أطفال لاجئون يتخلفون عن الدراسة لأشهر بسبب مماطلة وزارة الداخلية!
أمضى أطفال لاجئون في اسكتلندا شهورًا في غرف استقبال مكتظة مع عائلاتهم متخلفين عن المدرسة؛ بسبب التأخير في معالجة ملفات لجوئهم.
وتقول المؤسسات الخيرية: منذ كانون الثاني/ يناير من هذا العام آوت (Mears Group) المتعاقدة مع وزارة الداخلية أكثر من 30 طفلًا طالبًا للجوء مع عائلاتهم مدة تتراوح بين 50 و174 يومًا – ما يقرب من ستة أشهر -، وقد تشاركَ هؤلاء الأطفال غرفة واحدة مع آبائهم وإخوتهم.
وبموجب قانون الإسكان الاسكتلندي يمكن للعائلات التي لديها أطفال قضاء ما لا يزيد عن سبعة أيام فقط في دور الإقامة؛ لأنها غير مناسبة للإقامة الطويلة. ولكن الأمر لا ينطبق على العائلات الفارَّة من العنف والاضطهاد في دول مثل سوريا والسلفادور وإيران والعراق.
وفي الغالب تصل العائلات إلى دور الإقامة في غلاسكو مصدومة وخائفة بسبب عدم وضوح مستقبلها ما يسبب لها القلق والشعور بالعجز طوال الوقت.
انتهاك حقوق الأطفال طالبي اللجوء
وفي هذا السياق قالت لجنة الأطفال والشباب في اسكتلندا: إن حقوق طالبي اللجوء منتهكة، ودعت إلى طرح مقترحات جديدة لنظام اللجوء الاسكتلندي.
ومن المفترض أن لا يزيد بقاء هذه العائلات في دور الإقامة عن أسبوعين قبل الانتقال إلى شقة أثناء تقييم طلبات اللجوء الخاصة بهم.
وقد وجدت هذه الفئة نفسها منسية؛ بسبب التأخيرات الطويلة في مواعيد وزارة الداخلية التي تسمح للعائلات ببدء عملية طلب اللجوء.
ورغم توفير الوجبات، إلا أن طالبي اللجوء لا يتلقون أي أموال أو مزايا حتى يتم البت في طلباتهم. وتستغرق العملية في بعض الأحيان شهورًا ليتلقوا بعدها 8 باوندات أسبوعيًّا.
وقالت وزارة الداخلية لصحيفة (The Ferret): إن البروتوكولات الصارمة تعني وجوب تسجيل جميع الأطفال في المدرسة، إلا أن العشرات منهم تخلفوا عن الفصل الدراسي الماضي. وهذا الأمر جعل جمعية المهاجرين الخيرية (MORE) تتدخل لتسجيل الأطفال طالبي اللجوء.
وأفاد مجلس غلاسكو أنه سجل هؤلاء الأطفال بمجرد معرفته بالمشكلة، ولكن جمعية (MORE) قالت: لا يزال هناك عدد كبير منهم لمّا يسجل بعد، وتؤكد على اتخاذ التدابير اللازمة لتفادي التأخير مع الوافدين الجدد.
تأثر الصحة النفسية بسبب ظروف الإقامة
هذا وقد أشارت صحيفة (The Ferret) إلى مخاوف تتعلق بالحماية؛ حيث مُنح بعض الفتيان غرفًا منفصلة وبعيدة عن غرف أوليائهم، ما يثير قلقهم وقلق إدارة الفندق على حدٍّ سواء.
وتقول جمعيات أخرى: إن صحة طالبي اللجوء العقلية والنفسية تأثرت كثيرًا بسبب هذه الظروف؛ حيث يصل الأمر أحيانًا إلى الوفاة مثلما حدث مع طالب اللجوء السوري عدنان الذي وُجِد ميتًا في غرفة الضيوف بعد أن طلب المساعدة مرارًا وتكرارًا من أجل صحته العقلية!
وتحدثت (Ferret) إلى أحد الوالدين الذي تغيب أطفاله عدة أشهر عن الدراسة بسبب إقامتهم في (McLays Guest House)، وكانوا خائفين من معرفة هُويتهم. وقالت الصحيفة: إن الأسرة بأكملها تعاني من الوجل.
“يشعر الأطفال بالإرهاق والانزعاج الشديد، ويبكون عدة مرات في اليوم!”.
وقالت أيضًا: إنهم كانوا يفتقدون الطهو وأجواء المنزل التي لم يجدوها في دور الإقامة والفنادق، ولم يكن لديهم ما يشغلهم طوال اليوم.
وقال نيك هوبز رئيس التحقيقات في لجنة الأطفال والشباب في اسكتلندا: “يخالف الوضع الحالي اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل التي ينبغي أن تمنح جميع الأطفال – بصرف النظر عن كونهم مهاجرين – الحق في السكن اللائق”.
“الإقامة في الفنادق غير مناسبة تمامًا للأطفال والعائلات، ويجب استخدامها لفترات قصيرة في حالات الطوارئ فقط”.
“هذا انتهاك لحقوق الإنسان مع تداعيات خطيرة على الصحة والتعليم والتنمية يمكن أن تستمر لفترة طويلة في مرحلة الطفولة اللاحقة والبلوغ”.
نظام اللجوء يضمن التحاق كل الأطفال بالمدارس!
قال متحدث باسم وزارة الخارجية: يوجد نظام بموجبه يضمن التحاق كل الأطفال المقيمين في الفنادق بالمدارس المحلية، ولكنهم لم يتمكنوا من معرفة سبب هذه التأخيرات.
وأضاف قائلًا: “يتعرض نظام اللجوء لضغوط متزايدة منذ عدة سنوات”.
“أدى الاستيعاب المستمر وتزايد الوافدين إلى تأخيرات في البت في طلبات اللجوء”.
“سيعمل مشروع قانون الجنسية والحدود على إصلاح نظام اللجوء الحالي، مما يمكننا من منح الحماية لمن يحق لهم ذلك، وإبعاد أولئك الذين ليس لديهم الحق في الإقامة هنا على وجه السرعة”.
“ومع ذلك فلا ينبغي أن يضيع النظام فرض تعليم الأطفال ؛ إذ إن لدينا اتفاقيات موسعة مع مجلس مدينة غلاسكو لضمان وضع أي طفل، وتسجيله في المدرسة بأسرع وقت ممكن”.
اقرأ أيضا:
مجمعات سكنية متدنية المستوى في رواندا بانتظار طالبي اللجوء إلى بريطانيا!
الرابط المختصر هنا ⬇