أسعار الذهب تحلّق إلى أعلى مستوياتها في 2025.. لماذا الآن؟

يواصل الذهب صعوده الكبير مسجّلًا أعلى مستوياته التاريخية، سواء من حيث القيمة الأوليّة أو بعد احتساب تأثير التضخم، في ظل تحوّل كبير في اتجاهات الأسواق وخيارات المستثمرين.
وتجاوز سعر المعدن الأصفر 3,400 دولار للأونصة للمرة الأولى على الإطلاق، ليحطّم الرقم القياسي الذي بقي على حاله منذ عام 1980.
ويبدو أن ارتفاع سعر الذهب لم ينتهِ بعد، إذ تتوقع مؤسسات مالية كبرى، على رأسها غولدمان ساكس، أن يلامس سعر الذهب 3,700 دولار بنهاية العام الجاري، ويصل إلى 4,000 دولار بحلول منتصف عام 2026.
ارتفاع أسعار الذهب وسط قلق المستثمرين
ويأتي الارتفاع القياسي في أسعار الذهب في وقت تشهد فيه الأسواق المالية عمليات تداول مدفوعة بقلق المستثمرين وخوف التجار، في ظل المشهد الضبابي لمستقبل الاقتصاد العالمي.
ووفقًا لمسح أجرته “بنك أوف أمريكا”، أشار 82 في المئة من المستثمرين إلى أنهم يتوقعون انكماش الاقتصاد العالمي، وهي أعلى النسب منذ بدء إجراء هذا الاستطلاع قبل ثلاثة عقود.
وفي السياق ذاته، انخفض مؤشر الدولار الأميركي إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات، بعد أن خسر 8 في المئة من قيمته منذ بداية عام 2025، في أسوأ أداء له منذ إنشاء المؤشر.
في حين يترقّب المستثمرون تداعيات الحروب التجارية على الأسواق وتخفيضات التصنيف الائتماني.
ويأتي انخفاض مؤشر الدولار في وقت تشهد فيه الأسواق المالية عمليات بيع ضخمة للسندات الأميركية الطويلة الأجل من قبل البنوك المركزية الأجنبية.
هذا وبلغ صافي المبيعات في الأشهر الأربعة الأولى من العام نحو 90 مليار دولار، في مؤشرٍ واضح على انخفاض الثقة بالعوائد الأميركية كخيار آمن للاستثمار.
ويرى خبراء الاقتصاد أن الدوافع الكامنة وراء هذا الانخفاض تُثير القلق أكثر مما تبعث على التفاؤل، رغم أن تراجع العملة الأميركية قد يُعزز تنافسية الصادرات الأميركية.
هل استفاد المستثمرون من ارتفاع أسعار الذهب؟

هذا ولا تزال شريحة واسعة من المستثمرين بعيدة عن الاستفادة من ارتفاع أسعار الذهب، إذ تمثل المؤشرات المالية الخاصة بالذهب أقل من 2 في المئة من إجمالي أصول صناديق الاستثمار المتداولة، مقارنة بنسبة 8 في المئة خلال ذروة عام 2011.
وتمثل صناديق مؤشرات شركات تعدين الذهب، أقل من 0.5 في المئة من إجمالي السوق، مع أن أداء هذه الشركات كان بين الأفضل منذ بداية العام.
وارتفع مؤشر (GDM) لشركات تعدين الذهب في ذلك الوقت بنحو 50 في المئة، متفوقًا على مؤشر (S&P 500) الذي خسر نحو 10 في المئة خلال الفترة نفسها.
وفي تطوّر لافت، احتلت شركة نيوماونت، كبرى شركات تعدين الذهب في العالم، صدارة قائمة أفضل الأسهم أداءً ضمن مؤشر S&P 500، بعد أن ارتفعت أسهمها بأكثر من 50 في المئة حتى منتصف نيسان/إبريل، في حين ارتفعت أسهم CVS Health بنسبة 47 في المئة.
ما أبرز الدول التي تأثّرت بارتفاع أسعار الذهب؟

ولا يقتصر ارتفاع الذهب على السوق الأميركية، بل وصل إلى جنوب إفريقيا، حيث سجّل مؤشر المعادن الثمينة والتعدين في بورصة جوهانسبرغ أعلى مستوياته على الإطلاق، بعد أن تجاوز سعر الذهب عتبة 60,000 راند للأونصة للمرة الأولى في تاريخه.
وشهدت الإيصالات الأميركية لشركات تعدين الذهب الجنوب إفريقية تحسنًا كبيرًا في الأداء، إذ قفزت أسهم شركة هارموني غولد بنسبة 113 في المئة، في حين اقتربت مكاسب كل من أنغلوغولد أشانتي و(DRDGold) من 94 في المئة منذ بداية العام.
ورغم تحسن الأداء، لا تزال أسهم شركات الذهب دون المستوى المطلوب مقارنةً بعموم الأسواق.
المصدر: Investing
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇