وثيقة مسربة تكشف خطة إسرائيلية مثيرة للجدل لإيصال المساعدات إلى غزة

كشفت وثيقة مسرّبة، اطّلع عليها موقع ميدل إيست آي، عن خطة إسرائيلية مثيرة للجدل تستهدف السيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة من خلال منظمة غير حكومية حديثة العهد تُدعى “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF)، سُجّلت في سويسرا مطلع العام الجاري وتُديرها شخصيات أمريكية بارزة في مجالات الإغاثة والأمن والتمويل.
الوثيقة التي تتألف من 14 صفحة وتُتداول حاليًّا بين منظمات الإغاثة، تعرض “نموذجًا تشغيليًّا جديدًا” للمساعدات يعتمد على شركات خاصة لتأمين مراكز توزيع المساعدات، حيث سيُقدَّم للفلسطينيين وجبات غذائية تحتوي على 1750 سعرة حرارية، بكلفة لا تتجاوز 1.3 دولار للوجبة الواحدة.
مراكز توزيع خاضعة للرقابة الأمنية
ووفقًا للوثيقة، تُخطّط المؤسسة لإنشاء أربعة مراكز توزيع “آمنة” في غزة، كلٌّ منها قادر على خدمة نحو 300 ألف شخص، مع استعداد لتوسيع نطاق الخدمة ليشمل أكثر من مليونَي نسمة. وستُسلّم الوجبات الجاهزة، ومستلزمات النظافة، والإمدادات الطبية إلى هذه المراكز عبر مركبات مُدرّعة، ضمن “ممرات خاضعة لرقابة مشددة ومتابعة فورية لمنع أي انحراف أو سوء استخدام”.
ورغم تأكيد المؤسسة أن الجيش الإسرائيلي “لن يتمركز داخل مراكز التوزيع أو قربها”، فإن الأمن سيتولّاه متعهدون من “أصحاب الخبرة”، بينهم عناصر عملت سابقًا في تأمين ممر نتساريم خلال وقف إطلاق النار الأخير.
وتتجنّب الوثيقة الإشارة إلى الحصار الإسرائيلي على غزة والإغلاق شبه الكامل لمعابر إدخال المساعدات، الذي تسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية ودفع السكان إلى حافة المجاعة. وبدلًا من ذلك، تُلقي المؤسسة باللائمة على حماس وتنظيمات وصفتها بـ”الإجرامية”، وتتهمها باعتراض المساعدات وفرض ضرائب عليها وإعادة بيعها.
كما تُبرّر المؤسسة تدخلها بتدهور “ثقة المانحين”، مؤكدة أن هدفها هو استعادة هذه الثقة عبر نموذج مستقل وخاضع لتدقيق خارجي صارم، يضمن وصول المساعدات مباشرة إلى مستحقيها، على نحو خالٍ من التسييس أو التحيّز.
خطة إسرائيلية بمشاركة أمريكية!
وتدير المؤسسةَ شخصياتٌ أمريكية ذات خلفيات عسكرية وإنسانية، أبرزها:
• جيك وود: المدير التنفيذي للمؤسسة، ومؤسس (Team Rubicon)، ومخضرم سابق في مُشاة البحرية الأمريكية.
• ديفيد بيرك: مدير العمليات، وهو خبير في الاستراتيجيات التشغيلية وسبق له العمل في مجال الإغاثة.
• جون أكري: رئيس البعثة، ومسؤول سابق في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، عمل في مشاريع تتجاوز قيمتها 45 مليون دولار.
كما يضم مجلس الإدارة شخصيات ذات تأثير دولي، منها:
• نيت موك، المدير التنفيذي السابق لمنظمة (World Central Kitchen).
• رايسا شينبرغ، نائبة رئيس الشؤون الحكومية في (Mastercard) والمسؤولة السابقة عن مشروع “ليبرا” للعملات الرقمية في فيسبوك.
• لوك هندرسون، خبير قانوني وتجاري عمل مع شركات ضمن قائمة (Fortune 500).
• مستشارون مثل الجنرال المتقاعد مارك شوارتز، المنسق الأمني الأمريكي السابق لإسرائيل والسلطة الفلسطينية، وبيل ميلر، مسؤول أممي وأمريكي سابق.
وتشير الوثيقة إلى أن المؤسسة تُجري محادثات مع شخصيات فلسطينية “بارزة” للانضمام إلى مجلس إدارتها، إلى جانب دعوة كبار المانحين لترشيح أعضاء إضافيين.
وتُسلّط الوثيقة الضوء بشكل مكثّف على مسألة الشفافية، إذ تؤكد أن المؤسسة فتحت حسابات مصرفية في بنوك أمريكية مثل (Truist Bank) و(JPMorgan Chase)، وستعتمد على لوحات معلومات عامة تُحدَّث لحظيًّا، وتُتيح للمانحين تتبّع كل دولار والتأكد من نتائج كل عملية.
كما تُجري المؤسسة محادثات مع شركة (Deloitte) للتدقيق المالي، وتسعى لتوظيف شركة عالمية للإشراف على أنشطتها. وتُخطط لإنشاء فرع تابع لها في سويسرا؛ لتلبية تطلعات المانحين غير الراغبين في التعامل عبر النظام الأمريكي، مع الإشارة إلى أن بنك (Goldman Sachs) قد أبدى التزامًا شفهيًّا بفتح حساب لهذا الكيان.
في مقابل هذا المخطط، أثارت منظمة العفو الدولية في سويسرا مخاوف من أن هذه المبادرة قد تُسهم في ارتكاب “جرائم دولية”، بناءً على المعلومات المتاحة. كما ترفض منظمات الأمم المتحدة وجمعيات الإغاثة الدولية المشروع، لكنها تواجه في الوقت نفسه ضغوطًا متزايدة من الإدارة الأمريكية للمشاركة فيه.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇