تحدث أطباء بريطانيون عائدون من قطاع غزة عن شعورهم بالذنب، بعد نجاتهم من العدوان المستمر الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في القطاع المحاصر.
وكان من بين هؤلاء عشرات الأطباء والجراحين وأطباء التخدير ممن يعملون في هيئة خدمات الصحة البريطانية.
أطباء بريطانيون يتحدثون عن الأوضاع الإنسانية المروعة في قطاع غزة
وسلط الأطباء الضوء على الخسائر البشرية الكبيرة بين المدنيين في قطاع غزة نتيجة الغارات الإسرائيلية، إلى جانب نقص الإمدادات الطبية، وتدهور الأوضاع الصحية بسبب نقص الغذاء.
وانضم هؤلاء الأطباء إلى قائمة الناشطين المعارضين لاستمرار الحرب على قطاع غزة، وتحدثوا عن مواقفهم بصراحة خلال المقابلات التي أُجريت معهم، ودعا العديد منهم المنظمات الدولية والإنسانية لتقديم المزيد من الدعم للمدنيين الذين ما زالوا يعيشون في القطاع المحاصر.
وعلى الرغم من عودة العديد منهم للعمل في مستشفيات بريطانيا، إلا أنهم يشعرون بالذنب بسبب مغادرتهم للقطاع المحاصر.
وبهذا الشأن، قال الطبيب الجراح ياسر قريشي الذي عاد من قطاع غزة في أيار/ مايو الماضي: “شعرنا بذنب كبير بعد عودتنا من قطاع غزة، لا سيما أن العديد منا يحظى بحياة جيدة في بريطانيا”.
وأضاف: “بالإضافة لذلك، فقد انتابنا شعور بالعجز لأن معظم القائمين على المؤسسات في بريطانيا ليس لديهم مشكلة مع الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، إذ يبدو أن العديد من هذه المؤسسات قررت أن تنأى بنفسها عما يجري في القطاع المحاصر”.
وأشار الجراح قريشي إلى أنه أصبح منفصلًا عن العالم تمامًا عندما كان في قطاع غزة.
وأوضح أنه ما زال على اتصال بالأطباء الذين قابلهم في قطاع غزة، مؤكدًا رغبته في العودة إلى القطاع المحاصر.
كيف وجد الأطباء تجربة العمل في قطاع غزة؟
واستأنف الأطباء البريطانيون عملهم في مستشفيات البلاد بعد عودتهم من قطاع غزة، حيث أكد أحدهم وهو الجراح نيك ماينارد أن تجربة العمل في قطاع غزة كانت مرهقة جسديًا وعاطفيًا.
بدورها، قالت الدكتورة ماهيم قريشي، جراحة الأوعية الدموية، إن لحظة مغادرة قطاع غزة كانت أكثر اللحظات المؤلمة في حياتها، وأشارت إلى أنها شعرت بالذنب عند انتهاء مهمتها الإنسانية التي استمرت أسبوعين في قطاع غزة.
وأضافت: “من الصعب العودة والتكيف مع الحياة هنا في بريطانيا، ولا يمكنني إخبار الجميع عما رأيته في قطاع غزة”.
وتحدثت الدكتورة ماهيم قريشي عن الشعور المتناقض الذي عاشته عند حضورها مؤتمر خاص بأمراض القلب والأوعية الدموية بعد فترة قصيرة من مغادرتها لقطاع غزة، وقالت: “لقد حضر المؤتمر أطباء يرتدون بدلات باهظة الثمن، وكانوا يتحدثون عن أهمية توفر المعدات الطبية الأساسية خلال العمليات الجراحية، علمًا بأنه لا يوجد أي من هذه المعدات في قطاع غزة”.
ونظمت الدكتورة ماهيم اجتماعات في عدة مستشفيات للتحدث عن الحالات الطبية المعقدة التي واجهتها في قطاع غزة في إطار تبادل الخبرات مع بقية الأطباء، وقالت: “لقد رفض البعض حديثنا عما رأيناه في قطاع غزة، بينما أصيب البعض الآخر بالخوف، وكنا على معرفة تامة بالعواقب المترتبة على التحدث عما رأيناه في قطاع غزة”.
وزير الخارجية البريطاني يتجاهل الدعوات لعقد اجتماع من أجل قطاع غزة
يأتي ذلك بعد أن أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، كما تراجع لامي عن الطعن في قرارات المحكمة الجنائية الدولية والمذكرات التي أصدرتها بحق بعض المسؤولين الإسرائيليين.
وبالنسبة للعديد من الناشطين، فإن هذه الإجراءات ليست كافية لمعاقبة إسرائيل على الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، حيث دعا العديد منهم لحظر بيع الأسلحة إلى إسرائيل، وطالبوا وزارة الخارجية البريطانية بالكشف عن الاستشارات القانونية التي تلقتها حول الموقف المطلوب اتخاذه من الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة.
كما اشتكت العديد من الجمعيات الحقوقية البريطانية من تجاهل وزير الخارجية البريطاني دعواتها لعقد اجتماع من أجل مناقشة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
وبهذا الشأن، قال كريس دويل مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني: “يجب على حكومة حزب العمال أن تبدأ في الإجابة على أسئلتنا بحلول شهر أيلول/ سبتمبر القادم”.