هل انخفاض أسعار الغاز في بريطانيا يعني انخفاضًا في الفواتير؟

بعد الارتفاع الكبير خلال أشهر الصيف، انخفضت تكلفة بيع الغاز أسعار الغاز في بريطانيا وأوروبا بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، لكنّ المحللين استبعدوا احتمالية أن تظل الأسعار منخفضة لفترة كبيرة يكون لها تأثير كبير على الفواتير.
عندما ارتفعت أسعار الغاز بشكل كبير في الأسواق الدولية في وقت سابق من هذا العام، واجهت الأسر والشركات زيادات هائلة في مدفوعات الطاقة ما دفع الحكومة للتدخل لتغطية جزء من التكاليف من خلال مدفوعات الضرائب.
وحددت الحكومة -عبر مخطط ضمان أسعار الطاقة- فاتورة الأسرة العادية بنحو 2500 جنيه إسترلينيّ سنويًّا، حتى شهر نيسان/ إبريل.
أسعار الغاز في بريطانيا

في شهر آب/ أغسطس بلغ السعر القياسيّ البريطانيّ للغاز وفقًا للمعيار الأوروبي -المرتبط بموعد التسليم- 550 بنسًا لكلّ وحدة حرارية ثيرم، بينما انخفض السعر إلى 38 بنسًا فقط خلال الأسبوع الماضي.
لن تحتاج أسواق الطاقة إلى دعم حكوميّ كبير كما يمكن أن يكون لو بقيت أسعار الجملة مرتفعة، لكن من المتوقع أن ترتفع أسعار الجملة مرة أخرى مع موسم الشتاء.
وبهذا الشأن، يوضح جاك شاربلز، زميل باحث في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة: “أعتقد أنّنا في فترة استقرار نسبية قبل بداية الشتاء، فكلما يصبح الطقس أكثر برودة يزداد الطلب، وسنشهد ارتفاع الأسعار مرة أخرى”.
وفقًا لتوقعات شركة أبحاث وتحليلات الطاقة (Cornwall Insight)، اعتبارًا من نيسان/ إبريل، سيبلغ الحد الاقصى لمتوسط فاتورة الأسرة للطاقة 3700 جنيه إسترلينيّ، ومن المتوقع أن يظل المعدل أعلى من 3 آلاف جنيه إسترلينيّ حتى نهاية العام المُقبل.
إدارة المخاطر

تشتري الشركات كميات من الغاز تكفيها شهورًا تحسبًا من حدوث ارتفاع مفاجئ في أسعار الغاز في الأسواق.
تُعرف هذه العملية باسم “التحوط” أو إدارة المخاطر، وهو ما يسمح للشركات بمعالجة أزماتها خلال فترات ارتفاع أسعار الطاقة، كما تمكنها من شراء مزيد من الغاز إضافة لما لديهم لاحقًا إذا احتاجوا إليه في وقت قصير.
خلال الوقت الحالي، تُعد أسعار الغاز منخفضة عن ذي قبل، وتستفيد الشركات من هذه الفترة، لكن منْ أبرموا اتفاقات سابقة لن يمكنهم الاستفادة من السعر الحالي المنخفض.
ارتفاع الأسعار

بعد التزاحم الأخير للحصول على إمدادات طاقة إضافية، أصبحت مرافق التخزين الأوروبية ممتلئة تقريبًا، ولا تزال الناقلات المليئة بالغاز الطبيعيّ المسال (LNG) ملقاة قبالة السواحل الأوروبية، في انتظار الوصول إلى مستورديها.
عبر منصة (TTF) الهولندية لتجارة الغاز الطبيعيّ والتي تستخدم المعيار الأوروبيّ في التسعير، كان يتم تداول الغاز لتسليمه في اليوم التالي بأقل من 30 يورو لكلّ ميجاوات في الساعة في بداية هذا الأسبوع.
لكن سعر الغاز للتسليم في شباط/ فبراير كان أكثر من 130 يورو لكلّ ميجاوات في الساعة، ما يعكس توقعات السوق بأنّ الإمدادات ستكون أقل في منتصف الشتاء مما هي عليه الآن.
اقرأ أيضًا:
أسعار الغاز في بريطانيا قد تقفز لأعلى مستوياتها في حال ردت روسيا على العقوبات
الدول العربية وقدرتها على تعويض نقص الغاز في بريطانيا
هيئة تنظيم الطاقة في بريطانيا تحذر من خطر نقص الغاز في فصل الشتاء
الرابط المختصر هنا ⬇