العرب في بريطانيا | ليز تراس تسبب انقساما حادا بين أعضاء حزب المحافظين

1446 جمادى الأولى 5 | 07 نوفمبر 2024

ليز تراس تسبب انقساما حادا بين أعضاء حزب المحافظين

ليز تراس تسبب انقساما حادا بين أعضاء حزب المحافظين
فريق التحرير October 5, 2022

 خلَّفت سياسة “الميزانية المصغرة” التي كشفت عنها رئيسة الوزراء ليز تراس انقسامًا حادًّا بين أعضاء حزب المحافظين في البرلمان البريطاني.

 

ويبدو أن النهج الاقتصادي الخاص بليز تراس لم يُثِر إعجاب العديد من أعضاء حزب المحافظين الذين لوَّحوا بخيار التمرد ضد “ليز تراس”، وطالبوها بتقديم مزيد من التنازلات بعد أن تراجعت تراس عن خطة إعفاء أصحاب المداخيل المرتفعة من دفع 45 بنسًا عن كل باوند.

 

في المقابل يخشى موالو تراس أن تتراجع عن مزيد من سياساتها الاقتصادية، ويعتبرون ذلك بداية لحرب استنزاف ضدهم، وخصوصًا بعد إلغاء التخفيضات الضريبية التي كان من المفترض أن يستفيد منها كثير من الداعمين لرئيسة الوزراء.

 

هل ينتقم حلفاء سوناك من تراس بعد إعفاء معظمهم؟

تمرد حلفاء سوناك يكرَس الانقسام بين أعضاء حزب المحافظين
تمرد حلفاء سوناك يكرَس الانقسام بين أعضاء حزب المحافظين

وقد تعمقت حالة السخط بين أعضاء حزب المحافظين بعد أن انتقدت وزيرة الداخلية سوالا برافرمان النواب الذين زعمت أنهم “نجحوا في الانقلاب على سياسة رئيسة الوزراء وقوضوا سلطتها بطريقة غير مهنية”.

 

وقد نجح المتمردون بردع رئيسة الوزراء من تنفيذ سياسة التخفيض الضريبي، معتمدين على أساليب حرب العصابات والذكاء السياسي، إلى جانب المهارات الإعلامية التي يفتقر إليها كثير من المسؤولين الحكوميين.

 

وفي هذا السياق قال أحد الوزراء السابقين: “إن أحد أكبر أسباب الحرب غير المعلنة ضد رئيسة الوزراء في البرلمان البريطاني، هو طردها لاثنين من المسؤولين المقربين من رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، إضافة إلى استبعادها مؤيدي وزير الخزانة السابق ومنافسها السابق على كرسي الحكم ريشي سوناك.

 

وقد أدى اجتثاث تراس للعديد من المسؤولين السابقين إلى حالة من الفوضى، ودعا حلفاء رئيسة الوزراء إلى تشديد قبضتها وسيطرتها على كل من حزب المحافظين وحكومة المحافظين.

 

لكن تراس لا تستطيع فرض سيطرتها على صفوف الحزب وأعضاء الحكومة؛ لأنها لم تحصل على تفويض جميع النواب المحافظين في البرلمان بسبب الانقسام الحاصل. ويعتقد بعض النواب المحافظين أن وصول تراس إلى داونينج ستريت كان بفضل حلفائها الذين يُشكِّلون الأكثرية المؤيدة لها.

 

ومن الممكن أن يسعى النواب المتمردون للعمل على تقويض سلطة ليز تراس؛ لإجبارها على التراجع عن مزيد من السياسيات الاقتصادية التي تسرعت في اتخاذها بمساعدة وزير الخزانة كوارس كوارتنج خلال الأسابيع الأربعة التي تلت توليها لمنصب رئاسة الوزراء.

 

إن القرار الذي اتخذته تراس ووزير الخزانة بإصدار تخفيضات ضريبية بقيمة 45 مليار باوند يعني المسارعة إلى اتخاذ تدابير لنمو الاقتصاد أو لخفض الإنفاق من أجل خفض نسبة الديون. ولعل أبرز إجراءات النمو الاقتصادي هي تخفيف القيود عن الهجرة والسماح بالتنقيب عن الغاز الصخري، وحماية البيئة والتخطيط الاقتصادي، إلا أن تراس وقعت في مأزق مواجهة العديد من النواب الرافضين لسياساتها.

 

وقد زادت تراس ووزير خزانتها كوارتنج الأوضاع تعقيدًا بعد تعزيز الانقسام في صفوف النواب المحافظين بدلًا من توحيدهم. وكانت رئيسة الوزراء قد أعلنت عن رغبتها في تخفيض الضرائب بنسبة 45 بنسًا عن كل باوند، لكنها أكدت أن الوقت ليس مناسبًا لتنفيذ هذه السياسة، في حين قال كوارسي كوارتنج: “لقد أرجأنا ذلك”. ورأى بعض الناس أن تراجع تراس وكوارتنج عن سياسة الخفض الضريبي سيمنح مزيدًا من الزخم لحزب العمل الذي انتقد الخطة منذ البداية. (coloredmanga.com)

 

كما أن تذبذب وزير الخزانة في اتخاذه للقرارات زاد من تأزم الوضع وتكريس الانقسام حول الخطة المالية. وبعد أن ساهمت وزارة الخزانة في تهدئة الأسواق المالية عبر الإعلان عن تسريع تنفيذ الخطة الاقتصادية بحلول نهاية الشهر، بدَّد وزير الخزانة الهدوء في الأسواق بعد أن أعلن التزامه بالموعد المقرر للخطة. وعند سؤال وزير الخزانة كوارتنج عما إذا كان سيقرب موعد تنفيذ الخطة أجاب قائلًا: “سننفذ الخطة في 23 تشرين الثاني/نوفمبر”.

 

وزير الخزانة البريطاني يثير المزيد من الفوضى في الأسواق المالية 

سياسات وزير الخزانة تثير حفيظة شريحة واسعة من أعضاء حزب المحافظين
سياسات وزير الخزانة تثير حفيظة شريحة واسعة من أعضاء حزب المحافظين

وفي ظل الارتباك الحاصل داخل أعلى المستويات في الحكومة البريطانية يبدو أن حالة القلق التي يشعر بها النواب والمسؤولون الحكوميون مبررة. وقال أحد الوزراء بعد قرار كوارتنج بتقديم موعد تنفيذ الخطة: “لماذا لم يخبروا جميع أعضاء الحكومة بذلك؟ لقد أصبحنا مدعاة للسخرية!”.

 

ويبدو أن السياسات العفوية لكوارتنج أصبحت أقرب إلى الإهمال؛ فقد أثار الأخير غضب بعض رؤساء الشركات بعد اعتذاره عن حضور اجتماع حول الشركات التي بقيمة 3000 باوند.

 

وقد حضر كوارتنج الاجتماع متأخرًا، وأدلى ببعض الملاحظات الروتينية قبل أن يغادر مجددًا. ولعل ما فعله أحد مسؤولي حزب المحافظين جيك بيري خلال عطلة نهاية الأسبوع يلخص الخلل الذي تعاني منه الأجهزة الحزبية في الحزب.

 

وأثار بيري غضب أعضاء حزب المحافظين عندما اقترح طردهم من مناصبهم إذا لم يصوِّتوا لمصلحة خطة الميزانية المصغرة (وقد غير بيري موقفه لاحقًا). كما أثارت تصريحاته جدلًا واسعًا بعد قوله: “إذا كان الناس يواجهون ارتفاعًا في فواتير الطاقة فلماذا لا يبحثون عن وظائف جديدة برواتب وأجور مرتفعة؟!”.

 

وقد ردت النائبة نادين دوريس على كلام بيري بالقول: “لا بد من رفع المساعدات بما يتناسب مع التضخم، إن الجميع يعانون من التكاليف المرتفعة للمعيشة”. “لا يمكننا أن نرد على الناس بإخبارهم بالخروج والبحث عن وظائف أفضل؛ من الصعب قول ذلك في الوقت الذي لا يعثر فيه الناس على فرص عمل مناسبة”.

المصدر: i News 


 

 

اقرأ أيضاً : 

ليز تراس تختار أعضاء حكومتها الجديدة لمواجهة التحديات في بريطانيا

بدء توزيع الحقائب الوزارية.. من هم أعضاء حكومة ليز تراس الجديدة؟

حزب العمال في بريطانيا ينقلب على النقابات العمالية التي أنشأت الحزب

loader-image
london
London, GB
10:39 pm, Nov 7, 2024
temperature icon 10°C
overcast clouds
Humidity 87 %
Pressure 1029 mb
Wind 7 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 100%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 7:05 am
Sunset Sunset: 4:23 pm