وزيرة بريطانية تستقيل احتجاجًا على تخفيضات تمس غزة والسودان

استقالت وزيرة التنمية الدولية في المملكة المتحدة،آنيليز دودز، وذلك إثر إعلان الحكومة عن خفض كبير في ميزانية المساعدات الدولية، وهو قرار قالت إنه سيؤثر حتمًا على البرامج الإنسانية في مناطق مثل غزة والسودان.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، كشف رئيس الوزراء كير ستارمر عن خطط لزيادة الإنفاق الدفاعي من 2 إلى 2.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027، مع هدف الوصول إلى 3 في المئة بحلول نهاية العهدة البرلمانية المقبلة. وأوضح أن جزءً من هذا التمويل سيأتي عبر تخفيض مخصصات المساعدات الدولية من 0.5 إلى 0.3 في المئة من الدخل القومي الإجمالي.
الحكومة البريطانية تخفض المساعدات الإنسانية لغزة والسودان

وفي خطاب استقالتها الموجه إلى ستارمر يوم الجمعة، أشارت دودز إلى أن تنفيذ مثل هذه التخفيضات سيؤثر حتمًا على البرامج الإنسانية في غزة والسودان وأوكرانيا. وأضافت أن النظام العالمي الذي تأسس بعد الحرب “بدأ في الانهيار”، مؤكدة أنها تدعم زيادة الإنفاق الدفاعي، لكنها انتقدت تحميل المساعدات الإنمائية الرسمية (ODA) العبء بالكامل.
وفي سبتمبر الماضي، كتبت دودز مقالًا في “ميدل إيست آي” ذكرت فيه أن معاناة النساء والفتيات يجب أن تكون في صلب الاستجابة العالمية لحرب السودان. وفي خطاب استقالتها، حذرت الوزيرة المنتهية ولايتها ستارمر من أن قراره قد يؤدي إلى انسحاب المملكة المتحدة من دول أفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي وغرب البلقان، في وقت تتوسع فيه هيمنة روسيا بشكل عدواني.
وأضافت أن المملكة المتحدة قد تضطر إلى الانسحاب من عدد من الهيئات متعددة الأطراف، ما سيقلل من دورها في مجموعة السبع ومجموعة العشرين والبنك الدولي ومفاوضات المناخ.
الخارجية البريطانية تؤكد دعمها لبرامج الدعم الإنساني

أكد وزير الخارجية ديفيد لامي أن بريطانيا ستحمي البرامج الأكثر حيوية في مناطق الصراع الأكثر خطورة في العالم، مثل أوكرانيا وغزة والسودان، لكنه أشار إلى تعليق برامج أخرى. وفي وقت سابق من هذا الشهر، وصف لامي قرار إدارة ترامب بتخفيضات كبيرة في ميزانية الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بأنه “خطأ استراتيجي كبير” من شأنه أن يمكن الصين من تعزيز نفوذها العالمي.
ونقلت صحيفة “الغارديان” يوم الجمعة أن التخفيضات المقترحة ستجعل المساعدات الخارجية البريطانية تشكل أقل نسبة من الدخل القومي منذ بدء تسجيل البيانات. وأفاد خبراء للصحيفة بأن برامج المساعدات في اليمن وسوريا وأفغانستان وإثيوبيا ونيجيريا ستكون على الأرجح من بين أكثر البرامج تأثرًا.
وفي خطاب موجه إلى ستارمر هذا الأسبوع، انتقدت 138 منظمة خيرية القرار، قائلة إنه من المقلق أن تسير المملكة المتحدة على خطى الولايات المتحدة وتختار خفض المساعدات لتمويل الدفاع، كما أنه ينبغي لأي حكومة أن توازن ميزانيتها على حساب الفئات الأكثر تهميشًا في العالم.
وأشار الخطاب إلى أن التخفيضات السابقة في المساعدات البريطانية وتجميد المساعدات الأمريكية كان له تأثير كبير في ظل تعرض الأطفال لخطر عدم التلقيح ونقص فرص التعليم جنبًا إلى جنب مع تراجع الخدمات الصحية في مخيمات اللاجئين.
من جهة أخرى، قالت الجمعيات الخيرية إنه يمكن تأمين التمويل البديل على المدى الطويل من خلال فرض ضريبة الثروة، بينما يمكن، على المدى القصير، استخدام عائدات بيع نادي تشيلسي لكرة القدم، الذي كان من بين الأصول المجمدة للملياردير الروسي رومان أبراموفيتش بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
المصدر: Middle East Eye
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇