أبرز عناوين الصحف البريطانية ليوم الأربعاء الموافق 12 نوفمبر 2025
هيمنت أزمة “بي بي سي” المتصاعدة، وتراجع الأرقام الاقتصادية لحكومة العمال، على عناوين الصحف البريطانية الصادرة صباح الأربعاء، في يومٍ تتقاطع فيه السياسة والإعلام والاقتصاد في مشهد يُبرِز تزايد القلق داخل لندن من اهتزاز الثقة العامة بالحكومة ومؤسساتها. وبينما انشغلت بعض الصحف بجدل استقالة المدير العام لـ”بي بي سي” تيم ديفي، ركزت أخرى على الارتفاع المفاجئ في معدلات البطالة وتضخم أعداد المستفيدين من الإعانات الحكومية.
ديلي تلغراف

واصلت الصحيفة تغطية تداعيات الفضيحة التي كشفتها الأسبوع الماضي بشأن بي بي سي، وصدّرت صفحتها بصورة تيم ديفي الذي وصفته بـ”المتحدي”، بعد أن دافع عن المؤسسة في أول خطاب له للموظفين منذ إعلان استقالته. ونقلت عنه قوله إن بي بي سي تمثل “أفضل ما في المجتمع”، متهمًا “أعداء المؤسسة” بتأجيج مزاعم الانحياز الإعلامي.
الإندبندنت

جاء في عنوانها الرئيس: “المدير المتحدي لبي بي سي: يجب أن نقاتل من أجل مهنتنا الصحفية”.
وقالت: إن ديفي ألقى خطابًا تحفيزيًّا لموظفيه أقرّ فيه بارتكاب المؤسسة “أخطاء كلّفتنا الكثير”، لكنه حذر في الوقت ذاته من “تسليح الانتقادات” ضد الصحافة العامة. كما تصدّرت الصفحة صورة للأميرة كاثرين خلال إحياء ذكرى يوم الهدنة وهي تضع قبعة سوداء عريضة مزينة بشريطة سوداء وزهرتي خشخاش.
الغارديان

جاء في عنوانها: “الرقم 10 في حالة تأهب وسط مخاوف من تحدٍّ لقيادة ستارمر”.
الرقم 10 المقصود به هو المقر الرسمي لرئيس الوزراء البريطاني في داونينغ ستريت. ذكرت الصحيفة أنباء عن تحركات في داونينغ ستريت لحماية رئيس الوزراء كير ستارمر من محاولات محتملة للإطاحة به بعد إعلان الميزانية نهاية الشهر، في ظل تراجع حاد في استطلاعات الرأي. ونقلت عن مستشارين سياسيين قولهم إن أي تحرك من هذا النوع سيكون “متهورًا وخطرًا”. كما وضعت الصحيفة في صفحتها الأولى صورة كاثرين بالزي الأسود في احتفالات يوم الهدنة.
التايمز

عنونت صفحتها بـ”مليون آخرون يطالبون بالإعانات دون حاجة للبحث عن عمل”، وأضافت: “ستارمر يتعهد بالدفاع عن زعامته في مواجهة نواب العمال المتمرّدين”. وأوضحت أن رئيس الوزراء لن يستقيل وسيخوض أي معركة داخلية محتملة، مشيرة إلى بيانات جديدة تُظهر ارتفاع عدد المطالبين بإعانة “يونيفرسال كريدت” بنسبة 50 في المئة مقارنة بالعام الماضي.
ديلي إكسبريس

كتبت أن “أربعة ملايين شخص يتقاضون إعانات دون أن يُطلب منهم البحث عن عمل”، مشيرة إلى أن زعيمة المحافظين كيمي بادنوك اتهمت رئيس الوزراء بالضعف في مواجهة “أزمة الرفاه الاجتماعي”.
ديلي ميل

هاجمت الحكومة بعنوان لافت: “ألف وظيفة يوميًّا تُفقد في عهد ريفز”.
وقالت: إن السياسات الاقتصادية لوزيرة الخزانة رايتشل ريفز تسببت في “مجزرة وظائف” بعد أن ارتفع معدل البطالة إلى 5 في المئة للمرة الأولى منذ وباء كورونا، ووصفت اليوم بأنه “يوم جديد في فردوس ستارمر الاشتراكي”.
فاينانشال تايمز

تبنّت لهجة أكثر هدوءًا بعنوان: “ارتفاع البطالة يوجّه ضربة جديدة لريفز قبل ميزانية حاسمة”.
وأشارت إلى أن عدد العاملين تراجع بنحو 180 ألفًا منذ إعلان زيادة ضرائب التأمين الوطني على أرباب العمل في الميزانية السابقة.
آي

اختارت زاوية اجتماعية بعنوان: “أمل جديد لنساء “واسبي” بعد تعهد العمال بإعادة النظر في التعويضات”. ونساء “واسبي” تعبير بالأحرف الأولى (Women Against State Pension Inequality)، يشير إلى حملة للدفاع عن النساء المتضررات من رفع سنّ التقاعد الحكومي دون تعويض.
وقالت: إن الحكومة ستعيد دراسة قرارها السابق الرافض لتعويض النساء اللواتي تضررن من تعديل سن التقاعد الحكومي، ووصفت ناشطات الحملة الخطوة بأنها “تقدم كبير نحو العدالة”.
مترو

صدّرت صفحتها بعنوان مثير: “ملكة العملات الرقمية بقيمة 5 مليارات باوند في السجن”.
وأوضحت أن امرأة اشترت عملات رقمية بأموال مسروقة من آلاف المتقاعدين الصينيين حُكم عليها بالسجن لأكثر من 11 عامًا.
ذا صن

اختارت زاوية ترفيهية بعنوان: “أنا مشهور… أخرجوني من هنا!”، وأعلنت عن تغييرات في برنامج ITV الشهير، حيث سيُمنع المتسابقون من خوض أكثر من تجربتين متتاليتين في تحديات الأدغال؛ لتفادي ما وصفته الصحيفة بـ”تنمّر الجمهور” على بعض النجوم.
ديلي ستار

واصلت تغطية برنامج “أنا مشهور… أخرجوني من هنا!” بعنوان طريف هو “كوماندوز الأدغال”، مشيرة إلى أن أحد المتسابقين، نجم اليوتيوب مورغان بيرتوِسل المعروف باسم “أنغري جينج”، نسي أن يحزم ملابسه الداخلية قبل سفره إلى أستراليا، لتسخر الصحيفة بالقول: إنه سيشارك “من دون سروال في الأدغال”.
ديلي ميرور

اختتمت الصحف اليومية بقصة إنسانية بعنوان: “سألتقي قاتل ابني”.
إذ نقلت عن كارولاين، والدة المراهق المقتول هارفي ويلوغوس، قولها إنها تريد لقاء قاتل ابنها؛ لأن “كليهما -القاتل والضحية- جرى التخلي عنهما في النهاية”.
أزمات اقتصادية وصراع داخلي
تشير منصة العرب في بريطانيا (AUK) إلى أن عناوين اليوم ترسم مشهدًا سياسيًّا متوترًا، يتوزع بين أزمات اقتصادية تضرب ثقة الناخبين في حكومة العمال، وصراع داخلي يهدد زعامة ستارمر، وملف إعلامي حساس بشأن حياد “بي بي سي”. وبينما تستغل الصحف اليمينية تزايد البطالة وأخطاء الحكومة لتصويرها كسلطة مترنّحة، تحاول الصحف اليسارية التذكير بأن الأزمة الراهنة هي نتاج عقدٍ من السياسات التقشفية والإدارية الفاشلة. وفي خضم هذا الجدل، يبقى السؤال الأهم في الأفق البريطاني: هل تستطيع حكومة ستارمر الصمود أمام أول موجة غضب حقيقي منذ صعودها إلى السلطة؟
المصدر: بي بي سي
اقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇
