آلاف البريطانيين مهددون بخسارة حقهم في التصويت بالانتخابات لهذا السبب
يخشى آلاف الناخبين البريطانيين من خسارة حقهم في التصويت في الانتخابات العامة المزمع إجراؤها هذا الأسبوع؛ بسبب تأخر البريد الملكي في تسليم بطاقات الاقتراع في المملكة المتحدة وخارجها.
وقد ألقى العديد من الناخبين الذين يصوّتون عبر البريد اللوم على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث قال بيتر مور الذي يصوّت من فرنسا منذ 14 عامًا: “قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان البريد يستغرق يومين أو ثلاثة أيام ليصل إلى بريطانيا، ولكن منذ خروجها من الاتحاد، بات يستغرق وصول البريد أسبوعًا في العادة”.
أصوات آلاف البريطانيين قد لا تُحتسب!
وقالت كلاريسا كيلويك، وهي مواطنة بريطانية تعيش في إيطاليا: إنها قررت السفر إلى بريطانيا للإدلاء بصوتها شخصيًّا؛ لأنها تخشى أن يتأخر البريد في تسليم بطاقة الاقتراع الخاصة بها في الوقت المناسب.
ومن جهته قال مايكل غولدري المقيم في فيينا: إن مجلس مدينة هاكني في لندن أخبره بأن بطاقة الاقتراع الخاصة به قد أرسلت في الـ17 من يونيو الماضي، ولكنه بدأ يشعر بالذعر عندما تأخرت بالوصول، إذ وصلت في الـ26 من يونيو. وخوفًا من أن يتكرر التأخير عند إعادة بطاقته إلى بريطانيا ومن عدم احتساب صوته، اضطر غولدري إلى إرسالها عبر (DHL) بتكلفة 45 يورو أي 38 باوند!
أما بروس دارينجتون، وهو رئيس منتدى الناخبين البريطانيين في الخارج ويعيش في بانكوك، فقال: إنه يخشى ألا يصل عدد كبير من الأصوات عبر البريد إلى المملكة المتحدة في الوقت المناسب.
وبهذا الصدد قال توم بريك، وهو نائب سابق عن حزب الديمقراطيين الأحرار ومدير منظمة (Unlock Democracy): “في الوقت الحالي يظن آلاف الناخبين البريطانيين في الخارج ممن أدلوا بأصواتهم عبر البريد أن المهمة أُنجزت، ولكن في الواقع قد تصل أصواتهم إلى بريطانيا بعد أسابيع من إغلاق صناديق الاقتراع وقد لا تُحتسب أبدًا”!
يُشار إلى أن منظمة (Unlock Democracy) حققت هذا العام بالتعاون مع منظمة (New Europeans UK) في تجارب الناخبين في الخارج، وقد حثت لجنة الانتخابات في بريطانيا على إنشاء دوائر انتخابية في الخارج، من شأنها أن تسمح للبريطانيين بالإدلاء بأصواتهم في البلد الذي يعيشون فيه.
تأخيرات داخل بريطانيا
ولم يُعانِ الناخبون في الخارج من التأخيرات فقط، بل أبلغ العديد من الناخبين الذين يصوّتون عبر البريد في اسكتلندا وإنجلترا، ويشكلون أكثر من خمس الناخبين، عن تأخر في استلام بطاقات الاقتراع الخاصة بهم.
ففي اسكتلندا -على سبيل المثال- توقفت معظم المدارس عن العمل؛ بسبب العطلة الصيفية في نهاية يونيو، والعديد من الأشخاص الذين كانوا يأملون التصويت بالبريد هم في إجازة. وقال رئيس الحكومة الاسكتلندية جون سويني: إن المشكلة سلطت الضوء على أن الحكومة البريطانية لم تخطط جيدًا قبل تحديد موعد الانتخابات.
ولتدارك المشكلة أنشأ مجلس مدينة إدنبرة في عطلة نهاية الأسبوع مرفقَ طوارئ للناخبين الذين فقدوا بطاقات الاقتراع الخاصة بهم أو واجهوا تأخيرات في وصولها عبر البريد. كما أنشأ مراكز لتوفير بطاقات بديلة تعمل من الساعة الـ9 صباحًا إلى الـ5 مساءً يوميًّا حتى يوم الانتخابات. ويطلب من الناخبين إحضار بطاقة هُوية تحمل صورة فوتوغرافية.
وهناك أيضًا مشكلات مماثلة في إنجلترا، حيث قال رئيس مجلس مقاطعة أوتلسفورد في شمال غرب إسيكس: إن مكتب البريد تأخر في إرسال 2644 بطاقة اقتراع تسعة أيام؛ بسبب مشكلات في الطباعة.
وطلب المجلس من الناخبين الذين لم يستلموا بطاقات الاقتراع الخاصة بهم بحلول يوم الإثنين الاتصال بالمجلس؛ لطلب إعادة إصدار بطاقة اقتراع جديدة يستلمونها لاحقًا يدويًّا. وطلبت من الأشخاص، الذين لا يريدون إعادة إرسال بطاقاتهم عبر البريد خوفًا من التأخير، أن يسلموها يدويًّا إلى المجلس أو في أي مركز اقتراع في يوم الانتخابات.
أما في لندن فقد أبلغ مجلس ساوثوارك البريد الملكي عن مشكلات في استلام بطاقات الاقتراع في منطقة (SE22). وقد تعهدت لجنة الانتخابات في بريطانيا بأنها ستحقق في المشكلة بالكامل بعد الانتخابات، ولكن هل سيعوض ذلك الناخبين الذين قد يخسرون حقهم في التصويت أو لا تُحتسَب أصواتهم في الانتخابات؟!
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇