العرب في بريطانيا | هل ستكتسح الثلوج بريطانيا في عيد الميلاد 2025؟

1447 رجب 2 | 22 ديسمبر 2025

هل ستكتسح الثلوج بريطانيا في عيد الميلاد 2025؟

ثلوج
فريق التحرير December 22, 2025

مع اقتراب موسم الأعياد، تعود التساؤلات السنوية في بريطانيا حول فرص تساقط الثلوج في عيد الميلاد، في وقت تشير فيه أحدث التوقعات الجوية إلى تحوّل واضح نحو أجواء أبرد وليالٍ صقيعية، من دون مؤشرات قوية على موجة ثلجية واسعة النطاق. وبينما يترقّب كثيرون مشهد «عيد الميلاد الأبيض»، تبدو الاحتمالات هذا العام محدودة ومحصورة جغرافيًا.

وتشير التوقعات إلى أن البلاد ستشهد انخفاضًا تدريجيًا في درجات الحرارة مع اقتراب يوم 25 كانون الأول/ ديسمبر، بعد فترة معتدلة نسبيًا خلال النصف الأول من الشهر. ورغم هذا الانخفاض، يُتوقع أن تبقى معظم مناطق بريطانيا جافة، مع احتمال ضعيف فقط لهطول زخات شتوية متفرقة، خصوصًا في الأجزاء الشرقية من البلاد.

تحوّل جوي نحو البرودة

وبحسب خبراء الأرصاد، فإن التغير المرتقب في الطقس يعود إلى بدء تأثير رياح شرقية تجلب هواءً قاريًا أكثر برودة من أوروبا. 

ومن المنتظر أن تكون درجات الحرارة العظمى خلال النهار أقل من المعدلات الموسمية بدرجة أو درجتين، لتتراوح عمومًا بين 6 و9 درجات مئوية. 

أما خلال الليل، فستكون الأجواء أشد برودة، مع ازدياد فرص تشكّل الصقيع والضباب، ولا سيما في المناطق الريفية والشمالية.

ويؤكد المتخصصون أن هذا التحول لا يعني بالضرورة تساقط الثلوج على نطاق واسع، بل يعكس انتقال البلاد إلى نمط شتوي أكثر استقرارًا مقارنة بما شهدته الأسابيع السابقة من أمطار غزيرة وعواصف متتالية.

لماذا تبقى فرص الثلوج محدودة؟

وتعود محدودية فرص تساقط الثلوج إلى توازن معقّد في أنظمة الضغط الجوي، يتمثل في تشكّل ضغط مرتفع شمال بريطانيا، يقابله ضغط منخفض يتمركز بالقرب من فرنسا وإسبانيا. 

هذا التوزيع يسهم في توجيه الرياح لتكون شرقية إلى جنوبية شرقية في معظم الأوقات، ما يسمح بتدفق الهواء البارد، ولكن من دون توفر الرطوبة الكافية لإحداث تساقطات ثلجية واسعة.

ويرى خبراء الطقس أن أي تغيير طفيف في اتجاه الرياح نحو الشمال الشرقي قد يرفع فرص تساقط زخات من الثلوج أو الأمطار الثلجية في بعض المقاطعات الشرقية، إلا أن هذا السيناريو يبقى محدود الاحتمال، ولا يكفي لتغيير الصورة العامة التي تشير إلى غياب «عيد ميلاد أبيض» شامل.

تفاوت في الأحوال الجوية بين المناطق

وتُظهر التوقعات تفاوتًا ملحوظًا في الأحوال الجوية بين مناطق البلاد، إذ يُنتظر أن تحظى الأقاليم الشمالية والغربية بفترات أفضل من سطوع الشمس، في حين قد تعاني المناطق الشرقية من غيوم أكثر كثافة وزخات متفرقة. 

وبالنسبة لمناطق مثل كمبريا وجنوب ويلز، فإن الأجواء الأكثر هدوءًا تمثل فرصة لالتقاط الأنفاس بعد أسابيع من الأمطار الغزيرة التي تسببت في فيضانات واضطرابات محلية.

ما المقصود رسميًا بـ«عيد الميلاد الأبيض»؟

ويوضح مكتب الأرصاد الجوية البريطاني (Met Office) أن تعريف «عيد الميلاد الأبيض» رسميًا لا يشترط تراكم الثلوج على الأرض، بل يكفي تساقط ندفة ثلج واحدة على الأقل في أي محطة رصد داخل بريطانيا يوم 25 كانون الأول/ ديسمبر. أما الثلوج المتبقية على الأرض من أيام سابقة فلا تُحتسب ضمن هذا التعريف.

وتُظهر السجلات المناخية أن معظم أعياد الميلاد منذ عام 1960 سُجّلت على أنها «بيضاء» في مكان ما من البلاد، إلا أن تساقط الثلوج فعليًا في يوم العيد أصبح أقل شيوعًا. 

وكان آخر تساقط واسع النطاق في عام 2010، حين سجلت 19% من محطات الرصد تساقط الثلوج، بينما كانت 83% من المحطات مغطاة بالثلوج على الأرض.

نظرة إلى الأيام المقبلة

وبالنظر إلى الفترة الممتدة خلال موسم الأعياد، تشير التوقعات إلى استمرار الأجواء الباردة والجافة نسبيًا تحت تأثير الرياح الشرقية، مع فرص محدودة لزخات متفرقة قد تأخذ شكل أمطار ثلجية أو ثلوج خفيفة على المرتفعات. 

وعلى الرغم من بقاء احتمال الثلوج قائمًا في مواقع معزولة، فإن المشهد العام يوحي بأن عيد الميلاد 2025 سيكون باردًا أكثر منه ثلجيًا في معظم أنحاء بريطانيا.

أما عشاق الثلوج، فستظل أنظارهم موجهة نحو شرق البلاد، حيث إن أي تغير طفيف في حركة الرياح قد يكون كفيلًا بجلب زخة شتوية عابرة تضفي لمسة احتفالية قصيرة الأمد. 

وفي المقابل، يبدو أن الطقس الهادئ والجاف نسبيًا سيمنح غالبية المناطق فرصة الاستمتاع بعيد ميلاد مستقر، بعيدًا عن العواصف والأمطار الغزيرة، وإن كان ذلك تحت أجواء باردة وصقيعية.

المصدر: yourweather.


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة