العرب في بريطانيا | إلى أي مدى تتسبب أزمة الطاقة في انقطاع الكهرباء...

1445 شوال 16 | 25 أبريل 2024

إلى أي مدى تتسبب أزمة الطاقة في انقطاع الكهرباء؟

إلى أي مدى تتسبب أزمة الطاقة في انقطاع الكهرباء؟
فريق التحرير October 7, 2022

تشير المعلومات إلى أن استمرار أزمة الطاقة قد يُلحِق ضررًا بالشبكة الكهربائية، وقد يواجه الشعب البريطاني انقطاعًا في التيار الكهربائي خلال الشتاء، فهل يمكن تجنب ذلك؟

كشفت التقارير الصادرة عن الشبكة الوطنية لتوليد الكهرباء عن الضغوط الكبيرة التي تواجهها شبكات توليد الطاقة التي قد تضطر في الحالات الطارئة إلى قطع التيار الكهربائي في المناطق التي تعاني من أزمة الطاقة، وبخاصة عند نقص واردات الغاز.

انقطاع الكهرباء المحتمل يهدد حياة المرضى المعتمدين على الأجهزة الطبية 

أي انقطاع محتمل للكهرباء قد يهدد حياة بعض المرضى في ذلك أزمة الطاقة
أي انقطاع محتمل للكهرباء قد يهدد حياة بعض المرضى في ذلك أزمة الطاقة (بيكساباي)

وحذر مسؤولون في قطاع الصحة من أن أي انقطاع محتمل للكهرباء خلال فصل الشتاء سيهدد حياة آلاف المرضى الذين يعيشون بمساعدة الأجهزة الطبية الكهربائية.

وقالت لوري كوثبرت مديرة مؤسسة (Kidney Care) للعناية بالكُلى: “إن آلاف البالغين والأطفال يعتمدون على أجهزة غسل الكُلى”.

وأضافت: “إن عمليات غسل الكُلى تحتاج إلى كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية، إذ يغسل بعض المرضى كُلاهم عدة مرات في اليوم الواحد، وبالنسبة إلى بعضهم الآخر فقد يحتاجون إلى ذلك بين عشية وضحاها! وقد تصل مدة غسيل الكُلى إلى 8 ساعات أو 10 ساعات في المرة الواحدة، كما أن حرمان المرضى من فرصة غسل كُلاهم مرات متتالية يُشكِّل خطرًا حقيقيًّا على حياتهم”.

وأشارت دراسة منفصلة أجرتها الشبكة الوطنية لنقل إمدادات الغاز إلى أن الحكومة البريطانية ستعتمد على إمدادات الغاز الطبيعي المسال القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية وقطر.

إذ لم يتضح بعد ما إذا كانت المملكة المتحدة قادرة على تلبية احتياجاتها من الغاز المستورد من أوروبا؛ نظرًا إلى الضغط الشديد على آبار الغاز الأوروبية بعد انقطاع استيراد الغاز الروسي في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، ما زاد الضغط على شبكات الكهرباء في المملكة المتحدة.

إذن ما الذي يمكن فعله للإبقاء على التيار الكهربائي، وما مدى خطورة انقطاع الكهرباء عند وصول موجات البرد الشديدة التي تضرب البلاد في الشتاء عادة، وهل يمكن التخفيف من الضغط على شبكات الكهرباء في بريطانيا؟

 

من الواضح أن الأمور التي وردت في تقارير الشبكة الوطنية لتوليد الكهرباء كانت أسوأ مما ذُكِر في التقرير الذي نشرته الشبكة في تموز/يوليو؛ لأن أزمة الطاقة بدأت بالتفاقم مع اقتراب الشتاء.

ولم تتوقع الشبكة الوطنية لتوليد الكهرباء في تقريرها القديم أن تصل البلاد إلى مرحلة قطع الكهرباء؛ نظرًا إلى الضغط المتزايد على واردات الغاز في جميع أنحاء أوروبا.

لكن التحذير الذي أصدرته الشبكة الوطنية لتوليد الكهرباء يوم الخميس كان واضحًا، وتسعى السلطات البريطانية إلى تجنب انقطاع الكهربائ عبر تطبيق خطة لتوفير الطاقة، ومنع الأسر من استخدام بعض الأدوات الكهربائية التي تستهلك طاقة مرتفعة خلال ساعات الذروة، إلى جانب إشراك 5 محطات توليد كهربائي تعمل بالفحم الحجري.

لماذا يُشكِّل الغاز مصدرًا للقلق؟

تمثل محطات توليد الطاقة الكهربائية التي تعمل بالغاز أكثر من 40 في المئة من محطات توليد الكهرباء في المملكة المتحدة، ويُستخدَم الغاز في تدفئة معظم المنازل.

وقد تراجعت واردات الغاز الطبيعي إلى المملكة المتحدة تراجعًا كبيرًا منذ بدء الحرب الأوكرانية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الغاز في سوق الجملة، وعانت معظم دول أوروبا الغربية -ومنها ألمانيا- من نقص كبير في المادة؛ نظرًا إلى اعتماد القارة الأوروبية على الغاز الروسي سابقًا.

وتعتمد المملكة المتحدة على إنتاج الغاز المحلي خلال الأوقات الدافئة من العام، إلى جانب اعتمادها على الطاقة النووية وطاقة الرياح وإنتاج الغاز من بحر الشمال واستيراده من النرويج وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، لكن ذلك لا يسُدُّ حاجة المملكة التي تلجأ في العادة إلى استيراد الغاز من القارة الأوروبية خلال فصل الشتاء لسد الفجوة الحاصلة بين العرض والطلب على المادة.

وتعاني المملكة المتحدة من نقص في مستودعات الغاز، لكنها تمتلك كميات كافية من الغاز، وكانت المملكة المتحدة تُصدِّر الغاز إلى أوروبا منذ أواخر الربيع الماضي لمساعدة الجيران الأوروبيين على ملء خزاناتهم التي قُطِع عنها الغاز الروسي.

إلا أن نقص الغاز المخزن يعني أن البلاد ستتجه نحو الاعتماد على الواردات في أوقات ارتفاع الطلب على الكهرباء مثل فصل الشتاء.

وقد غطت إمدادات الغاز القادمة من النرويج وبحر الشمال 70 في المئة من حاجة المملكة المتحدة، وهذا يعني استيراد بقية الكمية المطلوبة من الدول الأوروبية على شكل غاز طبيعي مسال.

ما التحديات الكبرى التي يواجهها قطاع الطاقة؟

 

يتفق خبراء الطاقة على أن أكبر التحديات التي يواجهها القطاع هي موجات البرد الطويلة المدى، إلى جانب انقطاع الكهرباء الناتج عن أعطال غير متوقعة، فضلًا عن الحوادث التي قد تعرقل استيراد الطاقة من أوروبا، على سبيل المثال: حدوث عطل في محطة الطاقة النووية في فرنسا، أو نقص الغاز في جميع أنحاء القارة؛ لأن ذلك سيؤثر في قدرة الاتحاد الأوروبي على توليد الكهرباء.

وتشير التقارير إلى احتمال حدوث نقص في إمدادات الغاز القادمة من القارة الأوروبية خلال فصل الشتاء، ما سيؤثر في قدرة المملكة المتحدة على تأمين وارداتها من الغاز.

لذا فمن الأفضل استيراد الغاز الطبيعي المسال؛ نظرًا إلى مرونة وسهولة استيراده خلال أشهر الشتاء.

وفي هذا السياق قالت الشبكة الوطنية لتوليد الطاقة: “إذا أصبحت إمدادات الغاز غير كافية لسد حاجة بريطانيا، فيمكن تجنب استخدام بعض الأدوات الكهربائية لضمان سلامة نظام توزيع الطاقة والغاز، إذا لم يتمكن السوق من معالجة الخلل الناتج عن ارتفاع الطلب، ولدينا خطط طارئة لمواجهة ذلك”.

وأضافت الشبكة: “سنتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان تقليل استخدام بعض الأدوات الكهربائية”.

ما الإجراءات التي يمكن اتخاذها عند إعلان حالة الطوارئ بسبب أزمة الطاقة؟

تُفعَّل حالة الطوارئ على مراحل إذا أصبحت شركات الغاز غير قادرة على تأمينه لجميع الشركات والمنازل على حد سواء.

وقد طُلِب من الشركات التي تستهلك كميات كبيرة من الغاز التوقف عن العمل لفترة مؤقتة.

كما تبقى محطات الطاقة العاملة بالفحم الحجري مستعدة استعدادًا تامًّا لإعادة تشغيل مولِّدات الكهرباء عند توقف عمل الشبكات التي تعمل بالغاز، وسيساهم ذلك في سد الفجوة الحاصلة بين العرض والطلب على الطاقة.
وقد استُخدِمت إحدى محطات الفحم الحجري في بداية العام بسبب ضعف توليد طاقة الرياح.

كيف سيؤثر كل ذلك في التيار الكهربائي؟

تعمل شركات توليد الطاقة على تجنب سيناريو انقطاع الكهرباء، لكنها تطلب مساعدة المواطنين لتأمين التيار الكهربائي بصفة دائمة للجميع خلال فصل الشتاء.

وستعلن شركات الكهرباء “خطة توفير استهلاك الكهرباء” التي ستُطبَّق من تشرين الثاني/نوفمبر إلى آذار/مارس، ويمكن للعائلات الاشتراك في الخطة عبر التواصل مع شركات توليد الكهرباء.

وتنص هذه الخطة على دفع مبالغ مالية للعائلات، مقابل عدم تشغليها لبعض الأجهزة، مثل: غسالات الصحون ومجففات الشعر والغسالات، وتجنب شحن السيارات الكهربائية خلال أوقات ذروة استهلاك الكهرباء.

وستُنفَّذ الخطة 12 مرة على الأقل لضمان مكافأة جميع العائلات التي تشارك فيها بمبالغ مالية.

وتأمل شركات الكهرباء توفير 2 جيجاواط من الطاقة عبر تطبيق هذه الخطة، ما سيساهم في سد الفجوة الحاصلة بين العرض والطلب، ويمنع أي انقطاع للتيار الكهربائي.

هل طُبِّقت هذه الخطة سابقًا؟

نعم، سبق أن طُبِّقت هذه الخطة في الشركات والمعامل التي تستهلك طاقة كثيرة، إذ دفعت شركات توليد الكهرباء لهذه المصانع من أجل التوقف عن العمل خلال أوقات ذروة الطلب على الطاقة، فساهم ذلك في تحقيق التوازن بين العرض والطلب.

كما أجرت شركة (Octpus Energu) للكهرباء تجربة مماثلة لتشجيع العائلات على خفض استهلاك الكهرباء في أوقات الذروة.

وأكدت الشبكة الوطنية لتوليد الكهرباء نجاح الخطة عند تجربتها على نطاق ضيق.

وعملت الشبكة الوطنية لتوليد الكهرباء إلى جانب شركات الكهرباء والمستهلكين على توسيع نطاق هذه الخطة لتشمل أكبر عدد ممكن من الأسر.

هل طُبِّقت خطط مماثلة في دول أوروبية أخرى؟

ما خطة الحكومة البريطانية لتجنب تداعيات أزمة الطاقة
ما خطة الحكومة البريطانية لتجنب تداعيات أزمة الطاقة (بيكساباي)

تعمل جميع البلدان الأوروبية على تطبيق مجموعة من الخطط بغرض خفض الطلب على الكهرباء.

وقالت الشبكة الوطنية الفرنسية لتشغيل الكهرباء الشهر الماضي: “إنها اضطرت إلى مطالبة الأسر والمجالس المحلية والشركات بتقليل استهلاك الكهرباء خلال أوقات الذروة؛ بغرض تخفيض الاستهلاك بنسبة 10 في المئة”.

وبدأت ألمانيا بخطط تخفيض استهلاك الغاز بنسبة 2 في المئة من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات العامة والخاصة بدءًا من الشهر الماضي، ومنعت السلطات الألمانية وضع أجهزة التدفئة على درجة حرارة تتجاوز 19 درجة مئوية، ومنعت أيضًا تدفئة حمامات السباحة الخاصة، وأطفأت الأنوار في المعالم العامة للبلاد.

هل سيؤدي ذلك إلى انخفاض أسعار الكهرباء؟

ليس بعد. وقالت الشبكة الوطنية لتوليد الكهرباء يوم الخميس: “إنه على الرغم من اتخاذ مزيد من التدابير لتقنين استهلاك الكهرباء، فإن أسعار الغاز والكهرباء ستبقى مرتفعة خلال الشتاء”.

 

 

 

 

المصدر: سكاي نيوز   الغارديان 

 

اقرأ أيضاً : 

ارتفاع تكلفة شحن السيارات الكهربائية بسبب أزمة الطاقة في بريطانيا

ليز تراس تضع خطة إنقاذ بقيمة 130 مليار باوند لمواجهة أزمة الطاقة

كيف تقارن بريطانيا بالدول الأوروبية الأخرى في أزمة ارتفاع أسعار الطاقة؟