاثية لتعزيز التماسك والتنمية
- دعا التقرير إلى استراتيجية طويلة الأمد ترتكز على ثلاث مراحل:
- تعزيز التماسك الاجتماعي عبر مبادرات تفاعلية بين الفئات المختلفة.
- تمكين المجتمعات لتحقيق شعور بالسيطرة والتمكين الذاتي.
- تحفيز النمو المجتمعي المحلي.
كما شملت التوصيات العمل على تحقيق الطلاقة الشاملة في اللغة الإنجليزية بحلول عام 2030 من خلال دعم برامج تعليم اللغة (ESOL)، وإقرار حق المجتمعات في شراء الأصول العامة، وإنشاء شبكة مجتمعية لدعم التنمية المحلية.
واختتم جوش ويسترلينغ، مدير السياسات في باور تو تشينج ومعد التقرير، بتأكيد أهمية التغيير الجذري في السياسات المجتمعية، مشيرًا إلى أن التماسك الاجتماعي يجب أن يُعَد أساسًا للتمكين الاقتصادي والتنموي. وأضاف: “الحكومة بحاجة إلى استراتيجية شاملة تربط بين التماسك الاجتماعي والنمو الاقتصادي؛ لتحقيق تنمية يشعر بها جميع أفراد المجتمع”.
إقرأ أيّضا
- فرض أطول عقوبة سجن حتى الآن في أعمال شغب اليمين المتطرف
- اعتقال أكثر من ألف من المتورطين في أعمال شغب اليمين المتطرف
- اليمين المتطرف يجمع تبرعات للمحكومين بسبب أعمال الشغب في بريطانيا
الرابط المختصر هنا ⬇