هل تتجه بريطانيا لحظر تيك توك على غرار أمريكا؟

تتصاعد المخاوف العالمية بشأن تطبيق الفيديو الشهير “تيك توك”، الذي يواجه تهديدًا بالحظر في الولايات المتحدة، في ظل جدل واسع النطاق بشأن أمان البيانات وارتباطه بالشركة الأم الصينية “بايت دانس”. وتأتي هذه التطورات مع استمرار النقاشات بشأن تأثير القرار الأمريكي المحتمل على الدول الأخرى، ويشمل ذلك بريطانيا.
تاريخ تيك توك وملكيته
وأطلق تطبيقَ تيك توك في عام 2017 شركةُ “بايت دانس”، التي أسسها المهندس الصيني “تشانغ ييمينغ” عام 2012. ونجحت الشركة في تطوير تطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم محتوى مخصص للمستخدمين، مثل تطبيق الأخبار “توتياو”. ومع إطلاق النسخة الصينية من تيك توك “دوين” في 2016، توسع التطبيق عالميًّا ليصبح منصة رائدة لمشاركة الفيديوهات القصيرة.
أسباب الحظر في الولايات المتحدة
برزت مخاوف أمنية أمريكية بشأن تيك توك منذ إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، إذ اتُّهِم التطبيق بجمع “كميات هائلة” من بيانات المستخدمين لمصلحة الحكومة الصينية ضمن ما وُصف بـ”الاندماج المدني العسكري”. واستمرت هذه المخاوف في عهد الرئيس جو بايدن، ما دفع مجلس الشيوخ الأمريكي إلى إصدار قانون يُمهل “بايت دانس” حتى الـ19 من يناير 2025 لبيع التطبيق وإلا فسيواجه حظرًا كاملًا في الولايات المتحدة.
وفي أواخر عام 2024، رفضت محكمة استئناف فدرالية دفاع الشركة بأن الحظر ينتهك حرية التعبير، وأكدت أن التطبيق يشكل “تهديدًا للأمن القومي”. ومع اقتراب موعد حاسم في المحكمة العليا، تُثار تساؤلات بشأن مستقبل التطبيق في الولايات المتحدة، في ظل تكهنات بأن تغييرات سياسية، مثل عودة ترامب للرئاسة، قد تعيد النظر في القرار.
تأثير الحظر الأمريكي على بريطانيا
مع أن الحظر الأمريكي لن يؤثر مباشرة على المستخدمين في بريطانيا، فإن تأثيره العالمي سيكون كبيرًا. إذ تُعد الولايات المتحدة أكبر سوق ناطق بالإنجليزية لتطبيق تيك توك، ما يعني أن الحظر سيحرم المستخدمين البريطانيين من الوصول إلى عدد كبير من المحتويات الشعبية القادمة من أمريكا. كما يواجه منشئو المحتوى في بريطانيا احتمال فقدان جزء كبير من جمهورهم، ولا سيما أن بعضهم يعتمد على التطبيق بوصفه مصدرًا أساسيًّا للدخل.
هل تتجه بريطانيا إلى حظر تيك توك؟
حتى الآن فرضت بريطانيا حظرًا جزئيًّا على تيك توك، مقتصرًا على الأجهزة الرسمية للوزراء وموظفي الحكومة منذ عام 2023، مع استثناءات لأغراض العمل. ومع ذلك، لا توجد مؤشرات حالية على نية الحكومة البريطانية حظر التطبيق على الأجهزة الشخصية، بالرغم من الضغوط الأمنية المتزايدة من دول أخرى.
ردود فعل عالمية
يشار إلى أن دولًا كثيرة تشهد جدلًا مشابهًا بشأن تيك توك. على سبيل المثال: حظرت الهند التطبيق في عام 2020 على خلفية توترات سياسية مع الصين. كما أقدمت ألبانيا في 2024 على حظر التطبيق بعد حادثة اجتماعية مروعة تورط فيها شباب بسبب محتوى على تيك توك. وفي الصين، لا يعمل تيك توك بشكل مباشر، بل تُستخدم النسخة المحلية “دوين”، الخاضعة للرقابة الحكومية.
المصدر: uk.new
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇