آلاف المتضامنين مع فلسطين يغلقون شوارع ليفربول
شهدت مدينة ليفربول تظاهرة ضخمة أمس السبت، حيث نزل آلاف المتضامنين مع فلسطين إلى الشوارع، معربين عن غضبهم واستيائهم من موقف حزب العمال البريطاني تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة.
جاء ذلك خلال مؤتمر حزب العمال الذي انعقد في المدينة، حيث تجمع ما يقارب 15 ألف شخص للتنديد بتواطؤ الحزب فيما وصفوه بـ”الإبادة الجماعية” التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين.
مظاهرات حاشدة في شوارع ليفربول
عبر العديد من المتظاهرين عن استيائهم الشديد من مواقف قيادة الحزب، وعلى رأسهم زعيم الحزب كير ستارمر ووزير الخارجية ديفيد لامي.
عبّرت إحدى المتظاهرات بالمسيرة عن غضبها قائلة: “إنه لأمر مذهل أن يحدث هذا بعد عام من الإبادة الجماعية التي أُعترف بها دوليًا، ومع ذلك، فإن حزبنا الحاكم يدعم هذا العنف المستمر”.
وأشارت إلى أن حزب العمال لا يختلف عن حزب المحافظين، معتبرة أن “كلا الحزبين يدعمان أجندة سياسية تخدم ذات المصالح”.
بدوره، اعتبر المتظاهر ماني، أحد سكان ليفربول، أن حزب العمال أسوأ من حزب المحافظين، لأنه “يتمكن من تمرير سياساته تحت الرادار”.
وأوضح قائلًا: “من السهل في ليفربول أن ننتقد حزب المحافظين، لكن يجب أن نوجه انتباهنا إلى حزب العمال أيضًا، ولهذا أنا هنا اليوم”.
واعتبر ماني أن تصريحات وزير الخارجية لامي التي دعا فيها إلى وقف إطلاق النار دعوات غير جادة.
خيبة أمل من حزب العمال
اتهم المتظاهرون حزب العمال بأنه “حزب صهيوني”، وقال أحدهم: “علينا أن نصفهم بحقيقتهم، صهاينة وعنصريين وإمبرياليين”.
وكانت الهتافات المنددة بحزب العمال عالية وواضحة خلال التظاهرة. عندما صعدت النائبة العمالية كيم جونسون إلى المنصة، قوبلت بصيحات “اخرجي من حزب العمال”، ما يعكس مدى خيبة الأمل في أداء الحزب بين صفوف المتظاهرين.
وعلّق المتظاهر تيم على هذا الموقف قائلًا: “لا يمكنكِ الوقوف على هذه المنصة والدعوة إلى وقف إطلاق النار، بينما تظلين عضوة في حزب يدعم السياسات الإمبريالية والعنصرية”.
كان أحد المتظاهرين، يُدعى أحمد من ليفربول، يتوقع موقفًا أفضل من حزب العمال، مشيرًا إلى أن الحزب كان دائمًا يحمل منظورًا يهدف إلى مساعدة الفئات المحرومة.
إلا أن أحمد أعرب عن خيبة أمله من زعيم الحزب كير ستارمر، مشيرًا إلى أنه لم يعد هناك وجود لمعارضة حقيقية، “فكل من حزب العمال والمحافظين يسعيان إلى تحقيق الأجندة السياسية نفسها “.
كما أضاف أن جيريمي كوربين كان سيشكل البديل اليساري المثالي لقيادة الحزب.
وأكدت المتظاهرة إيما أن الاحتجاجات في الشوارع يجب أن تستمر رغم التحديات. وأشارت إلى أن الحركة قد تفقد زخمها، ولكنها تأمل أن تكون التظاهرات المقبلة في لندن، التي ستُعقد الشهر المقبل بمناسبة الذكرى السنوية، أكبر وأكثر تأثيرًا.
وأوضحت أن “التغيير يأتي من الشارع، ولهذا يجب أن يستمر الناس في الاحتجاج والنزول إلى الشوارع”.
وفي المسيرة، تحدث ميك ويلان، الأمين العام لنقابة سائقي القطارات في نقابة سائقي القطارات في بريطانيا (ASLEF)، واصفًا الإبادة الجماعية بأنها “وصمة عار على الإنسانية”.
وأكد ويلان على ضرورة إنهاء عقود الأسلحة مع إسرائيل، قائلًا: “لا نريد إنهاء 30 عقدًا فقط، بل نريد إنهاء جميع العقود العسكرية مع إسرائيل”.
التواطؤ مع العدوان الإسرائيلي
واختتم بن جمال، مدير حملة التضامن مع فلسطين، المسيرة بتأكيده على أن الاحتلال الإسرائيلي لا يمكنه البقاء إلا بدعم من الشركات والسياسيين الغربيين المتواطئين.
وأوضح أن “حزب العمال قد بدأ في تغيير بعض مواقفه تحت ضغط الحركات التضامنية، لكنه لم يقترب بعد بما يكفي من العدالة”.
وشدد جمال على أن “إسرائيل ليست دولة ديمقراطية، بل هي كيان مبني على أيديولوجية عنصرية”.
وأضاف قائلًا: “لا ينبغي لرئيس وزراء حزب العمال ووزير خارجيته أن يقفا صامتين بينما تطلق إسرائيل العنان لعمل إرهابي على لبنان”.
وتابع مستنكرًا: “ولكن لكي نكون منصفين مع كير ستارمر، ربما كان مشغولًا جدًّا بتجربة ملابسه الجديدة وسرقة الأموال من المتقاعدين.
وشدد في نهاية كلمته على أن المتضامنين مع فلسطين لن يتوقفوا أبدًا عن المسيرات وعن المقاطعة حتى تسقط كل حروب الفصل العنصري، حسب قوله.
ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية ضد الفلسطينيين في غزة، وتحاول توسيع دائرة الحرب لتشمل لبنان، من خلال قصف بيروت وشن هجمات على مواقع حزب الله.
وحذر المتظاهرون من أن حكومة كير ستارمر قد منحت إسرائيل الضوء الأخضر للاستمرار في اعتداءاتها، مؤكدين أن الحركة التضامنية مع فلسطين يجب أن تواصل كفاحها لإيقاف هذه السياسات.
المصدر: socialistworker
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇