هيومن رايتس ووتش: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة
كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية في تقرير أصدرته يوم الخميس عن توثيق شامل لارتكاب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، في أحدث توثيق دولي للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.
أدلة دامغة لدى هيومن رايتس ووتش
وثقت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها فرض إسرائيل ظروفًا معيشية في غزة مصممة لتدمير حياة السكان الفلسطينيين بطريقة ممنهجة، مؤكدة أن هذه الممارسات ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية وأعمال الإبادة الجماعية. ويأتي هذا التقرير ليعزز الإجماع الدولي المتنامي بشأن خطورة الأفعال الإسرائيلية في غزة، وبخاصة بعد أسبوعين فقط من إصدار منظمة العفو الدولية استنتاجات مماثلة تؤكد تورط إسرائيل في الإبادة الجماعية.
وشهد تشرين الثاني/نوفمبر تطورًا قضائيًّا مهمًّا تمثل في إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت. وتضمنت المذكرات اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على غزة، الذي بدأ بعد عملية السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقبل إصدار هذه المذكرات بأيام، وتحديدًا في الـ14 من تشرين الثاني/نوفمبر، أصدرت لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة تقريرًا يتهم إسرائيل باستخدام التجويع كسلاح حرب، مشيرة إلى أن السياسات والممارسات الإسرائيلية في غزة قد تصل إلى مستوى “الإبادة الجماعية”.
وفي خطوة قانونية بارزة، تقدمت جنوب إفريقيا بدعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، مدعومة بملف قانوني ضخم يضم 750 صفحة من الأدلة الموثقة لأعمال الإبادة الجماعية والنية في ارتكابها. واستجابة لذلك، أصدرت المحكمة مجموعة من الأوامر الطارئة تُلزم إسرائيل بالتوقف عن الأفعال التي قد تقع تحت مسمى الإبادة الجماعية.
المياه بوصفها سلاحًا للإبادة الجماعية!
كشف تقرير هيومن رايتس ووتش المكون من 179 صفحة عن اتباع إسرائيل “سياسة محسوبة” في حرمان الفلسطينيين من المياه، معتبرًا هذه الممارسة إحدى الأدوات الرئيسة في تنفيذ الإبادة الجماعية. ووثق التقرير تعمد السلطات الإسرائيلية حرمان سكان غزة من الوصول إلى المياه الصالحة للشرب منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما أدى إلى “آلاف الوفيات” بين المدنيين المحاصرين نتيجة الجفاف والأمراض.
واعتبر التقرير أن السياسة الإسرائيلية المنهجية، التي شملت قطع إمدادات المياه عن القطاع ثم تقييدها، واستهداف البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، ومنع وصول الإمدادات المائية الضرورية، تشكل جريمة إبادة ضد الإنسانية وفعلًا من أفعال الإبادة الجماعية. كما أشار إلى أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الكبار الداعية إلى قطع المياه تمثل “تحريضًا مباشرًا وعلنيًّا على الإبادة الجماعية”.
وفي هذا السياق، صرّحت تيرانا حسن، المديرة التنفيذية لمنظمة هيومن رايتس ووتش: “ما نشهده ليس مجرد إهمال عابر، بل سياسة حرمان ممنهجة أدت إلى وفاة آلاف البشر بسبب الجفاف والأمراض، وهو ما يرقى بوضوح إلى الجرائم ضد الإنسانية ويُعَد عملًا من أعمال الإبادة الجماعية”.
واستند التقرير إلى منهجية توثيق دقيقة شملت مقابلات موسعة مع فلسطينيين في غزة، وموظفي مصلحة المياه في بلديات الساحل، ومتخصصين في الرعاية الصحية، وعاملين في وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية. كما اعتمد على تحليل صور الأقمار الصناعية، والصور الفوتوغرافية، ومقاطع الفيديو، والبيانات التي جمعها أطباء وعلماء متخصصون بالأوبئة ومنظمات إغاثة إنسانية وخبراء في المياه والصرف الصحي.
أزمة إنسانية غير مسبوقة
أظهرت البيانات التي وثقها تقرير هيومن رايتس ووتش، استنادًا إلى معلومات من مصلحة المياه في بلديات الساحل في غزة والأمم المتحدة، أن سكان القطاع عانوا من حرمان شديد من المياه بين تشرين الأول/أكتوبر 2023 وآب/أغسطس 2024، إذ لم يتمكنوا من الحصول على الحد الأدنى الضروري للبقاء على قيد الحياة في حالات الطوارئ الطويلة الأمد.
وكشفت تقارير الأمم المتحدة عن حرمان سكان شمال غزة من الوصول إلى مياه الشرب لمدة تجاوزت خمسة أشهر، امتدت من تشرين الثاني/نوفمبر 2023 حتى نيسان/إبريل 2024. ورغم صعوبة التوثيق المنهجي لحالات الوفاة المرتبطة بالأمراض المنقولة عبر المياه والجفاف بسبب انهيار النظام الصحي في غزة، خلصت المقابلات مع المتخصصين الصحيين إلى احتمال وفاة آلاف الأشخاص نتيجة الإجراءات الإسرائيلية. وتضاف هذه الوفيات إلى الحصيلة الإجمالية للضحايا التي تجاوزت 45,000 شخص قتلوا على يد القوات الإسرائيلية.
المصدر: ميدل إيست آي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
9°C