ارتفاع أعداد المشردين في لندن بنسبة 24 في المئة خلال عام واحد
ارتفع عدد المشردين في لندن بنسبة 24 في المئة العام الماضي، وفقًا لآخر إحصاء حكومي، وهذا يعني أن أكثر من 3600 شخص كانوا بلا مأوى في شوارع العاصمة لندن بين يونيو وسبتمبر من العام الحالي.
وبحسَب الإحصاء الحكومي، تبيَّن أن أكثر من نصف العدد المذكور أصبحوا ينامون في الشوارع في ظروف قاسية لأول مرة، حيث عادت ظاهرة التشرد في شوارع لندن إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا، وصارت الخيام تنتشر على المداخل والأزقة مرة أخرى.
وبحسَب ناشطي حملات التشرد، فإن أبرز أسباب ارتفاع أعداد المشردين هو ارتفاع إيجارات المنازل وعمليات إخلاء المنازل، والإحجام عن مغادرة الملاجئ المؤقتة والانتقال إلى مساكن دائمة؛ بسبب مخاوف من فواتير الطاقة المرتفعة، حيث حذرت مؤسسة (St Mungo) الخيرية لمساعدة المشردين العاملة في لندن من أن “الأسوأ لم يأت بعد!”.
إحصاء حكومي يشير إلى ارتفاع نسبة المشردين في لندن
ووفقًا لبيانات موقع (Rightmove) الشهير والخاص بتأجير الشقق، فقد ارتفعت الإيجارات التي طُلبت من مستأجرين جدد في لندن بنسبة 16 في المئة عن العام الماضي. إضافة إلى ذلك، زاد عدد عمليات إخلاء أصحاب العقارات في لندن بأكثر من أربعة أضعاف مقارنة بالربع الثاني من عام 2021، عندما كان هناك حظر على الإخلاء بسبب جائحة كورونا بحسَب الأرقام الرسمية.
وفي هذا الشأن حذرت “بيترا سلفا” المسؤولة في مؤسسة (St Mungo) الخيرية لمساعدة المشردين من الآثار الخطيرة لتفاقم أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة على زيادة أعداد المشردين، وخصوصًا مع قرب فصل الشتاء. وطالبت الحكومة البريطانية بزيادة المساعدات الحكومية بما يتماشى مع التضخم، ويشمل ذلك مدفوعات الرعاية الاجتماعية الخاصة بالإيجار.
وفي هذا السياق صرح “بيلي هاردينج” مدير السياسات والأبحاث في (Centrepoint)، وهي مؤسسة خيرية تساعد الشباب المشردين في لندن بأن: “كل المؤشرات تشير إلى أن النوم في ظروف قاسية والتشرد قد ارتفع ارتفاعًا حادًّا، ولكن حجم هذا الارتفاع مذهل!”. وأضاف: إن “احتمال إجراء مزيد من التخفيضات على المزايا والخدمات العامة يعني أننا نواجه الآن احتمالات مرعبة، تتمثل في وجود أعداد قياسية من الأشخاص الذين ينامون وسط ظروف قاسية خلال أشهر الشتاء”.
وتابع قائلًا: إن “نصف الذين ينامون وسط ظروف قاسية في لندن هم مواطنون بريطانيون، في حين أن أكبر عدد من السكان الأجانب هم من رومانيا وبولندا، حيث تتراوح أعمار الغالبية بين 36 و55 عامًا، ويعاني نصفهم من مشكلات نفسية، وثلثهم يحتاج إلى مساعدة في التخلص من الإدمان على المخدرات والكحول”.
وبهذا الصدد وصف “مات داوني” الرئيس التنفيذي لمؤسسة (Crisis)، وهي مؤسسة خيرية وطنية معنية بالتشرد، الزيادة في أعداد المشردين بأنها “مخيفة وكارثية”. وأضاف: من المحزن “أن نرى التقدم المذهل الذي أُحرِز خلال الوباء يتلاشى أمام أعيننا” في أجزاء أخرى من المملكة المتحدة.
ودعا “داوني” الحكومة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة فيما يتعلق بالمساعدات الحكومية؛ لأن ذلك سيساعد على وقف تدفق الأشخاص إلى شوارعنا، كما سيساعد الأشخاص الذين لا مأوى لهم على تحمل تكاليف مأوى العيش”.
وقد صرح متحدث باسم وزارة التسوية والإسكان والمجتمعات في بريطانيا بأن الحكومة “ستقدم ملياري باوند على مدى السنوات الثلاث المقبلة؛ لمعالجة التشرد وإنهاء النوم في الشوارع، وتُظهر أحدث الإحصاءات الرسمية أن النوم في الشوارع قد انخفض إلى أدنى مستوى له منذ ثماني سنوات، وانخفض إلى النصف تقريبًا منذ عام 2017”.
وأضاف: “إن الحكومة تدعم أيضًا أحياء العاصمة البريطانية لندن بما يصل إلى 172 مليون باوند للحد من ظاهرة النوم في الشوارع، ما سيوفر آلاف الأَسِرَّة للنوم، ويساعد الأفراد في العثور على وظائف، إضافة إلى إدارة شؤونهم المالية والحصول على خدمات الصحة العقلية والبدنية”.
أعداد المشردين في لندن ترتفع بشكل ملحوظ بالتزامن مع ارتفاع تكاليف المعيشة (يوتيوب: سكاي نيوز)
اقرأ أيضًا:
تغيير موعد إضراب عمال القطارات في لندن لأسباب اجتماعية
المشردون في بريطانيا كيف يؤثر الحرّ عليهم وكيف تخطط الدولة لحمايتهم
الرابط المختصر هنا ⬇