وفاة رجل دهسا بقطارين في لندن بعد أن عَلِق في الفراغ الموجود بين القطار والرصيف في محطة واترلو، ولم يتمكن السائقون من رؤيته بعد أن انزلق عندما كان مخمورًا. وأشادت به أسرته الحبيبة ووصفته بأنه بطل حرب. واستمعت المحكمة إلى أن الضحية حاول الهرب واستمر في التلويح بذراعيه في إشارة للمساعدة مدة نصف دقيقة تقريبًا، لكن صدمه قطار بعد لحظات.
وفاة رجل دهسا بين قطارين في محطة واترلو، لندن

وقالت سمارا محمد بنة السيد وارسام: “يا للأسف! في اللحظات الأخيرة من حياته كان بحاجة إلى المساعدة ولم يكن هناك أحد لمساعدته”. كما سحق قطار ثانٍ السيد وارسام بعد 85 ثانية من القطار الأول!
نبَّه السائقَ أحدُ الركاب على المنصة بدلًا من مُعَدات المراقبة الخاصة بالقطار، لذا لم يستطع سحب فرامل الطوارئ في الوقت المناسب. انتقدت سمارة وعائلتها هيئة النقل في لندن في التحقيق وطالبتهم بتحمل المسؤولية.
وأضافت الابنة الحزينة: “نعتقد أن وفاة والدنا حدثت لسبب آخر غير الحادث، ويجب إجراء التغييرات المناسبة لمساعدة الأشخاص الآخرين”. وقد وجد تحقيق أجراه فرع التحقيق في حوادث السكك الحديدية (RAIB) بالفعل أن شاشات العمليات التي تسمح للسائقين برؤية المشكلات على المنصة كانت “غير مناسبة لتحديد شخص سقط في الفجوة” بعد أن أجرى المحققون فحص محاكاة باستخدام الدمى.
اعترف ريتشارد براون كبير محققي ((RAIB أمام المحكمة قائلًا: “ما يمكن للسائق رؤيته في ذلك الوقت لم يُسجَّل، لذلك نحن لا نعرف في الواقع”. عُرِض على الذين حضروا التحقيق محاكاة للحادث، ورأوا مدى صعوبة رؤية أحد الركاب على المنصة أو في الفجوة.

وأكد السيد براون أن الكاميرات لا تفي بمتطلبات القدرة على تحديد شخص ما على الشاشة. وكشف التحقيق أن الفجوة التي سقط فيها وارسام سقوطًا مأساويًّا كانت بسبب انحناء في المنصة.
في أعمق نقطة كانت المساحة 580 مم فقط، أي حول مستوى الفخذ، وأصغر عرض كان يبلغ 254 مم، وفقًا للسيد براون لا يزال الطبيب الشرعي أندرو هاريسون في حيرة من أمره، حيث قال: “يبدو من المدهش أن شخصًا ما يمكن أن يتسع في هذه الفجوة!”.
وادعى المحقق أنه بسبب مستويات الضوضاء على المنصة في ذلك الوقت كان من الصعب سماع شخص ما يصرخ. وقال: “كنت بحاجة إلى الصراخ… إذا كان أي شخص على بعد أكثر من عربة أو مسافة اثنتين، فسيواجه صعوبة في سماعك”.
لم تسجل لقطات الدوائر التلفزيونية المغلقة في المحطة أي صوت، لذلك ظل من غير الواضح ما إذا كان الضحية قد صرخ طلبًا للمساعدة.
وفي هذا السياق قال الطبيب الشرعي الدكتور سيمون بول في تقرير: “المستويات العالية جدًّا من الكحول في دمه وبوله ربما أثرت في توازنه وجعلته عرضة للسقوط”.
وأخبرت عالمة السموم الدكتورة سوزان باترسون المحكمة بأن مستويات الكحول “ربما جعلته ميَّالًا إلى السقوط” وأوضح الدكتور باترسون أن مستويات الكحول في الدم لدى وارسام كانت 300 ملغ لكل لتر، وهو ما “يرتبط عادة بغيبوبة وربما الموت!”.
وقيل للمحكمة: إن السيد وارسام يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة غير المشخص بعد قتاله في الحرب الأهلية الصومالية، وفقًا لعائلته. إذ تعرض للتعذيب وعاش مصابًا بشظايا في ساقيه، مما أدى إلى منحه حق اللجوء في المملكة المتحدة. (ambien)

عاش السيد وارسام في المملكة المتحدة مدة 30 عامًا قبل وفاته في 26 مايو 2020 بعد الساعة العاشرة صباحًا بقليل. وذكر أفراد عائلته للمحكمة أن الصحة العقلية لوالدهم دفعته إلى العلاج الذاتي باستخدام الكحول، ولكنه لم يكن يعاني من مشكلة في الشرب.
وكشف تقرير صادر عن طبيب السيد وارسام أنه عانى من إدمان الكحول حتى عام 2009، وبعد ذلك جاء إلى الطبيب وهو يعاني من مشكلات كحولية، فأُحِيل إلى جمعية الإدمان الخيرية.
هذا وقالت سمارا في تكريم لوالدها الراحل: “لقد كان ابنًا وأخًا وزوجًا وأبًا وجدًّا وبطلًا لبلده”.
“كان والدي رجلًا طيبًا لطيفًا محبًّا للغاية. لقد عمل بجد في كل ما فعله، وأخبرنا أن نكون دائمًا صادقين”.
اقرأ المزيد
الرجل الذي حاول فتح نعش الملكة لم يكن يصدق بأنها توفيت
أخطر 20 محطة قطار “مترو أنفاق” في لندن لعام 2021
المصري أحمد عبد العزيز ضمن قائمة المترشّحين لمسابقة سوبر ستار السّياحة في إنجلترا