أعداد المشردين في لندن تسجل رقمًا قياسيًّا في صيف 2024
شهدت لندن ارتفاعًا قياسيًّا في أعداد المشردين الذين ينامون في العراء خلال صيف 2024، بزيادة بلغت 18 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في ظل توقعات من العمدة صادق خان بتفاقم الأزمة خلال الشتاء.
ووفقًا للتقارير الإحصائية، بلغ عدد المشردين 4,780 شخصًا خلال يوليو وأغسطس وسبتمبر، في أعلى عدد مسجل حتى الآن.
زيادة قياسية في أعداد المشردين
وفي هذا السياق وصفَت إيما حداد، الرئيسة التنفيذية لمنظمة “سانت مونجو”، التي تقدم الدعم للمشردين في لندن، هذا الرقم بـ”المؤلم”، مشيرة إلى تزايد أعداد المشردين الذين يعانون من مشكلات نفسية. وأظهرت البيانات ارتفاع عدد المشردين بنسبة 12 في المئة، ليصل عددهم إلى أكثر من 2,300 شخص.
وأثارت هذه الأرقام انتقادات من جمعيات خيرية معنية بقضايا التشرد، التي وصفت الوضع بـ”الشائن”، مطالبة حكومة حزب العمال الجديدة باتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء ظاهرة النوم في العراء.
ويأتي هذا بعد اجتماع طارئ عقده العمدة صادق خان مع وزيرة شؤون التشرد روشونارا علي وقادة من هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، والجمعيات الخيرية والمجالس المحلية. وقد أعلن خان خطة عمل تستهدف إنهاء التشرد في شوارع لندن بحلول عام 2030، ومن المقرر إطلاقها العام المقبل.
دعوات لخطة وطنية طويلة الأمد لمعالجة التشرد
وفي خطوة أخرى لمواجهة الأزمة، تحدث الأمير وليام عبر قناة (ITV) عن مبادرته “هومواردز” (Homewards) التي تسعى إلى إنهاء التشرد خلال خمس سنوات.
ولكن دعت المنظمات العاملة في الميدان إلى تسريع الإجراءات، محذرة من أن بعض الجهات الداعمة قد تُجبر على التوقف عن العمل إن لم تحصل على ضمانات بشأن التمويل اللازم. وفي هذا السياق، أعلنت وزيرة المالية راشيل ريفز تخصيص 233 مليون باوند إضافية للمجالس المحلية من أجل منع التشرد، إضافة إلى زيادة قدرها 500 مليون باوند لبرنامج الإسكان الميسور.
ومع ذلك فقد حذر مات داوني، المدير التنفيذي لمنظمة “كرايسيس”، من أن الأزمة تتطلب خطة طويلة الأمد وفعّالة، مشيرًا إلى ضرورة إعداد استراتيجية وطنية لإنهاء جميع أشكال التشرد في المملكة المتحدة، قائلًا: إن النظام الحالي “معطل ويحتاج إلى إصلاح جذري”.
وأفاد متحدث باسم عمدة لندن، الذي يشغل المنصب منذ عام 2016 ويؤدي مهماته ضمن ولايته الثالثة، بأن خان “يبذل ما بوسعه لمساعدة أكبر عدد من المشردين في لندن للانتقال من الشوارع إلى أماكن إقامة آمنة”، لكنه أشار إلى أن “نقص الاستثمار في الإسكان والدعم خلال السنوات السابقة يفاقم الوضع، ما يعني أن الأزمة قد تتدهور أكثر هذا الشتاء”.
نصف المشردين من المواطنين البريطانيين
وتُظهر الإحصاءات أن نحو نصف المشردين الذين ينامون في شوارع لندن هم من المواطنين البريطانيين، في حين يشكل القادمون من أوروبا نحو ربع العدد، ومعظمهم من رومانيا وبولندا، والبقية هم غالبًا من دول إفريقية وآسيوية. وبيّنت الإحصاءات أن معظم المشردين هم من الذكور، ممن تتفاوت أعمارهم بين 36 و45 عامًا.
وتكافح المجالس المحلية لتوفير مساكن مؤقتة؛ بسبب ارتفاع الإيجارات وتكاليف المعيشة التي تدفع مزيدًا من الناس إلى طلب المساعدة. ووفقًا لجمعية “ريفرسايد”، التي تقدم مأوى في بيوت الشباب، لم تشهد إنجلترا أي استثمارات كبيرة في بيوت الشباب منذ عام 2011، إذ تراجع عدد أماكن الإيواء بنحو الربع بين عامي 2010 و2022.
وبهذا الصدد أشار جون جلينتون، المدير التنفيذي لجمعية “ريفرسايد”، إلى أن “زيادة الاستثمار في الإسكان المدعوم يمكن أن يوفر حلولًا ناجعة، من خلال توفير مساحات أكثر ملاءمة لمساعدة الأشخاص على العثور على منزل مستقر”، مؤكدًا أن هذه الخدمات تُسهم في توفير مسار آمن لإنهاء التشرد، وتحد من التكاليف العالية المرتبطة بالإيواء المؤقت غير المناسب.
—————————————————————-
اقرأ أيضًا
تحقيق جديد: آلاف الشقق في بريطانيا فارغة وأعداد المشردين في ازدياد
دراسة حديثة: أعداد المشردين في لندن تبلغ مستويات غير مسبوقة!
تصرفات الداخلية اللاإنسانية تسبب ارتفاع عدد اللاجئين المشردين في لندن
الرابط المختصر هنا ⬇