هل يفقد حزب العمال قبضته في اسكتلندا؟ انتخابات هاميلتون قد تغير المعادلة

في عام 1967، دخل الحزب الوطني الاسكتلندي (SNP) التاريخ من بوابة انتخابات فرعية في هاميلتون، جنوب لاناركشاير، حيث نجح في تحقيق اختراق سياسي غير مسبوق، حين أطاحت مرشحته ويني إيوينغ بمرشح حزب العمال بفضل تحول انتخابي هائل بلغت نسبته 38 في المئة. كانت تلك اللحظة البداية الحقيقية لصعود الحزب الوطني الاسكتلندي على الساحة السياسية البريطانية.
ريفرم يسير على خطى SNP.. ولكن بالعكس
في الانتخابات الفرعية للبرلمان الاسكتلندي، التي ستُجرى يوم الخميس المقبل في هاميلتون، يأمل نايجل فاراج، زعيم حزب “ريفرم يو كيه” (Reform UK)، أن يُحدث تحولًا مشابهًا لكن في الاتجاه المعاكس، عبر توجيه ضربة مزدوجة لكل من الحزب الوطني الاسكتلندي وحزب العمال، وتقديم حزبه كقوة معارضة جديدة تحمل خطابًا يمينيًا شعبويًا مناهضًا للمؤسسة السياسية التقليدية.
ورغم أن تحركات فاراج شمالًا باتجاه اسكتلندا مرّت دون كثير من الانتباه في وستمنستر، فإن الاستطلاعات الأخيرة تشير إلى أن حزبه قد يتمكن من تحقيق مفاجأة مدوية. فقد أظهر استطلاع للرأي أُجري الشهر الماضي أن حزب “ريفرم” قد يحصد 21 في المئة من أصوات الناخبين في حال جرت انتخابات برلمانية اسكتلندية، ما يجعله الحزب المعارض الرئيسي.
تهديد مزدوج: الحزب الوطني و”ريفرم” يضغطان على العمال
وصف زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي، جون سويني، الانتخابات الفرعية المقبلة بأنها “سباق مباشر” بين حزبه وحزب “ريفرم”، ما قد يوحي باستبعاد حزب العمال من المنافسة الرئيسية، رغم أنه بات أكبر حزب في اسكتلندا منذ عام 2023 لأول مرة منذ 2010.
لكن الواقع يُظهر أن حزب العمال هو الطرف الذي لديه الكثير ليخسره. فنجاح “ريفرم” في هاميلتون قد يوجه ضربة قاسية إلى مكانة زعيم الحزب، السير كير ستارمر، خاصة مع تزايد الانتقادات من داخل الجناح اليساري للحزب بشأن السياسات الاقتصادية والاجتماعية، مثل خفض الإعانات وتجميد الإنفاق.
تحديات داخلية وتصدّعات محتملة
يعاني حزب العمال من ضغوط داخلية متزايدة. فقد اضطرّت نائبة زعيم الحزب، أنجيلا راينر، إلى إلغاء زيارة انتخابية يوم الجمعة بسبب احتجاجات من نشطاء مؤيدين لفلسطين، هتفوا ضد دعمها للحكومة في مواقفها من العدوان في غزة، واتهموها بـ”دعم الإبادة الجماعية”.
وتأتي هذه الحادثة وسط مخاوف من تصدعات متوقعة داخل الحزب، في حال استمر ستارمر في المضي قدمًا في سياساته المالية الصارمة، التي تقودها وزيرة المالية رايتشل ريفز، الملقّبة بـ”الوزيرة الحديدية”. وقد باتت سياسات مثل الحد من إعانة الطفل الثالث، وخفض مخصصات التدفئة الشتوية، وتعديل مزايا الإعاقة، محل جدل داخل صفوف الحزب، وموضع استياء واضح لدى القاعدة اليسارية.
هل يشكل ريفرم نقطة تحول سياسية جديدة؟
نجاح حزب “ريفرم” في هاميلتون قد لا يكون مجرد فوز انتخابي عابر، بل بداية لتحول سياسي أوسع، تمامًا كما حدث مع الحزب الوطني الاسكتلندي عام 1967. وإن تحقق ذلك، فقد تبدأ مرحلة جديدة من التحدي الحقيقي للأحزاب التقليدية في اسكتلندا، وتُطرح تساؤلات عميقة حول قدرة حزب العمال على استعادة قبضته السياسية شمالي البلاد.
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK)، أن انتخابات هاميلتون تمثل لحظة سياسية فارقة ليس فقط على مستوى اسكتلندا، بل ضمن المشهد السياسي البريطاني الأوسع. إن التوازنات القائمة لم تعد مستقرة، والناخبون في تغير مستمر يبحثون عمّن يعبر عن قضاياهم وهمومهم الحقيقية.
المصدر: التلغراف
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇