هل يجب إلغاء التوقيت الصيفي في بريطانيا؟

بدأت بريطانيا مؤخرًا العمل بالتوقيت الصيفي، حيث تقدّمت الساعات ساعة واحدة في الساعة 1 صباحًا من يوم الأحد لتصبح 2 صباحًا، ما أدى إلى فقدان المواطنين ساعة من النوم. ورغم أن هذا التغيير يمنح أمسيات أطول وأكثر إشراقًا، إلا أنه يثير جدلًا واسعًا بشأن جدواه وتأثيراته، وسط دعوات متزايدة لإلغائه.
ما هو التوقيت الصيفي ولماذا طُبق؟

التوقيت الصيفي البريطاني (BST)، والمعروف عالميًا باسم التوقيت الصيفي (DST)، يبدأ في الأحد الأخير من شهر مارس وينتهي في الأحد الأخير من أكتوبر، حيث تُقدم الساعة في الربيع وتؤخر في الخريف.
أول تطبيق فعلي للتوقيت الصيفي كان في ألمانيا عام 1916 خلال الحرب العالمية الأولى، وتبعتها بريطانيا بعد أسابيع قليلة.
التأثيرات الصحية للتوقيت الصيفي
أظهرت الدراسات أن التغير في التوقيت يؤثر سلبًا على الصحة الجسدية والنفسية، خاصة عند تقديم الساعة في الربيع.
الباحث في النوم والأحلام تشارلي مورلي صرّح بأن هناك “أدلة ساحقة” على الأضرار الصحية التي يسببها تغيير الساعة.
من أبرز الدراسات:
- زيادة بنسبة 24% في النوبات القلبية في اليوم التالي لتقديم الساعة، وفقًا لمؤسسة القلب الأمريكية.
- ارتفاع بنسبة 8% في حالات السكتة الدماغية خلال اليومين التاليين لتغيير التوقيت، بحسب دراسة فنلندية عام 2016.
ويؤكد مورلي أن فقدان ساعة نوم واحدة يمكن أن ينشّط مركز الخوف في الدماغ (اللوزة الدماغية) بنسبة 60%، ما يجعل الشخص أكثر عصبية وقلقًا.
هل يمكن تعويض النوم المفقود؟
بحسب مورلي، لا يمكن تعويض النوم الضائع فعليًا، لكن يمكن التهيئة له عبر ما يُعرف بـ “تحميل النوم المسبق”، أي الحصول على نوم جيد في الأيام التي تسبق تغيير الساعة.
كما يُنصح بالتالي لتخفيف التأثيرات:
- التعرض لضوء الشمس صباحًا
- تناول الوجبات في أوقات مناسبة حسب التوقيت الجديد
- تقليل الكافيين
- ممارسة الرياضة
دعوات لإلغاء التوقيت الصيفي
في أكتوبر الماضي، دعت الجمعية البريطانية للنوم الحكومة البريطانية إلى إلغاء تغيير التوقيت الموسمي، بسبب تأثيراته السلبية على الساعة البيولوجية وصحة النوم، واقترحت الإبقاء على التوقيت القياسي طوال العام.
وبحسب مركز Pew Research Center، فإن ثلث دول العالم فقط يطبقون التوقيت الصيفي.
وفي الولايات المتحدة، كتب الرئيس السابق دونالد ترامب منشورًا يعارض فيه التوقيت الصيفي، فيما وصفه السيناتور ماركو روبيو بأنه “طقس غبي”.
أما في أوروبا، فقد صوّت البرلمان الأوروبي لصالح إلغاء التوقيت الصيفي، لكن لم يُعتمد رسميًا بسبب عدم التوصل لاتفاق مع مجلس الاتحاد الأوروبي.
جدير بالذكر أن آيسلندا من الدول الأوروبية القليلة التي لا تتبع التوقيت الصيفي، نظرًا لموقعها الجغرافي والتفاوت الكبير في فترات النهار والليل على مدار العام.
المصدر: سكاي نيوز
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇